د . زكريا إبراهيم: الجواسيس الشواذ
شبكة المعلومات الدولية " إيثرنت" وامتدادها عبر القارات حتى أنها أصبحت تعتبر الحد الرابع لأي دولة و لم تعد الحدود جوا و بحرا و أرضا فقط و لكن أضيف إليها ذلك الحد الجديد، وهو يعتبر من أسهل الحدود في النفاذ إلى البلاد عبر ثغراتها و استخدامها ضد البلاد في كل المجالات حتى أنها أصبحت تمثل أحد أهم البدائل الآمنة لاستعمالها في الأغراض الحربية والاستخباراتية لمعرفة أخبار البلاد العدوة بأقل قدر من المجازفة و بدون تكلفة تقريبا وبنسبة مخاطرة شبه معدومة فمن منا اليوم لا يمتلك هاتف محمول ومن منا غير مشترك على العديد من تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تضع شروط تحميلها السماح لإدارة التطبيق بالدخول إلى كافة المعلومات الخاصة بالهاتف حتى الكاميرا والميكروفون و الموقع من خلال تحديد المواقع العالمي مما يعطى إدارة التطبيق إذن التوغل في كافة جوانب حياة مستخدم هذا التطبيق.
وإذا بحثت في متجر الهاتف الخاص بتحميل التطبيقات ستشاهد أعجب أنواع التطبيقات و التي لفت نظري بشكل كبير منها التطبيقات الخاصة بالشواذ جنسيا. نعم أنت لم تخطئ قراءة الكلمة ....تطبيقات خاصة للتعارف بين الشواذ جنسيا أو المثليين كما يطلقون على أنفسهم ...وتشاهد فيها ما لا يصدقه عقل من أفكار و كلام و تعاملات و اتفاقات شاذة تتم بين المستخدمين لتلك التطبيقات.
و من خلال متابعتي و دراستي للعديد من تلك المواقع و خاصة أشهرهم و هو موقع و تطبيق "جريندر" هالني و أخافني كم الأفكار الشاذة و التي لا تقف عند حد الشذوذ الجنسي فقط و إنما تبنى كل فكر شاذ و كذلك وجود العديد من طبقات و أطياف المجتمع به و الكارثة في الأطفال تحت سن السادسة عشرة مع غياب الرقابة الأسرية و كذلك الذين دخلوا تلك التطبيقات على سبيل الفضول أو المعرفة.
و الكارثة الأكبر هي كم الكراهية و الشعور بالاضطهاد الموجود تجاه المجتمع من أعضاء تلك التطبيقات نظرا لرفض المجتمع لممارستهم الشاذة ...كراهية تصل لدرجة تمنى انهيار المجتمع و دماره و يرجون أن يكونوا من أسباب و معاول هدم المجتمع للانتقام من المجتمع الذى رفضهم و لفظهم خارج نسيجه و محاولاتهم لضم أكبر عدد ممكن من الناس خاصة الشباب الصغير في سن المراهقة و إقناعهم بتلك الممارسات و أنها جزء من الطبيعة البشرية خاصة بعد أن حذفت منظمة الصحة العالمية الشذوذ الجنسي كأحد الأمراض النفسية.
و مما يثير الدهشة الحصيلة الثقافية الكبيرة لدى نسبة كبيرة منهم و هؤلاء الذين يقع على عاتقهم ضم و تجنيد عناصر جديدة من الشباب
من خلال دراستي لتلك التطبيقات وجدت أنني أمام عدد غير محدود من الجواسيس مندسين في العديد من القطاعات منهم المهندس و الطبيب و خبير الحاسبات و كافة المجالات داخل المجتمع و يعملون تحت توجيهات يستحيل أن تكون مجرد توجيهات لموقع او تطبيق تواصل و لكن بناء على خطة استخباراتية على أعلى مستوى كعملاء غير مباشرين يتم من خلالهم جمع كافة المعلومات الاستخباراتية عن المجتمع المستهدف.
و تأكد لي ذلك عند قيام الشرطة المصرية التي كانت أول من فطنت لذلك المخطط الجهنمي و بدأت حملات لاستهداف هؤلاء الشواذ و توصيل الرسالة لمن خلفهم اننا مستيقظين لما يحاك لنا من مؤامرات حتى في أبعد مكان عن التخيل و هو مجتمع الشواذ جنسياً و العملاء الغير مباشرين ...فما كان من تلك المواقع و نظرا للأهمية الكبيرة لجمهورية مصر العربية و المستهدفة بتلك المؤامرات إلا أن انزلت تحذيرات مستخدمة اللغة العربية العامية المصرية تحذر فيها الشواذ من مرتادي الموقع و التطبيق من هجمات الشرطة و كيفية التصرف في حالة القبض عليهم...و يتضح من تلك التحذيرات الدراسة المتعمقة و المعرفة بكيفية و طريقة العمل في مصر بل و معرفة بالعديد من القضايا التي ضبطتها الشرطة المصرية حتى التي لم ينشر عنها اخبار بالجرائد و ذلك يعطى فكرة كبيرة عن كم المعلومات و التقارير الدقيقة التي يتم إرسالها للخارج مما يضعنا أمام مشكلة كبيرة و عدد كبير جدا من العملاء الغير مباشرين و المستعدين و متبرعين لخيانة وطنهم للانتقام من رفض مجتمعهم و حتى أهاليهم لشذوذهم.
و التساؤل الأكبر أيضا هو سر اهتمام الموقع و إدارته بمصر بالذات حيث أن دولة روسيا اتخذت إجراءات تجاه الشواذ و تطبيقات الشواذ في هجمات شرسة تصل للتصفية الجسدية إلا أن السادة مالكي الموقع لم يعيروا ذلك أي انتباه و لكن كان التركيز الأساسي على المجتمع المصري ... التركيز الذيوصل لدراسة القوانين المصرية بشكل متعمق و ذلك بالطبع عن طريق محامين منتمين لذات التيار و بنفس الأهداف بل و استخدامهم اللغة العربية العامية المصرية.
وإجابة ذلك التساؤل و اتضاح الأمور إذا ما عرفنا أن مالك موقع جريندر هو شاب يهودي يدعى چويل سيمخاي من مواليد تل أبيب لأب سمسار ماس و أم تاجرة ماس، وأنه يملك تطبيقين للتواصل و التعارف أحدهما جريندر الخاص بالمثليين و الأخر بليندر الخاص بالغيريين أو الأشخاص الطبيعيينز
و من هنا يتضح لنا أن الغرض الحقيقي من تلك التطبيقات هو التوغل داخل المجتمع المصري بكل طوائفه و جعل كل من يدخل لتلك التطبيقات عملاء غير مباشرين يتم من خلالهم جمع كافة المعلومات عن المجتمع المصري بكل جوانبه مدنيه و عسكرية و اقتصادية و تجهيز هؤلاء العملاء في مرحلة تالية للعمل مباشرة و صراحة ضد مجتمعهم بعد أن فقدوا الانتماء و أصبحت الكراهية لذلك المجتمع هي المحرك الأساسي لهم .
و الحل هنا ليس فقط تكثيف الجهود الشرطية على تلك المواقع و لكن أيضا التعامل معها طبقا لأهدافها الحقيقية و ليس فقط كونهم تطبيقات تعارف أو تواصل أو تحريض على الفسق و لكن معامل التفريخ للعناصر المخربة و العملاء الجواسيس الغير مباشرين و كذلك دور الأسرة في الرقابة على الأبناء و ملاحظة التغييرات على سلوكهم.