اليوم العالمي للتوحد.. خطوات مشرفة للدولة لادماجهم بالمجتمع | ماذا فعلت؟
يحتفل العالم في 2 أبريل من كل عام بـ يوم التوحد العالمي ، والذي يهدف للتوعية بهذا المرض وكيفية التعامل مع مصابين التوحد، وتسليط الضوء على حاجتهم للمساعدة من أجل تحسين حياتهم وتقليل معاناتهم؛ حتى يتمكنوا من العيش حياة أسهل كاملة كجزء لا يتجزأ من المجتمع.
اليوم العالمي للتوحد إشادة بمصر
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 أبريل بوصفه اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، وفي 26 مارس 2007 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار هذا اليوم يومًا عالميًا للتوعية بمرض التوحد؛ وذلك إيمًانا منها بضرورة مساعدة الأطفال والبالغين الذين يعانون من اضطرابات التوحد، ومساعدتهم على تحسين جودة حياتهم.
فالتوحد هو اضطراب في النمو العصبي لوظائف الدماغ، الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي، بالإضافة إلى تكرار أنماط سلوكية مقيدة، يظهر التوحد في الطفولة المبكرة ويُشخص بملاحظة بعض السلوكيات على الطفل.
وتولي الدولة عناية كبيرة لأصحاب الهمم، وتعتبر مصر من أهم الدول التي يُشاد بها في العمل الاجتماعي بوجه عام، خاصة في مجال رعاية وتأهيل الأشخاص أصحاب الهمم، وذلك لما لها من خبرات لا يستهان بها، وتجارب رائدة في هذا الشأن.
كما تعد مصر نبراسا لباقي الدول، وذلك للاقتناع والإيمان التام بأن الأشخاص أصحاب الهمم، بما لديهم من قدرات وإمكانيات، إذا ما توفرت لهم الخدمات التدريبية والتأهيلية الملائمة، والرعائية والفرص المتكافئة، سيتمكنون من المشاركة بفاعلية جنباً إلى جنب مع باقي أفراد المجتمع. هذا بالإضافة إلى الإيمان الكامل أيضاً بأن قضية الإعاقة قضية مجتمعية، يلزم مواجهتها بتكافل جهود الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأشخاص أصحاب الهمم.
وتولى القيادة السياسية اهتمام بلا حدود لأصحاب ذوي القدرات الخاصة ليتحقق لهم ما ظلوا محرومين منه لأعوام طويلة، فالدولة المصرية تهتم برعاية الأطفال منذ ولادتهم فأطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة مبادرات للكشف المبكر عن الأمراض التي تصيبهم، وآخرها اهتمام وزارة الصحة بإطلاق مبادرة للكشف المبكر عن التوحد.
وتقوم الدولة بأنشاء العديد من الهيئات والمؤسسات التأهيلية التي تعمل خصيصا على تأهيل مرضى التوحد ومساعدتهم على التعلم وكذلك على الانخراط في المجتمع وزيادة قدرتهم على التواصل الاجتماعي مع غيرهم ومساعدتهم على التعلم من خلال برنامج تعليمي خاص.
وبلغ عدد طلاب التوحد 1200 طالب بالمدارس الحكومية والخاصة، وبلغ عدد الطلاب المدمجين 37 ألف طالب في التعليم العام والفني، بجانب إنشاء 10 وحدات للطب النفسى تقدم خدمات لأطفال التوحد، وتقوم هذه المراكزبتقديم برامج تأهيل وخدمات صحية وتعليمية واجتماعية لهؤلاء الأطفال وأسرهم بهدف دمجهم فى المجتمع.
كما نظمت مصر العديد من الفعاليات للتوعية بمرض التوحد، لمواكبة الاحتفال باليوم العالمي لمرض التوحد، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2007، وحُدد له 2 أبريل من كل عام.
ودعا الرئيس السيسي جميع الوزارات للاهتمام بذوي الهمم وبمرضى التوحد، حيث قامت وزارة التضامن الاجتماعي بتنفيذ مجموعة من الأنشطة، والخدمات والبرامج الاجتماعية والتعليمية والطبية والصحية والترفيهية والرياضية، والبرامج الإرشادية والتدريبية للأشخاص ذوى الهمم، بمختلف إعاقتهم سواء حركية، بصرية، سمعية، ذهنية، أو متعددي الإعاقة، كما تتبنى أسلوب التـأهيل المرتكز على المجتمع كمنهج واستراتيجية عمل نحو دمج الأشخاص أصحاب الهمم بالمجتمع، والحد من الإعاقة وتقديم الخدمات التدريبية والتأهيلية، وخدمات التشغيل للمعاقين، وأسرهم في مجتمعاتهم المحلية، بل وفي أماكن سكنهم .
دعم مصر لمرضى التوحد بيومهم
وتقوم الوزارة بتقديم منظومة كاملة من الخدمات الـتأهيلية للأشخاص أصحاب الهمم، من خلال:
مكاتب التأهيل الاجتماعية: موزعة على كافة أنحاء الجمهورية، وتستقبل طالبي التأهيل من جميع الأعمار ومختلف الفئات، وتجري لهم الدراسات والفحوص الاجتماعية والنفسية والطبية والمهنية والتعليمية
مراكز العلاج الطبيعي: وهو عبارة عن مكان معد لاستقبال حالات الأشخاص أصحاب الهمم، بجميع المراحل السنية، الذين يتقرر لهم علاجا طبيعيا باستخدام الخواص الطبيعية للماء والهواء والحرارة والكهرباء في علاج بعض الأمراض، التي يصابون بها، وتحسين درجة الإعاقة التي يعانون منها، ويتم توفير هذه الخدمة بدون مقابل، إلا إذا تبين من البحث الاجتماعي إمكانية مساهمة الحالة في قيمة العلاج المقررة.
حضانات للأطفال: وهي عبارة عن وحدات مخصصة لرعاية الأطفال أصحاب الهمم المختلفة، سواء كانت حسية أو ذهنية وحركية أومتعددى الإعاقة، والذين لم يبلغوا سن الثامنة، وتوفير البرامج الثقافية والفنية والرياضية والترويحية الرامية إلى تنمية شخصيات الأطفال أصحاب الهمم وإعطائهم الفرصة للاعتماد على النفس، والانتقال التدريجي بالأطفال أصحاب الهمم من جو الأسرة إلى المجتمع، بكل ما يتطلبه ذلك من تعود على النظام، وتكوين علاقات إنسانية، وممارسة أنشطة التعليم، بما يساعد على نموه النفسي في شتى المجالات، وتهيئته للمرحلة القادمة .
مركز التوجيه النفسي: وهو المركز الوحيد على مستوى الجمهورية، ويتبع الإدارة العامة للتأهيل، ويقوم باستقبال حالات أصحاب الهمم الذهنية، وتحديد درجات الذكاء، باستخدام العديد من المقاييس والاختبارات النفسية، بهدف توجيه حالات أصحاب الهمم الذهنية للمؤسسات المناسبة طبقاً للسن ودرجة الإعاقة. ويعمل بالمركز نخبة من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، تم تدريبهم على أحدث المقاييس النفسية واختبارات الذكاء لحالات أصحاب الهمم الذهنية، وكذا طبيب لتوقيع الكشف الطبي على حالات الإعاقة الذهنية.
مركز التقويم المهني: وهى وحدات معدة للتعامل مع الأشخاص أصحاب الهمم بمختلف فئاتهم، من خلال إجراء العديد من التقييمات المهنية، للكشف عما يتميز به أصحاب الهمم من قدرات وإمكانيات وإستعدادات، بإستخدام العديد من الوسائل والأدوات، مثل الاختبارات المهنية وعينات العمل، والتقييم في الموقع الحقيقي للعمل، الأمر الذي يسهم بدوره في تحديد المهن المناسبة للقدرات المتبقية للأشخاص أصحاب الهمم .
المركز القومي للأمومة والطفولة: وقام المجلس بإنشاء خط الأطفال 08008886666 أصحاب الهمم، كآلية وطنية للتواصل مع الأطفال أصحاب الهمم وأسرهم والمتعاملين معهم، لتزويدهم بالمعلومات عن الخدمات التي تقدمها لهم الدولة، كما أنه يسهم في مساندتهم للوصول إلى حقوقهم سواء الصحية، أو التعليمية، أو الاجتماعية، بدون أي أعباء مالية، بالتعاون مع الجهات الشريكة
بجانب إصدار بطاقة الخدمات المتكاملة حيث تتبنى الحكومة برنامجاً طموحاً، تولى فيه عناية فائقة بأصحاب الهمم، لتحسين أوضاعهم الصحية والمعيشية، ويأتي على رأس أولوياتها فى الفترة الحالية، استكمال إصدار «بطاقة الخدمات المتكاملة «التي ستحل بشكل تدريجى المشكلات التى كانت تمثل عبئًا على ذوي الإعاقة، وتعتبر مفتاحا لهم للحصول على حقوقهم فى القانون؛ من تأمين صحي، معاش وتوفير فرص عمل، وقد تم إصدار الدفعة الأولى، التى يصل عددها إلى 500 ألف بطاقة، للأشخاص الذين أجروا بالفعل الكشف الطبى الوظيفى المميكن، الذى يثبت الإعاقة ويحدد نوعها ودرجتها، أو من حصلوا بالفعل على معاش كرامة من الأشخاص ذوى الإعاقة.
دور فعال لمرضى التوحد بالمجتمع
وتعتبر مصر من أهم الدول حاليا، التي يشاد بها في مجال رعاية وتأهيل الأشخاص أصحاب الهمم بصفة خاصة، لما لها من خبرات وتجارب رائدة في هذا الشأن.
وقال الدكتور خالد أمين، عضو مجلس نقابة الأطباء، إن أطفال التوحد لديهم ذكاء ووعي كبير جدا، ولكن مشكلتهم تكون من خلال التواصل المجتمعي، لذلك هم أفضل أشخاص مؤهلين للتعليم والتدريب".
وأضاف أمين، أن هناك العديد من الأشخاص الذين يحملون هذا المرض، يصبحون لهم دور فعال في المجتمع في جميع المجالات، بعد تدريبهم وتأهيلهم، مكملا أن الرئيس السيسي دعا مجموعة كبيرة من هؤلاء الأطفال في مؤتمر منذ 6 أشهر، ووجه حينها مؤسسات المجتمع المدني للعناية بهم، كما أنه وجه الحكومة بوضع خطة طويلة الأجل لظاهرة التوحد، وخصص مبلغ من الموازنة العامة للدولة، للإنفاق عليهم.
وأشار أمين، إلى أن عند تأهيل هؤلاء الأطفال يكون هناك فائدة اقتصادية وليس اجتماعية فقط، حيث أنهم يصبحون أشخاص فعالة في المجتمع، وهؤلاء الأشخاص يعطون العمل كل جهدهم، حيث أنهم لم يكونوا لديهم أي اهتمامات أخرى ينشغلوا بها عن العمل.
واختتم: "هناك العديد من الحالات التي يصعب تشخيصها، ويتم تشخيصها بعد سن المدرسة، وهناك أطفال يتم تشخيصهم في أعمار متأخرة، والسبب الذي يؤدي إلى إصابة الطفل بالتوحد هو جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وجلوس الأطفال على هذه الوسائل لفترات كبيرة، مما تساعدهم هذه الوسائل على أنهم يكونوا متلقين فقط وليس متفاعلين".
50 % من مصابي التوحد يعانون إعاقات ذهنية.
معدل الذكاء لدى 44 % من المصابين بالتوحد أعلى من المتوسط .
35% منهم يتواصلون بشكل غير لفظي.
18 % من الآباء والأمهات الذين لديهم طفل مصاب بالتوحد، ترتفع نسبة إنجابهم لطفل ثان مصاب.
40% من الأطفال المصابين بالتوحد الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 15 سنة يتعرضون إلى التمييز والتنمر .
35% من المصابين بالتوحد بين سن الثانية إلى الخامسة يعانون من زيادة الوزن
16 % يعانون من السمنة المفرطة.
80% من مرضى التوحد عاطلين عن العمل.
والجدير بالذكر، لم تدخر الدولة المصرية جهدا فى سبيل دعم وحماية الأشخاص من ذوى الهمم ، فقد وضعت إطارا قانونيا وتشريعيا يضمن لهم حقوقهم وكرامتهم ، كما حرصت من خلال الأجهزة الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع على المدنى على ضمان تنفيذ هذه النصوص التشريعية بشكل يليق بـ الجمهورية الجديدة التى تضع جميع المواطنين على قدم المساواة فى الحقوق والواجبات ، وخاصة الفئات الضعيفة والأكثر احتياجا وفى مقدمتهم مصابي اضطرابات طيف التوحد.