حبيبة محمدي تكتب: «رسالةُ الإمام/ رسالةُ الفن»
منذ قديمِ الأزل، ثمَّة سؤال يُطرح فى مجالِ الفن والإبداع: هل للفنِ رسالة، أم هدفُ الفن هو المتعة ليس إلا؟.. إنَّها إشكاليةٌ حقيقيّة فَرضتْ حين طرحها آراءً كثيرةً ووجهاتِ نظرٍ متعددّة، بل اختلفتْ فيها النظرياتُ، فمِن نظريةٍ ترى أنَّ الفنَ للفن، وأخرى قائلة إنَّ الفنَ رسالةٌ والتزام، وغيرهما من النظريات.
فأصحابُ تلك النظرية يرون: (أنَّ الفنَ فعاليةٌ إنسانيةٌ ذاتية، لها قوانينُها الذاتية التى لا ترتبط بأى قانون اجتماعى أو أخلاقى، فالفن عند هؤلاء يكفى نفسَه بنفسِه ولا هدف له إلا ذاته، إذ ليس للفن غاية أو وظيفة اجتماعية أو أخلاقية، ووظيفته الوحيدة - إن كانتْ له وظيفة - هى إثارةُ الجمال).
ونظريةُ الفن للفن هى أصلُ الفلسفات الفنيّة، وتنظر إلى الفن (على أنّه مجرّد من أى مُلابسات فكریّة، أو فلسفية، أو دينية وأيديولوجية، وهى نظريةٌ لا تَنشد من الفن سوى الجمال، ویُطلق النقاد الفنيّون على ذلك أنَّه تخلیصُ الفن من النفعیة).
اقرأ أيضاً
- الاحتلال يطلق عملية ”اليد القوية” لاستهداف مواقع الفصائل الفلسطينية في غزة
- انهيار مبنى بسوق المغاربة في الإسكندرية والبحث عن مفقودين
- سيدة تنهي حياة نجلها بمشاركة شقيقه في القاهرة
- برج الحوت.. حظك اليوم الجمعة 7 أبريل: تحسن مادى
- برج العقرب.. حظك اليوم الجمعة 7 أبريل: إنجازات
- برج القوس.. حظك اليوم الجمعة 7 أبريل: استمر
- برج الميزان.. حظك اليوم الجمعة 7 أبريل: أحلام تتحقق
- برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 7 أبريل: هدايا وأموال
- برج الأسد.. حظك اليوم الجمعة 7 أبريل: مارس الرياضة
- برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 7 أبريل: حافظ على مدخراتك
- برج الثور.. حظك اليوم الجمعة 7 أبريل: ثق فى قدراتك
- برج الحمل.. حظك اليوم الجمعة 7 أبريل: كن مطمئناً
وأتصوّر أنّنا وإن رَمتْ النظريةُ إلى تخليصِ الفن من النفعية والغائية ولم ننشد من الفن سوى الجمال؛ فهى نظريةٌ «نافعة» - رغم ذلك -!، فأنْ ننشد الجمالَ هو غايةٌ فى حدِّ ذاتِها!.
أما إذا ما ارتبطَ هذا الجمالُ وارتبطتْ هذه المتعة الفنيّة برسالةٍ هادفةٍ، فقد تتحقق المعادلة الكاملة.
(إنَّ رسالةَ الفن هى إنسانيةٌ بطبيعتها، حيث تحاكى تفاعلَ الإنسانِ مع آثار الجمال فى الوجود).. لكنْ جميلٌ أيضا أن تكونَ للفنِ رسالةٌ تعمل على تثقيفِ الإنسانِ وتنويره وربّما تقويمه أيضا، فضلًا عن السمو بذائقته.
وأتصوّر أنَّ بعضَ الأعمال الدرامية نجحتْ فى تحقيق تلك المعادلة بامتياز.
وما أحوجنا إلى مثل هذه الأعمال الدرامية، التاريخية والدينية.
والأمة العربية والإسلامية زاخرةٌ بنماذجها القيّمة؛ وعلى صُنّاع الفن والدراما عموما تقديمها، حتى تكونَ قدوةً للأجيال.
وفى هذا الإطار، ارتأيتُ أن أُحيى صُنّاعَ العملِ الدرامى (رسالة الإمام)، الفنان «خالد النبوى» الذى لا ينافسُ إلا نفسَه، ويزدادُ نضوجًا وبريقًا.. وأحيى الجميعَ، كلَّ واحدٍ باسمه.. وأَخصُّ بالذكر المخرج، ومسؤول الإضاءة.
أعرفُ أنَّ كلَّ عملٍ إبداعى قابلٌ للنقدِ والتقييم، وما أكتبه هو مجرّد تماسٍ روحى وعقلى بوصفى مشاهدةً ليس أكثر! لكنّى أرى الإيجابى فى الأمر هو فكرة تقديم رموز تراثنا العربى والإسلامى والاحتفاء بهم.
«رسالةُ الإمام» هو عملٌ قيِّم عن «محمد بن إدريس الشافعى»، ثالث الأئمة الأربعة عند أهلِ السُّنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعى فى الفقه الإسلامى، وهو الشاعرُ الفذّ أيضا. ويُذكر أنَّ الإمامَ «أحمد بن حنبل» قال عنه: (كان الشافعى كالشمسِ للدنيا، وكالعافيةِ للنّاس).
حقًا.. كم نحتاجُ إلى شمسِ الفن!.