قراءة حول أصحاب أعلي المداخلات خلال دور الانعقاد الثاني
تفاعلات النواب.. تطور في الممارسات.. ونضج في المحتوي
في إطار أنشطة المؤشر الوطني لرصد وتحليل الأداءات النيابية فقد أصدرت وحدة الدراسات البرلمانية بمركز جسور للدراسات الإستراتيجية تقريرها السنوي حول الأداءات التفاعلية لمجلس الشيوخ المصري خلال دور الانعقاد السنوي الثاني بعنوان (جرس إنذار.. قراءة تحليلية لأداءات مجلس الشيوخ في دور الانعقاد الثاني).
وقد أفرد التقرير فصلًا خاصًا لتحليل الأداءات التفاعلية لنواب المجلس في صورة تفصيلية حيث تمثل الحوارات والكلمات التي يبديها النواب في الجلسات العامة وسيلة بالغة التأثير في رسم الصورة العامة للمجلس وحالة الحراك والتفاعل بين القوي المختلفة المكونة لأجهزته وهيئاته باعتبار تلك التفاعلات هي وسيلة الهيئات التمثيلية ذات الأطر المتخصصة في تحسين مدخلاتها وتطوير رؤيتها ومواقفها تجاه القضايا المختلفة ما كان دافعًا لاتخاذ تلك المجالس للعديد من المسميات والتوصيفات التي تنطلق من كونها منبر للحديث والخطابة.
وفقًا لتلك القواعد السابقة فإن مجلس الشيوخ قد شهد حالة من التفاعل والتوسع في طلب الكلمات تجاوزت ما قدمه النواب في دور الانعقاد الأول في صورة تعكس تطور وتنامي في أداءات التركيبة النيابية وتمكن من أدوات العمل والتعبير عن المواقف حيث شهد دور الانعقاد الثاني عدد من المتحدثين بلغ (997) كرقم متكرر في مرات الحديث من قبل النواب مقابل (419) متحدث في الدور الأول بزيادة قدرها (578) متحدث وبنسبة كفاءة تصل إلي ( 237,9 % ) بينما علي مستوي المداخلات فقد بلغ عددها في دور الانعقاد الثاني (527) مداخلة قياسا بدور الانعقاد الأول الذي شهد ( 223 ) مداخلة بزيادة قدرها ( 304 ) مداخلة وبنسبة ( 236,3 % ).
ومن حيث الجدارة والكفاءة الأعلى بين هؤلاء المتفاعلين فقد تمايز ( 11 ) نائبا باعتبارهم أصحاب الأداءات الأكثر كفاءة وايجابية حيث بلغ مجموع ما تقدموا به فعليا من مداخلات ( 216 ) مداخلة بنسبة ( 23,9 % ) من إجمالي ما تم تقديمه خلال دور الانعقاد كاملا رغم أن نسبتهم قياسا بأصحاب المداخلات والكلمات لا تتجاوز ( 5,9 % ) بل ولا تتجاوز ( 4 % ) من إجمالي عضوية المجلس في سلوك يعطي مكانة بارزة لهؤلاء النواب ويظهر تأثيراتهم الايجابية في تحسين القرارات والتوصيات الصادرة عن المجلس.
أما صاحب المركز الأول والأداء الأقوى والأكثر تأثيرًا بين كافة المتحدثين فقد كان للنائب حسام الخولي رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن صاحب (الأكثرية) العددية داخل المجلس وأحد العناصر التي تلعب دورًا بالغ الأهمية في تطوير النقاشات وحشد التصويت خلال عملية إبداء الرأي في القوانين المختلفة والذي توزعت كلماته بين ( 32 ) جلسة عامة حيث تكررت المداخلات منه في عدد ( 4 ) جلسات بينما قام بمداخلة منفردة في عدد ( 28 ) جلسة برز من بعده عدد من النواب بمستوي مرتفع من التفاعلية والحرص علي الحديث وإبداء وجهات النظر تجاه القضايا المختلفة المعروضة علي المجلس تقدمهم النائب محمود سامي الإمام رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بعدد ( 20 ) مداخلة عبر ( 20 ) جلسة مختلفة بنسبة تفاعل ( 43,5 % ) تلاه النائب محمد شوقي عبد العال حافظ النائب المصنف تحت صفة ( مستقل ) وفقا لتقاليد وضوابط العمل النيابي رغم موقعه القيادي المؤثر والهام داخل حزب مستقبل وطن بعدد ( 19 ) توصية تعكس خبرة نيابية وتمايز نوعي بالغ القيمة والأهمية في دعم المجلس بوجهات نظر عملية وواقعية ثم النائب أحمد شعبان حسين نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع والذي تقدم بعدد ( 17 ) مداخلة شاركه فيها النائب عبد الخالق محمد عياد رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوي العاملة والقيادي بحزب الإصلاح والتنمية تبعهم ( نائبين ) بعدد ( 16 ) مداخلة لكل منهم وهما النائب أبو النجا المحرزي ( مستقبل وطن ) والنائب محمد مجدي فريد ( مستقل ـ تنسيقية ) لتنتهي قائمة المراكز الرئيسية للمداخلات مع كلا من النائب أحمد أبو هشيمة ( الشعب الجمهوري ) والنائب هشام الحاج علي ( مستقبل وطن ) بعدد ( 15 ) مداخلة لكل منهما.
وقد عكست المواقع الرئيسية حالة من التفاعل متعدد الاتجاهات توضح حجم النشاط الذي تقدمه المجموعات الرئيسية في العمل النيابي وفقًا للتصنيف السياسي الذي توزع بين ( 7 ) قوي سياسية تمثل ( 43,7 % ) من القوي السياسية بالمجلس حيث تصدرها حزب ( مستقبل وطن ) بعدد ( 3 ) نواب في سلوك يعد منطقيًا قياسًا بحجم عضويته التي تزاحم لتصل للأغلبية يليه كلا من ( المستقلون ـ الشعب الجمهوري ) بعدد ( 2 ) لكلا منهما لتتساوي بعدهم ( 4 ) أحزاب سياسية ( الوفد ـ الديمقراطي الاجتماعي ـ التجمع ـ الإصلاح والتنمية ) في أداء يعكس تفاعل ممثلي تلك القوي داخل العمل النيابي رغم أن من بينها من استفاد من وجود ممثله في موقع رئيسي بهيئة المكتب ( الوفد ) أو رئاسته لإحدى اللجان النوعية ( الإصلاح والتنمية ) بما تمنحها تلك المواقع من تفضيلات عند الحديث أو أولوية في طلب الكلمة.
أما علي المستوي الجغرافي والجهوي فقد توزع النواب أصحاب الأداءات الأعلى بين ( 8 ) قطاعات تمثل ( 28,6 % ) من المكونات الجغرافية والجهوية التي يتشكل منها المجلس وتقسم علي أساسها مقاعده حيث أتي ( المعينون ) في صدارة التواجد بعدد ( 3 ) نواب كسلوك طبيعي ومنطقي في ظل حجم عضويتهم التي تبلغ ( ثلث ) إجمالي عدد مقاعد المجلس أتت من بعدهم محافظة ( الغربية ) بعدد ( نائبين ) بما يشير للزخم والتنافسية التي يعيشها نواب المحافظة خاصة مع اختلاف الانتماء الحزبي لكلا منهما فيما تساوت ( 6 ) محافظات ( الدقهلية ـ الإسماعيلية ـ الإسكندرية ـ قنا ـ بني سويف ـ المنوفية ) في وجود ( نائب ) لكل منها ضمن التصنيف الجغرافي للنواب الأكثر تفاعلًا.