الانتخابات البرازيلية 2022 الأكثر تعقيدًا واستقطابًا.. القصة كاملة
الانتخابات البرازيلية 2022 بفوز المرشح لولا دا سيلفا ليصبح رئيسًا لجمهورية البرازيل الاتحادية بعد الجولة الثانية التي جرت مساء يوم الأحد 30 أكتوبر 2022 والتي تم فرز نتائجها فور غلق باب التصويت، وسط تحولات سياسية عنيفة داخل القارة اللاتينية، وبعد اتجاه عدد من الدول لاختيار مرشحًا من اليسار على سبيل المثال الانتخابات الأخيرة في كولومبيا والذي انتهت بفوز المرشح اليساري أيضًا.
تتجه الأنظار نحو البرازيل أحد أكبر الدول في أمريكا اللاتينية من حيث المساحة والسكان وحجم الاقتصاد حيث تبلغ مساحتها 8 ملايين كيلو متر مربع ويبلغ عدد سكانها 217 مليون نسمة ويقطنها عدد كبير من العرب، وهو ما يفسر حجم هذه الدولة وخطورة المرحلة التي تمر بها وهي شديدة الأهمية، حيث شهدت البرازيل حالة من الترقب والتوتر الشديد خاصة منذ ترشح اليساري لولا دا سيلفا ودعمه من معظم دول أمريكا اللاتينية أمام المرشح والرئيس السابق جايير بولسونار.
وبعد فوز لولا دا سيلفا بهذا الفارق البسيط يصبح التحدي أكبر أمامه في إرضاء واستقطاب معارضيه التي ذهبت أصواتهم لصالح المرشح جايير بولسونار، وفى هذا التوقيت تمر البرازيل في منعطف غاية في الخطورة والاهمية حتى تستقر الأوضاع.
اقرأ أيضاً
- تفاصيل تنظيم كلية التمريض جامعة حلوان لقافلة للتوعية بالاكتشاف المبكر لسكر الحمل
- الولايات المتحدة تؤكد دعمها للاستجابة الإنسانية فى المكسيك
- لاول مرة.. 4 سيدات يخضعن للولادة القيصرية واستئصال المبيض لتقليل خطر الإصابة بالسرطان
- من أصول عراقية.. الولايات المتحدة تُعين سفيرة جديدة لها في مصر
- مايك بنس يعلن انسحابه من السباق الرئاسى فى الولايات المتحدة.. لسبب صادم
- رئيس البرازيل: ما يحدث في غزة ليس حربا بل إبادة جماعية ضد الفلسطينيين
- القصة الكاملة للعثور على رئيسة كنيس يهودى مقتولة طعنا فى الولايات المتحدة
- لاول مرة.. اتحاد العمال يسند رئاسة سكرتارية الهجرة لولاء التمامى
- بكلمات لاذعة.. وزيرة إسبانية تتهم الولايات المتحدة بالتواطؤ مع جرائم إسرائيل فى غزة
- الرئيس الأمريكي يصدم الجميع: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل إلى الأبد
- كارثة صحية.. 50 ألف امرأة حامل يواجهن كابوسًا مزدوجًا في غزة
- روسيا تحمل الولايات المتحدة وبريطانيا مسئولية التصعيد في الشرق الأوسط
* خط سير الانتخابات البرازيلية 2022:
تجرى انتخابات 2022 لاختيار نائبًا فيدراليًا، ونائبًا للولاية، وعضوًا في مجلس الشيوخ، وحاكمًا، ورئيسًا، إذ يعد منصب نائب الولاية في الترتيب الثاني للتصويت والذي يتم اختياره من واقع 5 شخصيات، أما أعضاء مجلس الشيوخ كان ترتيبهم الثالث في قائمة التصويت في انتخابات 2022 حيث يوجد 3 من أعضاء مجلس الشيوخ في كل ولاية بغض النظر عن عدد السكان في الولايات المختلفة، ثم يتم اختيار الحاكم من ضمن المرشحين لمقعد حاكم الولاية وعلى كل ولاية أن تنتخب حاكمها، يأتي بعد ذلك في التصويت في الترتيب الأخير التصويت على اختيار رئيس الجمهورية.
وجاءت المخاوف من نتائج هذه الانتخابات بعد تصريح المرشح جايير بولسونار قبل الجولة الأولى بأنه سيقبل النتائج في حالة عدم وجود أو ظهور أي مؤشر يدل على تزويرها وبالتالي هذه التصريحات تنذر بحالة من الجدل بعد ظهور نتائج الانتخابات وتطرح عديد التساؤلات: هل سيقبل كل من المرشحين نتائج الانتخابات؟ أم ستدخل البرازيل في حالة من الصراع الجديد حول السلطة؟.
مجريات الجولة الأولى:
قد أظهرت استطلاعات الرأي قبيل الجولة الاولى تقدم حزب العمال متمثلاً في المرشح لولا دي سيلفا بنسبة 51% من الأصوات ويليه جاير بولسونار بنسبة 37%، ويحدد عدد الأصوات غير الصالحة والفارغة نتيجة هذه الانتخابات لأنه في حالة لم يحصل أحد المرشحين على أكثر من 50 % سوف يتم إجراء جولة ثانية للتصويت.
وبالفعل توجه في الجولة الأولى أكثر من 156 مليون شخص يوم 2 أكتوبر 2022 من مختلف أطياف الشعب البرازيلي للتصويت في انتخابات الرئاسة التي تعد أهم انتخابات في تاريخ البرازيل الحديث وتعد هي الانتخابات الأكثر استقطابًا على الساحة، يتنافس فيها المرشحين السبع وأبرزهم لولا دا سيلفا وجاير بولسونار، وبدأ التصويت في تمام الساعة 8 صباحًا وانتهى في تمام الساعة 5 مساءًا بتوقيت البرازيل.
وأغلقت أبواب التصويت أمام الناخبين في تمام الساعة 5 مساءً، لتظهر نتائج الانتخابات بأسرع وقت نظرًا لتطور صناديق الاقتراع وإمكانية فرز الأصوات إلكترونيًا وهو ما ساهم في متابعة النتائج لحظة بلحظة، حيث تم إعداد 472.075 صندوقًا للتصويت و105.050 صندوقًا آخر للطوارئ.
بعد منافسة كل من اليسار واليمين المتطرف على تولي رئاسة البرازيل، وبعد انتهاء الفرز ٩٩.٤٨% من عملية الفرز الإلكتروني للأصوات تصبح نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية البرازيلية كالآتي:
- لولا دا سيلفا: 5 .56 مليون صوت صحيح ( 48,30 %) من مجموع عدد الأصوات
- جايير بولسونار: 50.9 مليون صوت (43,31%) من مجموع الاصوات.
- سيمون تيبت: 4.899.509 (4.18%) .
- سيرو جومس: 3.578.255 (3.5%) .
- سوريا: 972 596 (0.5%).
- فيليب دا فيلا: 558.459> ( 0.48%)
- الاب كيلمون: 423 80 ( 0.07%) .
- لبنيت : 53,412 ( 0.05%).
- صوفيا : 45.439 (0.04%).
- فيرا : 25.533 (0.02%).
- إميل: 16.546 ( 0.01%).
- إجمالي عدد الاصوات: 123.083.173
- الاصوات الصحيحة: 117.644,010
- الممتنعون عن التصويت: 32.570.041
بهذه النتائج انتقل كل من لولا دا سيلفا (مدعوما بتسعة أحزاب) وجايير بولسونار و12 محافظًا للجولة الثانية إلى في ٣٠ أكتوبر 2022 حتى يتم حسم الاصوات لإعلان من هو الرئيس البرازيلي ومن هم المحافظين، نظرًا لعدم حصول أي من المرشحين على نسبة 50+1% من الأصوات في الجولة الأولى.
* مجريات الجولة الثانية:
قبيل الجولة الثانية من انتخابات البرازيل 2022 اشتدت المنافسة وصعب توقع وتحديد من الفائز حتى وأن أنصار المرشح المتقدم “لولا دا سيلفا” لديهم بعض الشكوك حول إمكانية فوزة في الجولة الثانية، وهل سيأتي الرئيس “بولسونار” مره أخرى وسط هذا الحجم من الأزمات، يأتي هذا التذبذب لعدد من الأسباب من أهمها هي نتائج الجولة الأولى الذي فاز فيها “لولا” بفارق كان يطمح أنصاره بأن يكون أكبر، حتى وأن النتيجة لم تأتى بالحجم الذي صورته استطلاعات الرأي قبيل الجولة الأولى وبالتالي دفعت هذه النتائج إلى حملات انتخابية أكثر حدة وأكثر تعقيدًا، حيث أشارت استطلاعات الرأي قبل الجولة الأولى تقدم “لولا” يبدو أن الاستطلاعات استهانت بالقوى الداعمة للرئيس بولسونار حتى وأن الحكومة الحالية اتخذت خطوات لإصدار قانون يجرم استطلاعات الرأي غير الصحيحة والدراسات الاستقصائية وهو ما رفضة كثيرين، وتشير استطلاعات الرأي هذه الجولة أن يفوز “لولا دا سيلفا” ب 53% وأن يسجل “بولسونار” 47% من الأصوات قبل أسبوع واحد من الانتخابات.
بينما أشارت استطلاعات الرأي يوم 29 أكتوبر 2022 أي قبل التصويت بليلة واحدة تفوق لولا على بولسونار لنصبح النتيجة 52% لولا دا سيلفا- 48% لصالح بولسونار أي من المتوقع أن يفوز “لولا” على “بولسونار” بعدد من 4 إلى 6 نقاط، بينما أشارت استطلاعات رأي أخري تقدم اليسار بنسبة 54% مقابل 46% لصالح بولسونار.
هذه الحالة التنافسية ساعدت “لولا” في بناء عدد من التحالفات من المرشحين الذي لم يشملهم الحظ بالفوز على سبيل المثال سيمون تيبت وجوميز المرشحين رقم ثلاثة ورقم أربعة وهي خطوة متوقعة، لكن استمرت الشكوك تملأ الساحة نحو فوز المرشح الذي كان يتميز بشعبية تتخطى ال 80%، على الصعيد الآخر حاول “بولسونار” أن يربح المعادلة وقام بمجموعة من الإجراءات التي من الممكن ظان تجلب له مزيد من الأصوات من بينها على سبيل المثال قام “بولسونار” بتقديم وعود للبنوك المملوكة للدولة بإمكانية عمل رهون عقارية ولكنها عالية المخاطر، بالإضافة إلى خفض أسعار المحروقات توزيع بعض الإعانات للفقراء، ونشرت أحد المنصات ” UOL ” أن الحكومة وزعت 4 مليار دولار بشكل مباشر على الناخبين منذ شهر أغسطس الماضي، وخلال شهر أكتوبر فقط تم توزيع 400 مليون دولار على أصحاب الدخل المنخفض في صورة مساعدات حكومية شهرية.
تبادل الطرفين الاتهامات في حملاتهم الانتخابية حتى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعة والتلفزيون حيث أتهم “بولسونار” “لولا” بأنه يدعو لإلغاء تجريم الإجهاض والجريمة المنظمة حتى يربح أصوات المسجونين ومناصرين الإجهاض، وهو ما قابلة من حملة “لولا” بأن بولسونار تأخر في شراء اللقاحات وهو ما تسبب في إرتفاع عدد المصابين والوفيات أثناء أزمة كوفيد 19 ليس هذا فحسب بل أتهمت الحملة “بولسونار” بأنه يقوم بعمل مقابلات مع رابطه مشبوه في منطقة الأمازون مما يسوقون للاستغلال الجنسي للاجئات الفنزويليات في البرازيل.
وانتهت الجولة الثانية بحصول المرشحين على النسب الآتية:
لولا دا سيلفا : 59،563،912 صوتًا ( 50.83%)
جايير بولسونار : 57،647،404 صوتا (17%)
إجمالي عدد الأصوات: 122،943،972
الأصوات الصحيحة: 117،305،567 (95.41٪)
الممتنعون عن التصويت: 31.796.564 (20.55٪)
هذا الصراع العنيف في المنافسة أنسى المرشحين التنافس من أجل تعليم أفضل أو حياه صحية أفضل للشعب البرازيلي ينذر بإمكانية عدم تقبل الطرف الآخر لنتيجة الانتخابات خاصة بعد تقارب نسب التصويت بين المرشحين وتقدم بولسونار بعد فرز 50% من الأصوات ثم انقلبت النتيجة بعد فرز المزيد من الأصوات بارتفاع نسبة التصويت لصالح لولا دا سيلفا بفارق طفيف في الأصوات لكنها مرحلة متقدمة عن منافسة، إذا حصول بولسونار على نسبه مقاربة من لولا دا سيلفا زاد من صعوبة الموقف وبالتالي تزداد المخاوف من وجود حالة من العنف في الدولة في حالة عدم إحترام أحد الأطراف لنتائج الانتخابات أو الاعتراف بها وتخوفات من تكرار حادث الهجوم على مبنى الكابيتول بالولايات المتحدة ، أيضًا هناك تحدي كبير أمام الرئيس لولا دا سيلفا لتوحيد الصفوف وتحقيق الاستقرار ومحاولة إرضاء من ذهبت أصواتهم للمرشح المنافس أثناء الانتخابات.