محمد الغيطي يكتب.. افتقدك ولكن
افتقدك ولكن
افتقدك
افتقادي لقهوتي المشتهاة قبل النوم
فراشي بعد السفر
وسادتي عند الارق
قلمي عند مخاض القصيدة
ملابسي الجديدة في العيد
وانا طفل
وحضن أمي (حتى الان)
افتقدك
افتقاد السجين لرصفان الشوارع
وطاولات المقاهي
وأعجاز النسوة في الحواري الشعبية
وصخب خلخالهن والسنتهن
افتقاد بحر الانفوشي
وفول ابو احمد
وجيلاتي ابو عزة
وكل الاسكندرية
افتقدك
افتقاد الغريب للوطن
والروح للبدن
افتقاد الكاتب للحرية
ايتها الانثى القاهرية
متى فضوا بكارة قلبك
وماذا فعلوا بروحك اغوات السلطان
هل تبقى منك شئ يصلح لما تبقى من العمر
ام صرت خرقة بالية
يصعب علي تصور ماحدث
ويصعب عليك السرد
دعيني اكتبك من جديد
وافتش في زاوية اهملوها
ولم يسحقوها
جسدك كان معرضا للعابرين
ومطعما للجائعين
من كل جنسيات الارض
الجميع حفروا وشما بين نهديك
وصبوا زيتا بين ساقيك
ورغم اختلاف اللغات
تحدثوا فوق عرينك لغة واحدة
هل تذكرين
التذكارات مرة
مرارة دموعك
مالحة، ملوحة ترياق شفتيك
عندما سلبتيني اول قبلة
لحظتها قلت لك تطهري في بحري
اغتسلي في قدس اقداسي
وعند مذبحي
ورتلي تراتيلي
صرخت وبكيت وخلعت جلدك القديم
وولدت -للعجب -عذراء
وطلبت منك الرحيل
الغريب انك بعد اول خطوة على رصيف الميناء
اشتقت لمخدع الخطيئة
وكنت اظنك بريئة
أخطأت انا
وكنت ساذجا ؟
ام انك غانية في سوق نخاسة
وانا الغر
كنت شيخ طريقة ؟