د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. أوعي تقول للنذل ياعم ..
أوعي تقول للنذل يا عم ....و لو كان علي السرج راكب .
و لا حد خالي من الهم ... حتي قلوع المراكب .
أوعي تقول للنذل يا عم ... ولا تكلمه بقلب راضي ...
و لا حد خالي من الهم ...حتي الحصي في الاراضي .
أوعي تقول للنذل ياعم ... ولو كان روحك بايده ..
ولا حد خالي من الهم ...حتي السعف فوق جريدة . صدقت يا بن العروس .
توقفت أتامل الكلمات و المعاني طويلا ... و أخذت أتسائل عن معني " النذل " و " النذالة " في المعجم فوجدته " نذل , رذل , خسيس محتقر في جميع أحواله " .
كم كره العرب علي مر التاريخ النذل و الانذال ..فالعرب كم يقدسون الرجولة , القيم , الاصالة , الاصول , الشهامة , المروءة .. وكم يحتقرون كل تصرف خسيس ...
كم يكرهون النذالة لانها بالنسبة لهم " أم الرذائل " ... فهي ذنب لا يغتفر ... ولإن الرجولة والنذالة لا تتفقان .. وقد عبروا بذلك كثيرا شعرا ونثرا في شعرنا القديم و الحديث ..
الحرحر و إن تعدت ...عليه يوما يد الزمان .
و النذل نذل وإن تكني ... وصارذا منطق وشأن ...
و قال الامام علي رضي الله عنه " من صاحب الانذال حقر, ومن صاحب العلماء وقر ".
و السؤال الان .. من هو النذل ؟ . الانسان النذل تعرفه بسيماهه فهو انسان بلا مباديء , معدوم الضمير , متلون , خائن , مخادع , ماكر , ثعلب , يحيط بك في السراء و يذوب في الضراء , ممثل كبير , مراوغ , أناني , ناكر للجميل , مستغل , لئيم , غشاش , متقلب وفقا لمصلحته ووفقا للظروف , هو الحرباء التي تغير لونها , وهو العقرب الذي يلسع ..
" ولاخير في ود امريء متملق ...حلو اللسان وقلبه يتلهب .
يلقاك يحلف أنه بك واثق ...و اذا تواري عنك فهوالعقرب .
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ... و يروغ منك كما يروغ الثعلب .. صدقت يا شاعرنا صالح بن عبد القدوس ..
لكن .. لا تفكر يوما في معاتبة " نذل " فان عتاب النذل اجتنابه ".. وإن تجاهلك هو انتقام راقي منك . فكما قال الشافعي " اذا سبني نذل تزايدت رفعة .. و ما العيب الا ان أكون أنا مساببه ".
و الان ... بعد أن تعرفت علي مواصفاته و صفاته .. هل طرحت علي نفسك يوما هذا السؤال .. كم نذل التقيت به في حياتي ؟ كم نذل يحيط بي ؟ ...اذا وجدتهم قليلون , فأنت انسان محظوظ مثلي .. واذا وجدتهم كثر , فهذه هي الحياة !!
لا تأسفن علي غدرالزمان لطالما ... رقصت علي جثث الاسود كلاب .
لا تحسبن برقصها تعلو علي أسيادها ... فالاسد أسد والكلاب كلاب .
تبقي الاسود مخيفة في أسرها ... حتي وإن نبحت عليها كلاب ..
تعلم ان هذه التجارب تجعلنا رجالا و نساء أقوياء !! وإننا في مشوار الحياة , نلتقي بكثير من الناس ..منهم من يكبر معنا .. ومنهم من ننساه مع الزمان ...ومنهم من يسقط من الذاكرة .... و منهم من لا يستحقون ان نتذكر وجوههم لانهم من الانذال .
اللهم أننا نعوذ بك منهم ... اللهم قنا شرورهم , وخبثهم و شر نذالتهم ...
هؤلاء هم أنذال الحياة .. لكن .. من هم أنذال السياسية ؟