د. داليا شبل تكتب: هي والمناخ
ما أصعب تغيرات المناخ وما أقسى تغير الزمن خصوصا على المرأه ... فالمناخ يؤثر على الجميع فكلا من الرجال والنساء لديهم آليات تأقلم مختلفة في مواجهة تغير المناخ ولكننا نجد المرأه أكثر تاثراً بالتغيرات المناخية المستمره والتصدى لها ومع التغير المستمر والطفرات الحاده من ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها المفاجى والملحوظ فى الاونه الأخيره أشار تقرير صادر عن منظمة ” نساء من أجل عدالة مناخية دولية ” تحت عنوان ” حتى التغير المناخى يظلم النساء ” إلى أن نسبة تأثر النساء بالتغيرات المناخية وتداعياتها تزيد بمقدار يصل لـ14 ضعفا عن تأثر الرجال.، وبالتالي ارتفاع عدد الوفيات من الإناث جراء التغيرات المناخية الحاده والمستمره.
فعلى الرغم من التركيب الفسيويوجى المتشابه مع الرجل من حيث خصائص ومكونات الدم وشكل الأنسجه والتركيب العضوى للاجهزه الا انها تختلف فى العديد من السمات النفسيه والفسيولوجيه التى تعصف بها بقوه معظم فصول السنه لتتحول الى كيان هش غير قادره على المواجهه والتصدى للمشكلات حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن النساء أكثر عرضة للأكتئاب 3 مرات عن الرجل حيث أن الاكتئاب هو أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة وسوء الصحة في جميع أنحاء العالم. ويمكن أن يكون له تأثير مدمر على نوعية حياة الشخص المصاب، والتي تنطوي على معاناة نفسية شديدة، فضلاً عن ضعف وظيفي حاد. وتتركز أغلب المشاكل النفسيه للمراه فى فصل الخريف وتستمر حتى أشهر الشتاء ومع بداية الفصول الاربعه مما تقلل من الحيوية والنشاط ويصاحب ذلك تقلب المزاج وتزول هذه الأعراض غالبًا خلال أشهر الربيع والصيف. فتتزامن هذه الفتره مع ارتفاع ضغط الدم وقد يؤدي انخفاض معدل التعرض لأشعة الشمس في فصلَي الخريف والشتاء إلى الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي الشتوي(SAD), أو اضطراب ونقص فى مستويات السيروتونين وهو (ناقل عصبي) يؤثر في المزاج، ويمكن أن تتسبب قلة التعرض لأشعة الشمس ايضا فى ذلك .... كما يودى ايضا اضطراب مستوي الميلاتونين الى تغير الحاله المزاجية ويمكن لتغيير فصول السنة أن يسبب اضطرابًا في مستوى توازن الميلاتونين الذي يؤثر بدوره في أنماط النوم والمزاج.
ومن هنا نجد ان للتغيرات المناخية وما يصاحبها من اضطرابات هرمونية قد توثر بشكل مباشر او غير مباشر على صحه المراه وتوازنها النفسى والجسدى.
ففي تقرير الأمم المتحده2019خص الأمين العام للأمم المتحدة المراه بسبب قدرتها الفريدة على تحمل وطأة الصدمات البيئية والاقتصادية والاجتماعية وخاصه فى الكوارث والازمات وبالتالى لا يمكن أن يكون العمل المناخي ناجحاً أو مستداماً إذا لم يشمل النساء
كما اختصت اهداف التنية المستدامه 2030 قضايا المراه وتداعيات التأثيرات المناخية والتى تم طرحها على مائدة الحوار الدولية حتى وقت قريب ، ولكن مع تزايد خطر التغيرات المناخية بدأت المنظمات الدولية تضع هذه القضية فى الاعتبار وقد ظهر تحسنا فى رؤية دول العالم تجاه هذه الإشكالية فقد رصد تقرير نشره موقع الاتفاقية الإطارية للتغير المناخى التابع للأمم المتحدة يرصد خطط بعض الدول لتنفيذ إجراءات مناخية والاهتمام بالجندر والتى ظهر في استراتيجيات الدول بنسبة 81.6% في خطط التكيف الوطنية لتخفيف الانبعاثات والحد من الأثار المترتبه على التلوث البيئى على المدى الطويل.
كما ركزت الأمم المتحدة على المرأه في جميع أنحاء العالم بوصفهن عوامل التغيير، وعلى تعليمهن كيفية دمج الحلول الذكية مناخياً في العمل الذي يقمن به لتحسين الصحه النفسية والجسدية لهن. مما يجعل كل هذه الأساليب التي يقودها المجتمع لا تفيد البيئة فحسب، بل تمكّن النساء أيضاً من المساعدة في تحسين نوعية الحياة لأسرهن ومجتمعاتهن، مع تعزيز التنمية المستدامة.