د. فتحي الشرقاوي يكتب: جماعات الضغط...في الجهاز الاداري للدولة


اتوجه بهذا المقال والذي يعد بمثابة صرخه، علها تشق سكون وركود الصمت، الذي يعيش فيه كل وزراء مصر، لا استثني منهم أحد.. لو دققنا وركزنا قليلا في اي معاملة أو خدمه يريدها المواطن البسيط في حياته اليومية، من اي جهاز من أجهزة الدولة، لوجدنا الجحيم بعينه، بداية من الازدحام المبالغ فيه ومرورا بالتعقيدات الإدارية، وانتهاءا بسوء المعاملة، وكأنها معادلة مصاغه بعناية و دقه، لقهر المواطن، وإيصاله إلى مرحلة الشعور بالغربة والاغتراب لكل مايمت المجتمع بصله، وعلى الرغم من زملة وحزمة التطويرات والتحديثات الكميه والكيفه في كل بقعه من بقاع الوطن، إلا أن الموظفين التنفيذيين في كل الأجهزة الإدارية للدولة، يتعمدون بث مشاعر الاستياء والغضب في نفوس المواطنين، في كل معامله إدارية يرغبون في تحقيقها، وبعيدا عن الإنغراق في سيكولوجية المؤامرة، الا أننا نجد انفسنا مدفوعين بحكم شواهد الواقع إلى طرح السؤال البديهي.
اين الوزراء بمختلف تخصصاتهم، من كل هذا العناء الذي يعانية المواطن العادي في أدائه لاي خدمه ادارية، ومن المؤكد أن كل وزير سيدافع عن وزارته ومسؤليه ، إلا أن محددات الواقع تدحض بقوة كل تلك المزاعم البراقه، ويكفي أن يترك الوزير مكتبه ويقف ضمن صفوف المواطنين البسطاء من غير أهل الواسطة والحظوه، ليدرك هول مانعنيه ، ولابد أن يعي السادة الوزراء أن نجاحهم الوزاري مرهون إلى حد كبير ،في رضاء الجمهور المستهدف لخدماتهم الوزارية، لأنهم إذا لم يدركوا هذه الحقيقة البديهية، فإن الناتج المتوقع كارثي بكل المقاييس، فبعض الموظفين التنفيذيين يبث سموم اتجاهاته العدائية والمناهضه والمضادة للسلطه، في صورة إذلال للمواطن وتكبيله بما لا يقوى على تحمله، وصولا إلى مرحلة استقطاب وتشكيل اتجاهاته المضادة بشكل غير مباشر نحو كل رمز من رموز السلطه، وهذا التكتيك الجهنمي يعد أحد حروب الجيل الرابع ، والذي يستهدف الوصول بالأفراد إلى مرحلة عدم الإيمان بالمجتمع ومنجزاته،
خلاصة مانود قوله في هذا المقام.
ضرورة التأكد من اتجاهات وقيم ومعتقدات كل القائمين على أمر التعامل مع الجماهير في كافة الأجهزة الإدارية للدولة ، لأنهم حلقة الوصل بين السلطه بالمعنى الواسع للكلمه، وبين القاعدة الجماهيرية العريضة من الأفراد، فمن غير المقبول ولا المعقول إحداث ثورات كبيرة تجارية واقتصادية وبنية تحتيه على أرقى مستوى
في كل بقعة من بقاع الوطن تطوير وتحديثا ثم تضيع كل الآثار الايجابية لهذه الإنجازات الضخمة ، في أيدي مجموعه من الموظفين التنفيذيين المتعاملين مع الافراد، ليصدروا للافراد الإحساس الزائف بخيبة الأمل والشعور بالغربة والاغتراب والاحباط والمعاناة ، بدلا من إحساسهم بالراحة والأمان والولاء والانتماء...
السادة وزراء مصر المحروسه...ليكن ضمن أجندة دولاب مهامكم الوزاريه، اتجاهات واراء المواطن البسيط....
واذا أردتم تنفيذ مانبغي إجرائيا، فعليكم بقراءة ألف باء كيفية تشكيل الرأي العام و كيفية إدارته..
والله من وراء القصد..
تحيا مصرنا الحبيبة في عزة وفخر