ثروتها تفوق الملك البريطاني..
«أكشاتا مورثي».. رحلة المليارديرة الهندية من عالم الموضة والتهرب الضريبي إلى زعامة بريطانيا
حدث كبير طرق أبواب عالم الأثرياء وكذلك الموضة والأزياء، مع تولي ريشي سوناك زوج المليارديرة الهندية أكشاتا مورثي رئاسة وزراء بريطانيا، فكما يقال، وراء كل رجل عظيم امرأة، وبفضل نجاحه في الأعمال التجارية وحصة زوجته البالغة 0.91% في عملاق التكنولوجيا Infosys، بدأ الزوجان في جمع ثروة كبيرة، والتي تقدر بنحو 730 مليون جنيه استرليني (877 مليون دولار) في عام 2022؛ حيث يحتلان المرتبة 222 في قائمة أغنى الأشخاص في بريطانيا.
وفي التقرير التالي يستعرض لكِ "أنا حوا" من تكون أكشاتا مورثي، ابنة نارايانا مورثي، الملياردير الهندي وأحد مؤسسي عملاق التكنولوجيا Infosys.
* من هي أكشاتا مورثي؟
أكشاتا مورثي هي مصممة أزياء ولدت في الهند عام 1980 وتحمل جواز سفر هندي تزوجت من سوناك عام 2009، وتأتي ثروتها من عملاق البرمجيات الهندي، شركة إنفوسيس التي أسسها والدها الملياردير الهندي البارز إن آر نارايانا مورتي NR Narayana Murthy.
وسواء عن طريق والدها أو عبر نشاطاتها الخاصة، لدى مورثي مصالح في كل شيء بدءاً من الأعمال التجارية لصالة تمارين رياضية، وخياط من مستوى راق (نيو آند لينجوود) إلى شركة "إنفوسيس" العملاقة في مجال التكنولوجيا.
وتملك "مورثي" وزوجها (معًا أو بشكل فردي) أربعة بيوت باهظة الثمن، وتشتمل الأشياء التي يملكها سوناك على فنجان قهوة عالي التقنية ثمنه 180 جنيه استرليني (حوالي 237 دولارًا)، ومع ذلك لا يبدو أنه قد اعتاد حتى الآن على استعمال بطاقة دفع من دون لمس.
وسينتقل الزوجان إلى 10 داونينغ ستريت موطن العديد من رؤساء الوزراء نهاية هذا الأسبوع، ليكونا بذلك أغنى زوجين على الإطلاق يحلان في هذا المكان، إذ يقال إن وريثة الملياردير نارايانا مورثي، أكثر ثراءً من الملك تشارلز بسبب حصتها البالغة 430 مليون جنيه إسترليني في إمبراطورية والدها في مجال تكنولوجيا المعلومات.
مصالح الثرية الهندية الأصل، تجعل الأمور أكثر تعقيدًا على الصعيد السياسي بالنسبة إلى زوجها الطموح، لأن الثروات الكبيرة تجلب معها أسئلة كثيرة، ففي أبريل الماضي حينما كان سوناك وزيرا للمالية في حقبة بوريس جونسون، تعرض لإحراج على شاشة سكاي نيوز عندما سألته جاين سيكر عن مصلحة عائلته في "إنفوسيس"، وهي شركة لا تزال تعمل في روسيا، على الرغم من العقوبات الاقتصادية.
وقد أثيرت التساؤلات أيضًا حول المدى الذي أفادت فيه أعمال مورثي التجارية من برنامج وزارة المالية للتسريح المؤقت (إجازات مدفوعة أثناء الجائحة). وحتى إن سوناك إبان توليه مسؤولية وزارة المالية قد اتُهم على نحو غير مناسب (من الاتهامات الأخرى الموجهة إليه) بأنه منفصل حتى عن واقع حياة الطبقة الوسطى، ناهيك عن حياة أولئك الذي يضطرون إلى الاستعانة ببنوك الطعام. ويحوله وضعه كمليونير متزوج من مليارديرة إلى هدف واضح (في مرمى) اتهامات وسائل الإعلام بالنفاق.
"السيدة الأولى" لن تكون غريبة على أجواء الاهتمام كونها زوجة رئيس الوزراء، فقد تعرضت للتدقيق بسبب وضعها الضريبي في العام الماضي، وعلى الرغم من أنها ليست سياسية منتخبة، إلا أنها أصبحت موضوعًا للتدقيق العام في أكثر من مناسبة، فيما يتعلق بكل من ثروتها وخياراتها في عالم الموضة الذي تعمل به.
ففي وقت سابق من هذا العام، تصدرت عناوين الصحف بسبب وضعها الضريبي غير المحلي، وهي طريقة قانونية لتجنب دفع الضرائب في بريطانيا على الدخل الخارجي، وغالبًا ما يستخدم هذا الوضع من قبل فاحشي الثراء لتوفير آلاف أو حتى ملايين الجنيهات من الضرائب.
ويُعتقد أن الجزء الأكبر من ثروتها يأتي من شركة "إنفوسيس" التي يقع مقرها في بنغالور، لكن بعد الكشف عن التهرب الضريبي، واجه الزوجان رد فعل عنيفاً، مما أدى في النهاية إلى تخلي أكشاتا عن وضعها غير المحلي ووعدها بدفع ضرائب في المملكة المتحدة على الثروات التي جلبتها من جميع أنحاء العالم.
وتتمتع المليارديرة الهندية بوضع غير مُقيم ضريبيًا لأنها مواطنة هندية، ولا تسمح الهند لمواطنيها بالحصول على جنسية دولة أخرى في الوقت نفسه. وفقًا للقانون البريطاني تُعامل على أنها غير مقيمة ضريبيًا في بريطانيا، ما يُجنّبها دفع ضريبة 39.35% المُطبقة على توزيعات الأرباح لدافعي الضرائب المقيمين في بريطانيا بالنسبة للشريحة الأعلى دخلًا.
واختارت أكشاتا دفع ضريبة سنوية قدرها 39 ألف دولار كي لا تفرض بريطانيا ضرائب على دخلها الأجنبي، وتقدّر الجارديان أن مورتي جمعت 70 مليون دولار أرباحا من إنفوسيس منذ عام 2015، وأنها لو كانت تدفع ضرائب بريطانية على هذا الدخل كانت ستدفع نحو 26 مليون دولار، مبينةً أنه لا يجوز لها تجنب الدفع إلى أجل غير مسمى.