محمد الغيطي يكتب: بالامس تذكرته واليوم مات
لا أعلم لماذا تذكرته بالأمس، كنت أتحدث مع مخرج صديق عندما أنقذ المهندس عبد الرحمن حافظ مسلسل من تأليفي اسمه عواصف النساء حيث كانت قد وقعته اثار الحكيم وفي ساعة متأخرة من ليلة التصوير وقبل اليوم بساعات اعتذرت رغم ان الديكور كان قد تم بناؤه.
وفي الصباح ذهبت أنا والمنتج الاستاذ ابراهيم ابو ذكري والراحل المحترم محمد زعزع إلى المهندس عبدالرحمن وقلنا له ماحدث ان اثار اعتذرت لخلاف مع المخرج محمد أبوسيف على الكاسيت وأنها لم تريد ممثلة معينة في المسلسل وهنا قال ايه رايكم في نجوى ابراهيم مطلوبة في التوزيع وبالفعل كلمها بنفسه وجاءت في الحال وبيع المسلسل باسمها مع اسم حسن يوسف وكان خارجا من شهرة مسلسل الشعراوي ..
الحقيقة هناك مواقف كثيرة جدا للراحل عبدالرحمن حافظ الذي تولى صوت القاهرة ورئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومدينة الإنتاج الاعلامي، كان أول رئيس لها وعلى يده كان الإنتاج الدرامي المصري الأعظم والأهم والرائد بحق في المنطقة .
وانا شخصيا شهدت له مواقف عديدة كان فيها نموذجا للمسؤول المتفرد الوطني الذي يعرف قدر الناس ويضع خطط الإنتاج الفني والدرامي بما يحقق عدالة التوزيع والتنوع والقوة والإبداع وكل الأنواع الفنية والدرامية وكان يعرف قبل ذلك أن الفن والدراما قوة ناعمة لا يجب إهدارها بالهوى والمزاج أو الشللية...بالمناسبة لمن لا يعلم عبدالرحمن حافظ كان أول من استدعى صناع الدراما من تركيا وأوروبا ليقيموا ورشة وسيمنار في مدينة الإنتاج الإعلامي وكانت مصر رائدة في ذلك ..
الواحد مش عارف يقول ايه ولا ايه لكن كلمة حق هذا الرجل ظلمته جماعات الحقد وأعضاء حزب الفشل والكارهين للنجاح واطلقوا عليه الشائعات.
وبعد ثورة يناير اتهم باتهامات باطلة ودخل السجن ثم أعلنت براءته وبدلا من الاستفادة من خبرته انزوى بعيدا في ركن مظلم وقد كان تحت الأضواء وصانعها ...الله يرحمك ياعم عبدالرحمن.