«ڤوي! ڤوي! ڤوي» قصة حقيقية أغرب من الخيال
قصة حقيقية عن شبان مصريين أرادوا الهجرة بأي ثمن، فلجأوا إلى حيلة غير مسبوقة، ألهمت حبكة فيلم "ڤوي! ڤوي! ڤوي!" للمخرج عمر هلال.
أعلنت مصر ترشيح الفيلم لتمثيلها رسمياً في سباق الترشيح إلى جوائز الأوسكار، وبدأ عرضه في صالات السينما، ليقدم طرحاً جديداً لثيمة أصبحت أساسية في السينما، حول موجات الهجرة.
وعادة ما تتناول الأعمال السينمائية هذه الظاهرة المتصاعدة، بلغة تعبّر عن المأساة والخطر والخوف الذي يعيشه المهاجرون وعائلاتهم.
اقرأ أيضاً
- تفاصيل اجتماع وزيرة الهجرة بأعضاء المجلس التأسيسى لـ”شركة المصريين بالخارج”
- تفاصيل استقبال وزيرة الهجرة لوفدا من الأزهر الشريف لبحث توعية المصريين بالخارج
- تفاصيل مباحثات وزيرة الهجرة مع الأكاديمية الوطنية للتدريب إطلاق برامج للمصريين بالخارج
- وزيرة الهجرة تعلن عن موافقة الحكومة على إعادة قانون استيراد السيارات
- وزيرة الهجرة تزف خبر سعيد للمصريين بالخارج بشأن المواقف التجنيدية
- بكلمات حاسمة.. وزيرة الهجرة تهيب بأهالي المفقودين في ليبيا إرسال بياناتهم للوزارة
- تفاصيل مباحثات وزيرة الهجرة لمقترح طبيب مصرى بالخارج لتدريب وتأهيل الممرضين المصريين
- تفاصيل متابعة رئيس الوزراء مع وزيرة الهجرة بعض التيسيرات المقدمة للمصريين بالخارج
- نبيلة مكرم تكشف تفاصيل مشكلة نجلها لأول مرة
- وزيرة الهجرة تستقبل سفير نيبال لبحث تعزيز التعاون في عدد من الملفات المشتركة
- زيارات واتصالات دولية.. رئيسة الوزراء الإيطالية: سنبحث ملف الهجرة مع بلدان شمال أفريقيا
- مصر الحضارة.. وزيرة الهجرة تصطحب 50 دارسًا وباحثًا بالخارج فى زيارة المتحف المصري الكبير
لكن الفيلم الجديد يعيد تقديم الأحداث التي أثارت جدلاً واسعاً في مصر عند نشر تفاصيلها، لكنها لم تمرّ من دون إثارة الفكاهة والسخرية لمجرّد تخيّل ما فعله الشبان أبطال الحكاية.
العمل من بطولة النجوم بيومي فؤاد، ومحمد فرج، ونيللي كريم، وسيمثل مصر في سباق الترشيح لجوائز الأوسكار.
حقيقة أغرب من الخيال
في سبتمبر 2015 شاع خبر هرب أعضاء منتخب مصر من بطولة العالم في "كرة الجرس" للمكفوفين التي تقام في بولندا.
وقيل إن لاعبين مبصرين تظاهروا بأنهم مكفوفين وسافروا ضمن بعثة المنتخب المصري للمشاركة في البطولة، وعند اكتشاف أمرهم في بولندا لاذوا بالفرار وتواروا عن الأنظار.
وتصدّرت القصة الصحف مع عناوين لا تخلو من السخرية، مثل "فريق المكفوفين المصري يبصر في بولندا".
كيف تعامل السينمائيون مع قضية اللجوء؟
وكانت البعثة تضم 12 لاعباً، لم يعد أحد منهم إلى مصر بعد اكتشاف أمرهم وفرّوا جميعاً من دون معرفة وجهتهم.
وأطلقت وزارة الشباب والرياضة تحقيقاً لمعرفة ملابسات ما حدث. وفي 2019 أصدرت النيابة العامة المصرية إخطاراً للإنتربول للقبض على الفارّين.
وعُلم من خلال التحقيقات أن كل واحد من أعضاء البعثة الذين زوّروا إعاقتهم، دفع مبلغ 50 ألف جنيه للانضمام إلى البعثة والحصول على تأشيرة للسفر.
وصرّح أحد اللاعبين المكفوفين في مصر، من الذين تقدموا للسفر على لائحة المنتخب للمشاركة في البطولة آنذاك، بأنه تقدم من النادي للالتحاق بالبعثة مع آخرين مكفوفين، لكنهم فوجئوا بسفر آخرين مكانهم.
وأثارت القضية جدلاً واسعاً، لم يقتصر على الإضاءة على الفساد وأوضاع الناس المعيشية، بل شمل أيضاً نقاشاً أخلاقياً حول تزوير أو انتحال صفة مكفوفين، وحرمان من كان لهم الحق بالمشاركة من فرصة تمثيل بلدهم في المسابقة.
"شيء مصري في الصميم"
يضعنا سيناريو " ڤوي! ڤوي! ڤوي!" للمخرج والكاتب عمر هلال، أمام تحديات معيشية واجتماعية صعبة يعيشها المصريون على أكثر من صعيد.
يتابع فقراء الحارات الشعبية التحوّل السياسي والاقتصادي في مصر. الأوضاع الاقتصادية تصبح أصعب مع الوقت وتمتد تأثيراتها من جيل إلى جيل، وتزيد المستجدات السياسية المستقبل غموضاً.
نتحدث هنا عن مصر بعد عامين على سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ووصول تيار الإخوان المسلمين إلى الحكم بعد انتخاب الرئيس السابق محمد مرسي، ثم اندلاع المواجهات في الشارع بين أنصار الإخوان وخصومهم.
نكتشف من خلال التعرف على أبطال الفيلم، أحلام وطموحات فردية، ويوميات ملل وروتين بانتظار شيء قد يحرك المياه الراكدة في حياتهم.
أكثرهم نشاطاً، موظف في شركة أمن خاصة، يدعى حسن السيد علي. يتحرك وفق هاجس وحيد، السفر وبأي طريقة.
يعرّج المخرج عمر هلال في مجريات الفيلم سريعاً على طرق أخرى قد يسلكها المصريون للخروج، منها الزواج بامرأة أجنبية قد تكبرهم بأكثر من 40 عام، أو القفز في مراكب الهجرة غير الشرعية في البحر، مع كل ما تتضمنه هذه المغامرة من أخطار ونتائج.
لكن فرصة الانضمام إلى فريق رياضي يسافر إلى أوروبا للمشاركة في كأس العالم، من دون مواجهة خطر الغرق أو السير ساعات في البرّ تحت احتمال الوقوع في أيدي شرطة الحدود، مغرية ونادرة جداً.
قرأ عمر الخبر في الصحف، ضحك وقال "وجدت فيلمي". وقال إن ما حدث "شيء مصري في الصميم".
القصة قصة هجرة غير شرعية، لكنها لا تشبه القصص الأخرى. فرحلة هؤلاء الأشخاص لا تنطوي على خطر الغرق، والتحرك في زورق تحت جنح الظلام وسط ظروف صعبة، لا تعرف نتائجها.