رمز فرنسا يتحول إلى رماد.. نشوب حريق ضخم في برج إيفل بسبب أعمال الشغب
في ليلة من الفوضى والعنف، أضرم محتجون غاضبون النار في برج إيفل، أحد أشهر المعالم السياحية في العالم ورمز للثقافة والهوية الفرنسية. وقد شهدت العاصمة باريس وعدة مدن أخرى مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم للسياسات الحكومية والإصلاحات المثيرة للجدل.
وقد بدأت الاحتجاجات التي بدأت في الأيام القليلة الماضية بعد مقتل مراهق يدعى نائل، 17 عاما، على يد شرطي مرور.، وتحولت إلى حركة شعبية واسعة تطالب بإسقاط الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته
وقد ازداد التصعيد في الأيام الأخيرة، حيث قام المحتجون بإغلاق الطرق والجسور والمحطات والمطارات، وإشعال الحرائق والإطارات المطاطية، وتحطيم واجهات المحلات والبنوك والمؤسسات العامة. كما هاجموا قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة والألعاب النارية، مما أدى إلى إصابة المئات من الجانبين.
ولكن أبرز حادثة في هذه الليلة المظلمة كانت حرق برج إيفل، الذي يبلغ ارتفاعه 324 مترًا، ويستقبل نحو 7 ملايين زائر سنويًا. وقد تمكن عدد من المتظاهرين من اختراق الحواجز الأمنية المحيطة بالبرج، وصعود إلى قمته، حيث أشعلوا النيران في هيكله المعدني. وقد انتشرت السنة اللهب في غضون دقائق، محولة البرج إلى شعلة عملاقة تضيء سماء باريس.
وقد عبر كثير من الفرنسيين عن صدمتهم وحزنهم لهذا المشهد المروع، معتبرين أن حرق برج إيفل يعني حرق تاريخ فرنسا وروحها. وقد دعا الرئيس ماكرون إلى وقف العنف والحوار مع المحتجين، مؤكدًا أنه سيتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الأمن والنظام العام. وقد أعلن حالة الطوارئ في البلاد، ونشر الجيش في الشوارع، وطلب المساعدة من دول أوروبية أخرى.