بعد هدوء الاحتجاجات.. مقتل إيرانية بصدام بين مؤيدي الحجاب ومعارضيه
في تطور جديد للأحداث، بعد هدوء كبير للاحتجاجات التي سببتها حادثة وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، منذ 6 أشهر، خلال احتجازها من جانب الشرطة لمخالفتها قواعد الحجاب الإلزامي إثر حملة قمع دامية، لقيت إيرانية مصرعها وجُرح رجلان خلال صدامات اندلعت بعدما حاول عدد من أنصار «الباسيج» فرض الحجاب على رواد حديقة «شازده ماهان» في مدينة كرمان جنوب شرق إيران.
وأفاد شهود عيان بأن الصدامات وقعت بعد قدوم أنصار «الباسيج» في حافلة إلى المتنزه الذي يقصده العديد من سكان المحافظات المجاورة خلال عطلة العيد لإجبار السيدات على ارتداء الحجاب حيث نشبت مشادات تحولت إلى عراك استمر قرابة نصف الساعة قبل أن تنسحب العناصر المحسوبة على قوات التعبئة الشعبية بعد مواجهتها للعشرات من زوار الحديقة الذين رفضوا فرض القوانين الشرعية بالقوة.
وأوضح الشهود أن السيدة توفيت بعد نقلها إلى مشفى بعد تعرضها لجرح وأزمة قلبية. وجاء الحادث في وقت تتخوف الأوساط الأصولية المتطرفة من أن التساهل في فرض الحجاب قد يفتح الباب أمام المعارضة للمطالبة بتغييرات واسعة تشمل إجراء استفتاء على صلاحيات المرشد الأعلى علي خامنئي ونظام الجمهورية الإسلامية.
وبينما أعلنت الحكومة البريطانية فرض عقوبات إضافية على «الحرس الثوري» الإيراني، في إطار قيود جديدة على طهران ترتبط بانتهاكات لحقوق الإنسان، دخل إضراب عمال صناعة النفط في إيران يومه الثالث وانضم عمال صناعة الصلب، أمس، إلى الاضراب الواسع بهدف شل إنتاج القطاعين الحيويين من أجل الضغط على حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي لتحسين أوضاعهم المعيشية وتثبيت بعضهم بالوظائف الحكومية وزيادة رواتبهم بنحو 80 في المئة لمواجهة التضخم وغلاء الأسعار جراء تراجع العملة المحلية أمام الدولار.
وشارك عمال صناعات الحديد والنحاس في مادكوش وبندرعباس وشادكان وسرتشمه في الإضراب العمالي الواسع الذي انطلق من 16 قسماً في قطاع الصناعات النفطية والغازية بعموم البلاد.
واضطرت طهران التي تباهت في وقت سابق بتمكنها من تأمين احتياجاتها المحلية من البنزين والوقود وتصدير الفائض، منذ 6 سنوات، إلى استيراد البنزين من روسيا لسد العجز جراء الإضراب الذي شهده القطاع النفطي.
وأفادت تقارير معارضة بأن سلطات طهران اضطرت أن تدفع لموسكو 150 دولاراً إضافياً لكل طن من البنزين، لإقناعها بتحويل إمداداتها المخصصة إلى بكين لمصلحتها بهدف تفادي أزمة كبيرة قد تشعل غضب الشارع الإيراني الذي يعاني تردي الأوضاع المعيشية جراء الأزمة الاقتصادية.