خبير اقتصادي يطالب البنك المركزي بدعم المقبلين على الزواج أمام جنون الذهب
قدم الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس مقترحًا للحكومة تستطيع من خلاله كسر جماح أسعار الذهب، وفي الوقت نفسه المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لتأمين حياة كريمة للشباب المقبل على الزواج ولا يستطيع النجاة من مفرمة قطار أسعار الذهب.
وائل النحاس: نتمنى من البنك المركزي تسريع تقديم المعاجلة المالية عبر هذا المقترح
وكشف النحاس، بعد أن أثار «استفزازه» قصة الشاب التي نشرتها بوابة الأسبوع صباح اليوم بعنوان «من يوقف القفزات الصاروخية للمعدن الأصفر.. استقل قطار الصعود دون توقف ويسجل رقما قياسيا»، موضحًا أن المقترح عبارة عن «صك العروسين» بمثابة وثيقة أو شهادة تستثمر على مدى 10 إلى 15 عامًا بعائد شهري أو تراكمي سنوي، ويمكن ان تتحول بعد المدة المحددة إلى استثمار في الأسهم بعائد أعلى.
وأكد وائل النحاس أن حصيلة المدخرات يتم إعادة تدويرها في المشروعات القومية العملقة الجديدة من خلال الصندوق السيادي والبنك المركزي المصري.
ونوه بأنه يظل الصك باسم العروسين طوال فترة الخطوبة، فيما بعد الزواج يؤول لصالح العروسة ويحق استرداده لصالح أحد الطرفين في حالة عدم إتمام الزواج وهو عوضًا عن الشبكة أو قيمتها وعوضًا أيضًا عن العرف المصري في تأمين مشوار الزوجة بعد الزواج.
وقال: «أتمنى من الحكومة والبنك المركزي، ترجمة هذا المقترح بأسرع وقت لوضع معالجة مالية للأوضاع غير الصحية في سوق الذهب، إلى جانب توفير الحياة الكريمة التي ينادي بها الرئيس السيسي، للشباب الذي تغلغل اليأس في شرايينه بعدما فقد ما لم يستطع عليه أمرا».
أوضح د.وائل النحاس أن المقترح يتمثل في مبادرة يقدمها البنك المركزي يتم بموجبها طرح ما اعتبره «صك العروسين» للمقبلين على الزواج، ويمكن للمتزوجين أيضًا ممن لديهم مدخرات من الذهب، الاستفادة من العوائد المالية الشهرية أو التراكمية الناتجة عن صك العروسين، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تدوير الأموال الجامدة في الدورة الاقتصادية مع تقديم عوائد لحملة الصك وتأمين الحياة الكريمة لهم عوضًا عن المعاناة اليومية لهم جراء ما يحدث على صعيد الأعباءالمعيشية التي تتزايد وتيرتها يومًا بعد يوم.
دراسة جيدة وحملات ترويجية على نطاق واسع
وبين النحاس أن هذا الاتجاه يتطلب دراسة جيدة وحملات ترويجية على نطاق واسع لتبيان ما تحتويه وثيقة الصك، نظرًا لكونه أداة استثمار تعمل وفق الشريعة الإسلامية، ستعمل على الحد من شراء الذهب بعد تفهم الأسر المصرية باستثمار جزء من قيمة "الشبكة" المطلوبة من العريس على أن يتم استثمار 70% من القيمة المطلوبة من أهل العروسة، هذه النسبة من شأنها توفير حياة كريمة للعروسين بالنظر إلى العائد الشهري المحقق من "صك العروسين" يمكن من خلاله تأمين الالتزامات المالية والتكاليف المعيشية لهما لمدة لا تقل عن 10 سنوات.
ويضبف الخبير الاقتصادي أن تنفيذ هذا المقترح يضمن قطعًا معالجة ارتفاع أسعار الذهب والحد من المضاربة عليه خلال هذه الأيام. وقال أنه مقترح يفيد الشباب كثيرًا وسيرفع عن كاهلهم أعباء معيشية كثيرة، عبر استثمار جزء من قيمة الذهب المقدم للعروسة مثلاً في حال طلب الأهل قيمة 50 ألف جنيه ذهب، على الطرفين التوصل إلى أن أكثر من نصف القيمة سيتم استثمارها من خلال «صك العروسين» والمتبقي للذهب أو حتى ذهب صيني، على أن يتحصل الطرفين على عوائد مجزية نظير الاستثمار في الصك وستستمر هذه العوائد سواء بشكل شهري أو سنوي أو تراكمي بنهاية المدة.
وتابع بقوله: ومن ثم يساهم ذلك في تأمين الزوجة أكثر عند حدوث طلاق ما يستوجب على الآباء الموافقة على هذه الخطوة لأن الصك يضمن عائدًا شهريًا للزوجة تلقائيًا في حال الطلاق أو وفاة الزوج إذا ما علمنا أن عدد عقود الزواج بلغت في 2021 نحو 880041 عقدًا، بينما ارتفعت حالات الطلاق بنسبة 14.7٪ إلى 254777 عام 2021، ما يعد مؤشرًا خطيرًا يستوجب حلولاً مدروسة.