حسين الطبجي يكتب.. لماذا الآن؟


أتساءل لماذا ما يحدث في السودان الآن ومن صاحب المصلحة؟، فأنظر لما حدث في أوكرانيا منذ فبراير٢٠٢٢ حتى الآن وما نتج عنه من تغيرات وتحالفات تستهدف إقامة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب والتخلص من نظام القطب الواحد الذى نشر الفوضى السياسية والاقتصادية في غالبية دول العالم وفى مقدمتهم الدول الأفريقية والعربية، خاصةً بعد بزوغ نجم تحالف جديد تقوده القوة الاقتصادية الصينية وروسيا والهند (مجموعة البريكس) في مواجهة الغطرسة الأمريكية وزيولها الغربيين.
وبعد القرارات التي اتخذها الفيدرالي الأمريكي من رفع سعر الفائدة المتتالي والذي أدى إلى تضخم غير مسبوق في هذه الدول التي تعتمد على الدولار الأمريكي كعملة رئيسية في التداول الدولي، فبدأت تبحث عن طريق جديد يغنيها عن الشبح الأمريكي المخيف في نفس الوقت فتحت الصين وروسيا والهند باب التفاوض مع هذه الدول للتعامل معها بالعملة المحلية.
وفي نفس السياق خرجت دول الخليج من تحت مظلة الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية وفتحت أبوابها للعملاق الصيني للشراكة في البناء والتنمية دون شروط سياسية كما كان يفعل الأمريكان ونفس الأمر مع روسيا، إلى أن وصل الأمر إلى التفاوض بين السعودية والصين على التبادل التجاري بين البلدين بعملتك المحلية ونفس الأمر مع روسيا وكانت ضربة المعلم التي اتخذها الخليج ومصر وبوساطة صينية بعودة العلاقات الطبيعية بين السعودية وإيران وما ترتب عليها من وقف نزيف حرب اليمن ثم عودة العلاقات الطبيعية بين الخليج وسوريا.
كل هذه التطورات ومع زيادة تكلفة مستنقع كرواتيًا على الاقتصاد الأمريكي والأوروبي والذى وصل إلى عدم قدرة الاقتصاد الأمريكي على سداد الفوائد المستحقة ناهيك عن الغضب الشعبي، فاتجهوا إلى محاولة فتح بؤرة صراع جديدة لوقف المد الروسى الصينى بدون تدخل مباشر فكانت السودان هى البوابة لنشر الفوضى وضرب المصالح الصينية الروسية فى القارة الإفريقية وإعادة محاولة تنفيذ مشروع التقسيم والتفتيت الذى فشلوا فى الاستمرار في تنفيذه على يد الشعب والجيش المصري في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وإحداث انشقاق فى لحمة الدول العربية التى حدثت مؤخرًا من خلال تضارب المصالح التى تربطها بالقوى العسكرية في السودان.
فهل يفلح الأمريكان في تنفيذ مخططهم أم سيكون للقادة العرب رأي آخر؟أتمنى ويتمنى كل مواطن عربى حر أن لا نقع في الفخ الأمريكي الصهيوني.