كارثة بيئية.. العالم يفقد 70% من الحيوانات البرية خلال 50 عاماً
فقد العالم ما يقرب من 70% من حيواناته البرية خلال ما يقرب من 50 عاماً، بحسب تقييم مرجعي نشره الصندوق العالمي للطبيعة اليوم (الخميس)، وهو ما يشير إلى الارتباط المتزايد الملحوظ بين فقدان التنوع البيولوجي والاحترار.
وبين عامي 1970 و2018 اختفى ما متوسطه 96% من الحيوانات البرية، الأسماك والطيور والثدييات والبرمائيات والزواحف، بحسب مؤشر الكوكب الحي، وهو أداة مرجعية ينشرها الصندوق العالمي للطبيعة كل عامين.
تدمير الموائل الطبيعية
ويظل تدمير الموائل الطبيعية، وخصوصاً لتطوير الزراعة، السبب الرئيسي، بحسب التقرير الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، يليه الاستغلال المفرط للأراضي والصيد الجائر.
ويأتي تغير المناخ في المرتبة الثالثة بين العوامل المختلفة، لكن دوره يتزايد بسرعة كبيرة جداً، وفق تحذير ماركو لامبرتيني، المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة، ويتبع ذلك تلوث الهواء والماء والتربة، فضلاً عن انتشار الأنواع الغازية من قبل الإنسان.
إنذار أحمر
وقال لامبرتيني في مؤتمر صحافي دولي عبر الإنترنت، إن هذا التقرير إنذار أحمر للكوكب وبالتالي للبشرية،وفي وقت بدأنا فيه حقاً نفهم أن النظم البيئية المستدامة والتنوع البيولوجي الغني والمناخ المستقر، عناصر ضرورية لضمان مستقبل مزدهر وأكثر عدلاً وأماناً لنا، وخصوصاً لأطفالنا وأطفالهم بدورهم.
ومع اقتراب قمة التنوع البيولوجي الدولية "كوب 15" في ديسمبر في مونتريال، يدعو الصندوق العالمي للحياة البرية الحكومات إلى اغتنام هذه الفرصة النهائية من خلال اعتماد اتفاقية عالمية طموحة لإنقاذ الحياة البرية، على غرار اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ.
ومن أجل عكس منحنى فقدان التنوع البيولوجي، والتخفيف من تغير المناخ، يدعو التقرير إلى توسيع نطاق جهود الحفظ والاستعادة، وإنتاج واستهلاك أغذية أكثر استدامة، وإزالة الكربون بسرعة عن جميع القطاعات الاقتصادية.
خسائر الكوكب من الحيوانات
وشهدت أوروبا انخفاضا في أعداد الحيوانات البرية بمعدل 18%، لكن هذا يخفي خسائر تاريخية شديدة جداً للتنوع البيولوجي، قبل فترة التحليل، بحسب ما قاله أندرو تيري، مدير الحفظ في جمعية علم الحيوان في لندن، شريكة الصندوق العالمي للطبيعة في إنشاء المؤشر.
وفي أفريقيا، يقدر المؤشر الخسارة بنسبة 66% في المعدل،وقالت مديرة الصندوق العالمي للطبيعة في القارة السمراء أليس روهويزا: "من الأمثلة الصارخة على ذلك متنزه كاهوزي بييغا الوطني في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث انخفض عدد غوريلات الأراضي المنخفضة الشرقية بنسبة 80%"، وذلك في المقام الأول من جراء الصيد.
كما أن السلاحف الجلدية والوشق وأسماك القرش والشعاب المرجانية وضفادع الأشجار هي أيضاً من بين "رموز التنوع البيولوجي" الأكثر تهديداً التي أبرزها التقرير.
وبات مؤشر الكوكب الحي يأخذ في الاعتبار 5230 نوعاً من الفقاريات، مقسمة إلى حوالي 32 ألف نوع من الحيوانات حول العالم.
وفي عام 2020 شككت دراسة نُشرت في مجلة "نيشتر" المرجعية في قيمة هذا المؤشر، وعند فحص 14 ألفاً من الفقاريات التي تم تتبعها منذ عام 1970، خلص معدو الدراسة إلى أن 1% كانت في حالة تدهور شديد، وأنه إذا تم استبعادها من المعادلة، فإن جميع المجموعات المتبقية لم تظهر أي اتجاه تصاعدي أو تنازلي.
وقال معدو الدراسة إن تعميم رسالة مفادها بأننا أمام كارثة منتشرة في كل مكان يمكن أن تؤدي إلى اليأس والإنكار والتقاعس، واقترحوا استخدام تقييمات محلية أكثر للمساعدة في تحديد أولويات جهود الحفظ.