بعد انقطاع «واتس آب».. هل تنفذ روسيا تهديدها بقطع الإنترنت فى العالم؟
تعتبر شبكة الانترنت من أهم الوسائل التي لا يمكن الاستغناء عنها أبدًا، وهذا الأمر دفع بالتساؤل عن امكانية قطع الانترنت في العالم نتيجة تزايد النشاط العسكري في البحر عن طريق السفن والغواصات الحربية، وكما هو متعارف فان البحر هو المكان الذي توزع فيه كابلات الانترنت حول العالم، مما زاد مخاوف بعض الدول عن امكانية قيام روسيا بقطع الانترنت حول العالم بسبب انتشار سفنها وغواصاتها الحربية ووجودها قرب كابلات الانترنت الموجودة في قاع البحر.
وأشعل تصاعد المواجهة بين روسيا والغرب، مخاوف عالمية من تنفيذ عمل تخريبي في الكابلات البحرية للإنترنت، وهو أمر من شأنه أن يقطع خدمة الإنترنت عن العالم كله.
كان الأسبوع الماضي شهد قطع العديد من الكابلات البحرية في جنوب فرنسا وأصلح المهندسون أحد الكابلات تحت سطح البحر، ولا تزال التحقيقات جارية حول سبب الانقطاع، وتم توجيه الاتهامات نحو الغواصات الروسية بسبب الصراع في أوكراني، لكن المحققين لم يعثروا على أي دليل يدعم هذا الافتراض.
ومع انقطع الواتساب عن العالم، صباح اليوم الثلاثاء، حيث بدأ بعطل فني حتى وصل للقطع التام، وبعد اعلان روسيا نواياها عن قطع الإنترنت عن العالم، مما تسبب حالة من القلق العالمي من تحقيق روسيا لما أعلنت من قطع للإنترنت على مستوى العالم.
التصاعد الذي حدث بين روسيا وبعض دول الغرب أدى إلى تخوفات من فعل عطل في الكابلات البحرية العالمية للإنترنت، وهو الأمر الذي سيقوم بقطع الإنترنت عن العالم أجمع.
بدأ العطل العام يطول بعض البلاد منها فرنسا، التي أصابها العطل خلال الأسبوع السابق، حيث شهدت قطع جميع الكابلات البحرية في جنوب فرنسا، كما أصلح المهندسون المتخصصون الكابلات الموجودة تحت سطح الماء، وجاري التحقيقات التي من المفترض أن تكشف عن الأسباب حول انقطاع الإنترنت في جنوب فرنسا، والذي امتد إلى جميع نواحي فرنسا.
وقد تم اتهام الغواصات الروسية بسبب الصراع في أوكرانيا، ومع ذلك لا يوجد حتى الآن أي دليل على أن الغواصات هي السبب وراء ذلك، ووفقًا لما أفادت به بي بي سي أن الكابل الذي يربط جزر شيتلاند باسكتلندا قد تعرض لعطل فني، وهو تقريبًا نفس الوقت الذي حدث فيه انقطاع عبر الإنترنت.
وأفادت أيضًا أن 99% من الاتصالات الرقمية تتم من خلال الكابلات البحرية، وذلك يطبق على كابلات الإنترنت وكابلات الاتصالات، والباقي من هذه الكابلات يتم من خلال الأقمار الصناعية المكلفة، مما أدى أكثر دول العالم في البحث عن ما يحافظ على الكابلات البحرية وتجنب ما حدث سابقًا.
ويتخوف الغرب من إقدام روسيا على تخريب كابلات الإنترنت البحرية على مستوى العالم، انتقاما من العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا، كما أنه يمكن تنفيذ الهجمات على الكابلات بطرق مختلفة، منها تسليح السفن المدنية، ومنها أيضًا سفن الأبحاث والصيد والنقل البحري أو اليخوت البحرية للترفيه، كما أنها سهلة التنفيذ وفقًا لتوقعات الشرطة الأوروبية.
وأشارت الشرطة الأوروبية إلى أن هناك عدة طرق تضمن الحفاظ على الكابلات البحرية من التلف أو الهجمات الغير شرعية، وجاءت الطريقة الرئيسية في المراقبة السطحية للأنشطة البحرية المدنية، وتحديد أي سلوك غير شرعي والحكم عليه سريعًا، كما أنه يستدعي ميزانيات ضخمة للحماية.
أما عن المقترح الثاني الذي قدمته عن الهجوم الغير شرعي الذي يحدث تحت الماء، ويتم تنفيذ ذلك من خلال الألغام البحرية من الدرجة العسكرية أو من خلال الأجهزة المتفجرة والمرتجلة التي يمكن تشغليها عن بعد.
وترى الشرطة الأوروبية أن هذه النوعية من التفجيرات والأجهزة سهلة الصنع، كما أنها رخيصة في الإنتاج، فالقوة التفجيرية المنخفضة بالفعل يمكن أن تقطع اتصال الكابل، أما عن الطريقة الثالثة التي تلجأ لها القوات غير الشرعية، هو من خلال القوارب الغاطسة أو الطائرات بدون طيار والغواصات العسكرية، والتي يمكن أن تكون مأهولة أو بدون طيار.