بركان البحر المتوسط يغلي تحت الماء: كيف يستجيب العالم؟
يبدو أن العالم على موعد مع كارثة جديدة تهدد الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، فمع مطلع العام شهدت تركيا وسوريا زلزالاً شديداً، أدى إلى وفاة آلاف من المواطنين وتشرد الكثيرين، حتى أفادت بعض التقارير العلمية عن ارتفاع حرارة غرفة صهاريج، وتوقعات بثورة بركان البحر المتوسط، قد يغير شكل العالم بوجه عام.
قلق متزايد من بركان البحر المتوسط
وأكد باحثين في معهد لندن وجامعة أوريجون الأمريكية أن هناك غرفة صهارة ضخمة تغلي على بعد 7 كيلومترات من جزيرة سانتوريني اليونانية، ويقع تحت سطح البحر بـ500 متر، موضحين أن هناك قلق متزايد من أن يثور بركان كولومبو تحت الماء، مما يؤدى إلى تسونامي، مثلما حدث عام 1950.
ويعتبر بركان البحر المتوسط «بركان كولومبو» واحداً من أكثر البراكين البحرية نشاطًا في العالم، وبحسب دراسة نشرت في 2022، فقد كشفت البيانات أن غرفة الصهارة بالبركان التي يبلغ عرضها نحو 0.6 كم، وعمقها 0.2 كم على الأقل، تمثل خطرأً شديداً، يمكن ان يؤدى إلى ثورة بركانية قد تسبب حدوث تسونامي جديد.
وقد استخدم العلماء تقنية جديدة للكشف عن مدى اشتعال البركان، حيث قاموا باستخدام طريقة الانقلاب الموجي، التي تعتمد على توجيه موجات زلزلية صناعية لانشاء صور عالية الدقة، وقد كشفت عن وجود صهارة جديدة تحت بركان البحر المتوسط ينمو بمعدل 4 ملايين متر مكعب سنويًا منذ أخر اندلاع للبركان عام 1950.
تأثير بركان كولومبو على دول المتوسط
ووسط مخاوف العلماء من بركان البحر المتوسط، يؤكد الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق ونائب رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية الأسبق، إن ثورة البراكين هي من الأمور الطبيعية التي يصعب التغلب عليها، فضلا عن أنه يتم اعتبارها ثروة مادية، لأنها تفيض بالحديد والفوسفات والمنجنيز، موضحًا أن دور العلماء يأتي عند محاولة الوصول لموعد الاندلاع ومدى تأثيره وتحذير السكان، حتى يخمد مرة أخرى.
وأضاف أن هذا ما يحدث بالفعل فأماكن براكين البحر المتوسط معروفة ويتم مراقبتها بشكل دائم، موضحًا أن من الآثار السلبية التي تنتج عن اندلاع البراكين تتمثل في أعمدة الدخان التي تغطي المناطق المحيطة، وقد يرتفع لمستويات مرتفعة في طبقات الجو العليا، ويؤدى إلي توقف حركة الطيران المدني.
وعن تأثير بركان كولومبو على الدول المحيطة، قال قطب إن الأمر يمكن تحديده قبل ثورة البركان، لأن حركة الرياح تكون دائمًا نحو الشرق، ويختلف الأمر ما إذا كان اندلاع البركان في الصيف أو الخريف أو الشتاء.
وأَضاف أن مثلا اندلاع البركان خلال فصل الشتاء قد يكون خلال فترات منخفضات جوية تمر بالبحر المتوسط، وفي تلك الحالة يمكن أن تؤدي لحدوث تسونامي، في حين أن الأمر يقتصر على العمود الدخاني وانصهار المعادن في فصل الصيف مثلاً، مؤكدًا أنه لا يمكن الوصول لتأثير محدد إلا قبل اندلاع البركان.