وزير الأوقاف يهنئ واعظة حصلت على الدكتوراه من جامعة المنوفية
هنأ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الواعظة دعاء محمد عبد العظيم أحمد الشهابي، الواعظة المعينة بوزارة الأوقاف ومدير مكتب رئيس القطاع الديني، لحصولها على درجة الدكتوراه بتقدير درجة مرتبة الشرف الأولى، من كلية الآداب جامعة المنوفية، وموضوعها: "دور وزارة الأوقاف في مواجهة العنف الأسري في الفترة من 2000م إلى 2020م .. دراسة تحليلية".
وقالت "عبد العظيم" في مقدمة دراستها، إن الإسلام ربط الأسرة برباطٍ وثيقٍ غليظ، وأمر كلاًّ من الزوجين بالرفق والمعاملة الحسنة الطيبة للآخر ليكون له سكنًا ورحمة.
وأوضحت أن المتأمل في تعاليم الإسلام الحنيف يجد أنه أمر الرجل بحسن العشرة مع زوجته، حيث قال سبحانه:"وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"، كما أمره بإكرامها، فقال (صلى الله عليه وسلم): «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خيرًا»، وقد كرر الرسول (صلى الله عليه وسلم) هذه الوصية في خطبة الوداع أمام الآلاف من أمتهِ ليؤكد على حسن معاملة الرجل لزوجته، فقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي»، وكذلك أمره بالصبر عليها، ونهاه عن ظلمها أو الإضرار بها، فقال تعالى:"فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا"،وعن التعسف في طلاقها لتترك حقها، فقال تعالى:"وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ".
وأوضحت أن الشرع أقر هذا النمط من التفكير ما استقرت الحياة الزوجية، وما تحقق الهدف الذي من أجله خُلق البشر وهو عبادة الله (عز وجل) وتعمير الكون الذي أمرنا الله تعالى بإعماره، مضيفة أن الشرع الحنيف أمر بالرفق وحذر من العنف لأن الرفق هو الطريق الأمثل للحياة الطبيعية، فيه يَحصلُ الأجر، وبه تستقيم الحياة، خلاف العنف الذي يَفسُد به الأمر، ويَسوء به الذكر، ويُكتب به الوزر، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ"، وقال (صلى الله عليه وسلم): «يَا عَائِشَةَ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ»، وقال أيضًا " مَنْ يُحْرَمُ الرِّفْقَ يُحْرَمُ الْخَيْرَ".
وأكد أن ديننا أرشدنا إلى ضرورة النظر بإيجابية حيال الحياة الأسرية وكافة صنوف التعاملات الإنسانية بها.
وأوضحت أن العنف الأسري ظاهرة قديمة وليست بمستحدثة، إلا أن الأمر ازدادَ تعقيدًا وسوءًا ومجاهرةً في الأونة الأخيرة، وخاصةً مع المرأة حتى أصبحت هي المجني عليها في معظم الأوقات بسبب الموروثات القديمة التي جاء الإسلام فنقضها، وأمر بمحوها من بعض العقول التي تربت على العنف، كوسيلة للإصلاح والردع.
وتابعت: "هذا ما لمسته من خلال عملِي كواعظة ومشاركة بالمبادرات التوعوية، من هنا كان سبب اختياري للموضوع محاولة مني لإيجاد بعض الحلول علَّها تكون سببًا في إصلاح ما يعتري بعض الأسر، إيمانًا بضرورة التوعية الفكرية والمعرفية المرتكزة على حقيقة الوجود الإنساني الذي يقتضي ترسيخ مبدأ التسامح كحتمية للبقاء".
ويقوم قطاع الشئون الدينية المسئول عن إعداد خطة نشر الدعوة، بإعداد خطب الجمعة، وإقامة الندوات والمبادرات والمشاركات مع الهيئات المعنية بحماية أفراد الأسرة الضعاف وضحايا العنف الأسري منهم، لمساعدتهم وتمكينهم بإعادة إدماجهم في المجتمع بشكل صحيح ومفيد لهم وللمجتمع، إضافة إلى ما تُقدمه الإدارة المركزية لشئون البر والأوقاف من خدمات تُسهم في رفع بعض الأعباء عن كاهل الأسر الأولى بالرعاية والمرأة المعيلة، وما يقوم به المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف من إقامة وتنظيم المؤتمرات الدولية السنوية.