44 يومًا فقط كوزيرة للداخلية.. من هي سويلا برافرمان التي حرضت ضد المتظاهرين الداعمين لفلسطين؟
أقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، سويلا برافرمان من منصب وزيرة الداخلية، بعد انتقادها الطريقة التي تم بها مراقبة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
وأثارت برافرمان، جدلًا سياسيًا كبيرًا على خلفية انتقادها مواقف الشرطة إزاء مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة لندن، وشددت في مقالة افتتاحية مثيرة للجدل في إحدى الصحف على وجهة نظرها بأن المظاهرة التي نظمها النشطاء يوم السبت كانت "مسيرة كراهية".
وكتبت برافرمان في المقال: "يقابَل المتظاهرون اليمينيون والقوميون الذين ينخرطون في أعمال عدائية برد صارم، لكن الغوغاء المؤيدين للفلسطينيين الذين يظهرون سلوكا متطابقا تقريبا يتم تجاهلهم إلى حد كبير، حتى عندما يقومون بمخالفة القانون بشكل واضح".
اتُهمت برافرمان بسبب المقال بـ "تشجيع" اليمين المتطرف بعد أن اشتبكت مجموعات من البلطجية مع الشرطة عند النصب التذكاري يوم السبت.
من هي سويلا برافرمان؟
برافرمان لها تاريخ من المواقف اليمينية، فهي من أشد المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ورئيسة صورية لليمين المحافظ الذي أعاده سوناك إلى مجلس الوزراء بعد ستة أيام فقط من استقالتها من منصبها في ظل حكومة ليز تروس، وقد شغلت منصب وزير الداخلية لمدة 44 يوماً فقط في حكومة تروس، بحسب صحيفة بريطانية.
ولدت سو إيلين كاسيانا فرنانديز في مدينة هارو في 3 أبريل 1980 وصل والداها إلى بريطانيا في الستينيات من كينيا وموريشيوس، ولكنهما من أصل هندي، عمل والدها في جمعية إسكان ووالدتها ممرضة.
نشأت برافرمان في ويمبلي، والتحقت بمدرسة هيثفيلد في بينر، ثم تابعت دراسة القانون في كلية كوينز، كامبريدج، حيث عملت أيضًا كرئيسة لجمعية المحافظين بجامعة كامبريدج.
وأمضت عامين في الدراسة في فرنسا بفضل الفرص التي قدمها برنامج إيراسموس -الذي لم تعد المملكة المتحدة تشارك فيه نتيجة لانسحابها من الاتحاد الأوروبي- وحصلت على درجة الماجستير في الدراسات الأوروبية والعسكرية في جامعة بانثيون السوربون.
بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أصبحت رئيسة مجموعة الأبحاث الأوروبية اليمينية داخل حزب المحافظين، قبل أن تحصل على ترقيتها إلى منصب السكرتيرة البرلمانية الخاصة لوزارة الخزانة.
وفي التعديل الوزاري الذي أُجري في يناير 2018، أصبحت وكيلة وزارة الخارجية لشئون الخروج من الاتحاد الأوروبي، واستقالت في نوفمبر احتجاجًا على مسودة اتفاق تيريزا ماي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبعد تعديل وزاري آخر في فبراير 2020، خلفت جيفري كوكس في منصب المدعي العام، حيث عملت حتى مارس 2021 قبل أن تحصل على إجازة أمومة ثم استأنفت منصبها في سبتمبر 2023 بعد تولي مايكل لويس المنصب.
مناهضة للمهاجرين وصاحبة آراء مثيرة للجدل
تعرضت لانتقادات بسبب قلة خبرتها عندما حصلت على الوظيفة لأول مرة، وأثارت الجدل بسبب آراءها العنيفة تجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فعندما تدخلت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لوقف ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، قالت برافرمان: "الوقت قد حان لاستكمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والسماح للشعب البريطاني بأن يقرر من يمكنه البقاء في بلدنا ومن لا يمكنه ذلك".
وفي غضون أيام من توليها منصب وزير الداخلية، أخبرت موظفي الخدمة المدنية أن أولويتها القصوى في الوظيفة هي منع الهجرة غير الشرعية، وشنت حملة قمعية متشددة ضد المتظاهرين المناخيين، وخلال فترة ولايتها القصيرة، اشتبكت مع رئيس الوزراء السابق بشأن الهجرة، وخالفت خط الحكومة بالقول إنها تريد العودة إلى هدف ديفيد كاميرون المتمثل في استقبال أقل من 100 ألف وافد جديد سنويا.
رحب بها سوناك في بداية عمله كرئيس للوزراء، وأثار تعيينها رد فعل عنيف من حزب العمال والديمقراطيين الأحرار، الذين يزعمون أن سوناك قد أخل بالفعل بتعهده باستعادة "النزاهة" من خلال إعادة برافرمان إلى منصبها.
وفي خطاب ألقته في الولايات المتحدة أمام مركز أبحاث يميني في واشنطن العاصمة، قالت إن اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين أصبحت أكثر سخاءً من اللازم تجاه المهاجرين، وأن الخوف من الاضطهاد لا ينبغي أن يكون كافيا لطلب اللجوء، وأرادت منع الجمعيات الخيرية من تقديم الخيام للأشخاص الذين ينامون في الشوارع من المهاجرين.