هل تصبح ”مارين لوبان إيطاليا” أول رئيسة للوزراء؟
بسرعة الصاروخ، باتت جورجيا ميلوني زعيمة اليمين المتطرف في إيطاليا تتصدر المشهد السياسي قبل نحو شهر على الانتخابات العامة.
وقالت وسائل إعلام ، إن ميلوني، التى يشبهها الإعلام الإيطالي بزعيمة اليمين المتطرف بفرنسا، مارين لوبان، تعتمد على رسالة تمزج بين المسيحية والأمومة والوطنية.
وأضافت أن ميلوني باتت تحظى بقدر من الشعبية قد يجعلها الشهر المقبل أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا، وأول زعيمة يمينية متطرفة منذ الحرب العالمية الثانية.
ورغم أن حزب "إخوان إيطاليا" الذي أسسته عام ٢٠١٢ لديه جذور "الفاشية الجديدة" أو ما يعرف بـ"ما بعد الفاشية"، إلا أن ميلوني سعت إلى تبديد المخاوف بشأن إرثه، معتبرة أن الناخبين قد سئموا من مثل هذه المناقشات.
ومع ذلك، هناك علامات مزعجة على أن مثل هذا الإرث لا يمكن التخلص منه بهذه السهولة. فرمز الحزب عبارة عن صورة لهب ثلاثي الألوان، مستعار من حزب فاشي جديد تشكل بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب.
وفي حال فاز "إخوان إيطاليا" في اقتراع 25 سبتمبر، وأصبحت ميلوني البالغة من العمر 45 عامًا رئيسًة للوزراء، فستكون حكومتها نجحت في حكم إيطاليا بعد نحو 100 عام من وصول بينيتو موسوليني، الديكتاتور الفاشي الإيطالي، إلى السلطة في أكتوبر 1922.
ومع ذلك، لا تزال ميلوني تبدي بعض الحساسية بشأن رئاستها المحتملة للحكومة، وتفضل مصطلح "محافظ" بدلاً من "يميني متطرف" لوصف حزبها.
وسجلت مؤخرًا رسائل فيديو باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية تقول إن اليمين الإيطالي "ودع الفاشية إلى التاريخ منذ عقود، وهو يدين بشكل لا لبس فيه قمع الديمقراطية والقوانين المخزية المعادية لليهود".
فرصها الانتخابية
وفي ظل النظام الانتخابي المعقد، فإن تحالفات الحملات الانتخابية تتحكم فى تحديد شخصية رئيس الوزراء، وليس مجرد الأصوات.
وعلى مدار الأشهر الأخيرة، قام السياسيون اليمينيون بعمل أفضل بكثير هذا العام من الديمقراطيين في إقامة شراكات انتخابية واسعة النطاق.
وتحالفت ميلوني مع حزب الرابطة اليميني بقيادة ماتيو سالفيني، الذي يفضل، مثلها، اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية. وحليفها الانتخابي الآخر هو حزب فورزا إيطاليا الذي ينتمي إلى يمين الوسط بزعامة رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني.
وكانت حكومة ماريو دراجي، رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق، قد انهارت الشهر الماضي بعدما تخلى عنها فجأة سالفيني وبرلسكوني وزعيم 5 نجوم جوزيبي كونتي، وجميعهم منشغلون بتراجع حظوظ أحزابهم في استطلاعات الرأي والانتخابات المحلية.
فى المقابل يعتقد مراقبون أن ميلوني ينسب إليها نهج متسق ومتماسك في السياسة، كما يُنظر إليها أيضًا على أنها" قائدة لديها أفكار واضحة - حتى ولو لم يتفق الجميع مع هذه الأفكار. فميلونى قد اعتذرت عن "النبرة" ولكن ليس عن محتوى الخطاب الحاد الذي ألقته في يونيو/حزيران في إسبانيا لحشد الدعم لحزب Vox اليميني المتطرف.
"سيقولون إننا خطرون، متطرفون، عنصريون، فاشيون، منكرون ومناهضون للمثليين"، وانتهت بتصعيد هتافات: "نعم للعائلات الطبيعية! لا للوبي المثليين! نعم للهوية الجنسية! لا للأيديولوجية الجندرية!".
نشأتها وآراؤها السياسية
وفقًا لمذكراتها لعام 2021 "أنا جيورجيا"، نشأت في حي Garbatella لأسرة من الطبقة العاملة في روما. وفي سن الخامسة عشرة، انضمت إلى فرع الشباب للحركة الاجتماعية الإيطالية، الحزب الفاشي الجديد الذي يحمل رمز اللهب، ووضعت ملصقات سياسية في العاصمة.
عندما كانت في الحادية والثلاثين من عمرها، جعلها برلسكوني وزيرة للشباب في حكومته الثالثة والأخيرة. لكنها سرعان ما شقت طريقها الخاص، حيث شاركت في تأسيس Brothers of Italy في عام 2012.
ودعم حزبها بشدة تحركات دراجي لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، حتى عندما أصدر سالفيني وبرلسكوني، المعجبغن الصريحان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دعمًا فاترًا فقط. كما تدافع ميلوني أيضًا عن حلف الناتو الذي رسخته الولايات المتحدة، وهي دولة زميلة في مجموعة الدول السبع. لكنها غالبًا ما تنظر إلى قواعد الاتحاد الأوروبي على أنها انتهاك لسيادة إيطاليا، وانتقدت ميلوني "البيروقراطيين في بروكسل".