الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:15 مـ 12 ربيع أول 1446هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
بقلم آدم وحوا

عادل نعمان يكتب : هل اخترت دينك لنفسك ؟

عادل نعمان
عادل نعمان

(الأديان كلها من الله عز وجل، شغل الله بكل دين طائفة من الناس لا اختيار فيهم، بل اختيار عليهم، فمن لام أحدًا على بطلان ما هو عليه فقد حكم أنه قد اختار دينه لنفسه، واعلم أن اليهودية والنصرانية والإسلام وغير ذلك من الأديان هي ألقاب مختلفة وأسماء متغايرة، والمقصود منها لا يتغير ولا يختلف) هذا ما قاله الفيلسوف ابن منصور العربي، وبتصرف مني أيضًا: “ليس من حقك أن تلوم أحدًا على دينه، إلا إذا كنت قد اخترت دينك لنفسك” وليس لأحد فينا فضل أو خيار أو سبق في هذا، وجودنا جميعًا في الحياة مصادفة جغرافية، ودياناتنا جميعها عرضًا تاريخيًا، أو قل فرضًا وإلزامًا وليس انتقاءً أو اختيارًا، ما كان لأحد فيه قرار أو إرادة، وتشددك وتعصبك لدينك شحنٌ وانحيازٌ وتحزبٌ لموروث تاريخي عائلي وقبلي، وزعم بالريادة وانتحال للإمامة وادعاء للزعامة والعمادة.

هذه المصادفة التاريخية ليس من حقك فرضها على خلق الله، وربما لو كنت على دين غير دينك لكنت أكثر تطرفًا وتجاوزًا، ولا استبعد أن تكون أحد متعصبي السيخ “مثلا” وتطارد ضعاف المسلمين في شوارع القرى المزدحمة، ويهرولون حفاة عراة أمامك في فزع وهلع، وتلطخ يديك بدمائهم البريئة، ثم ترفعها إلى السماء لنفس الإله تضرعًا وقربانًا، وتطلب منه القرب والقبول والرضى، ولربما تكون أحد هؤلاء المسلمين الضعفاء الفارِّيْنَ وتختبئ وتتخفى خلف ساتر وتتمتم وتدعو بدقات قلبك الواهنة أن ينجيك وأطفالك من هذا المتعصب الذي يشج الرؤوس وينحر الرقاب، وتدعوه أن يتقي الله في رقاب العباد الأبرياء، فندعوا الله لكما أن ينجي كل واحد منكما من الآخر. والمرء على دين أبيه وأجداده، ورثه كما ورث تركاتهم، وأنت واحد من المليارات الذين ينتسبون إلى أربعة آلاف ديانة على مستوى العالم وورث دينه كما ورثته، والكل على باب الله، والكل على يقين أنهم على الحق ثابتون لا يتزحزحون، وأن دينهم يمتلك الحقيقة المطلقة، وعشيرته إلى الجنة سائرون، وإلى فضل الله ومحبته لاجئون، ومنوط بهم دون غيرهم خدمة الرب وإعمار بيوته وزيارتها، فلا صلاة غير صلاتهم، ولا شريعة غير شريعتهم ولا شريعة تدنو من شريعتهم، والغريب أن هذا اليقين الذي يعتنقه الجميع يقينٌ دون دراسة جادة لهذه الديانات جميعًا، حتى يتثبت ويترسخ هذا الإدراك، ويبلغ الاصطفاء مداه، والتصفية منتهاها، أو يهتز ويضطرب ويتراجع، وليس اليقين والتثبيت إلا بالمقارنة والدراسة والبحث حول الحقائق الأخرى، وهو أمر صعب المنال، فلا حقيقة مطلقة، ولا يقين ثابت على الإطلاق، كل الحقائق نسبيةٌ ومتغيرةٌ وتحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب.

ومهما حاول الجميع التقريب والتوفيق بين الأديان، تظل هذه المحاولات السياسية يجانبها الصواب اليوم وغدًا، وعند مفترق الطرق وأبسط الخلافات تظهر الخصومة والشقاق جليًا، ويطفح على السطح ما كان خافيًا ومستترًا من الخجل، حتى أضحى الخلاف الديني هو الأكثر تهديدًا لأمن الشعوب وسلامتها، فلا ديانة تقرُّ وتوافق الديانة اللاحقة أو السابقة عليها، المسيحيون لا يعترفون باليهودية أو العهد القديم، واليهود لا يعترفون بالمسيحية ويعتبرونها ثرثرة تاريخية، والمسيحيون لا يعترفون بالإسلام لأن المسيح هو المخلص الأخير ونهاية العالم وما بعده ليس دينًا، والمسلمون لا يعترفون إلا بالإسلام دينًا ولن يقبل غيره، وكل الأديان ثقتها عامة ويقينها أنها صالحة للناس جميعًا لكل زمان ومكان، والنرجسية والتعالي منهج معتمد ومعتبر عند أصحاب الأديان جميعها في السر والعلن، اليهود يعتبرون أنفسهم اصطفاء الله من خلقه، والمسلمون على يقين أنهم خير أمة أخرجت للناس، والمسيحيون مقتنعون أنهم المخلصون، وما دام الأمر كذلك والتقارب هذا يحتاج إلى جراحة تاريخية تستدعي البتر، ولا أمل في التوافق والتقارب، ولا قدرة ولا طاقة لتمهيد ورصف طريق سهل يسافر فيه الناس بين هذه الأديان في سهولة ويسر خصوصًا في بلادنا، وما دامت التفاهمات والمقاربات مقبولة في الخلافات السياسية والاقتصادية ومستحيلة ومرفوضة في الأغلب الأعم بين الأديان يصبح الصدام حتميًا والقتال مباحًا ومتاحًا تحت بند القرار العلوي والشرعي، فلا مناص من العزل التام والحصار داخل المنابر الدينية.

الناس مخطئون جميعًا فيما يصنعون في الأديان أو فيما يتصنعون لها، فما جاءت إلا لراحة الناس وخدمتهم، وما خلقهم الله إلا للعيش في سلام ونعيم، والاستمتاع بما خلق وسوى، والسعي في الحياة، لا يتقاتلون ولا يتخاصمون في الله، بل يتعايشون في أمنه وراحته ونعمه وفضله، وليست الدنيا دار حرب بل دار سلام، وليس غيرك على ضلال وأنت على الحق، الحق هو الله، وما دونه محل نظر ومقبولٌ فلا إثبات عليه ولا برهان نهائي يستدعي الخلاف والقتال، والدين كله لله، وأمر الناس للناس “الدولة المدنية هي الحل”.

عادل نعمان أنا حوا الدين

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الإثنين 10:15 مـ
12 ربيع أول 1446 هـ 16 سبتمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:13
الشروق 05:40
الظهر 11:50
العصر 15:20
المغرب 18:00
العشاء 19:18