عماد فرغلي يكتب: على خطى الزمالك
في ظروف استثنائية أضطر المدير الفني لنادي الزمالك البروفيسور البرتغالي جيسفالدو فريرا الى الاستعانة ببعض اللاعبين من ناشئي النادي لسد الفراغات في بعض المراكز المهمة التي كانت مصدر ازعاج له وللإدارة وللجماهير طوال هذا الموسم وخاصة في الدور الثاني منه بعد حالات الهروب والتمارض والايقافات والاصابات وعدم القيد التي عانى منها الفريق مؤخرا.
ولأنه خبير ومخضرم وداهية في مجاله لم يجازف بالدفع بكل العناصر الشابة دفعة واحدة بل كان يدفع بناشئ تلو الاخر في كل مباراة ووظفهم توظيفا دقيقا مدروسا ، وكل من أثبت جدارة وجرأة وقدرة وثقة حجز مكانا وأصبح من القوام الاساسي للفريق ، وبهذه المخاطرة المحسوبة أعاد البروف للفريق انضباطه وانتظامه وانسجامه واداؤه الممتع ، وبناء على النتائج حصل على كأس مصر وتصدر جدول مسابقة الدوري وبات على بعد خطوات قليلة من الفوز بالدرع .
لقد فرض شيخ المدربين فريرا بذكائه وحنكته ودهائه شخصيته على الجميع فقضى على نظرية النجومية التي طالت بعض اللاعبين وكادت أن تهدم الفريق ككل بسبب تكبرهم وتدللهم وتراخيهم والمبالغة في مطالبهم وكأنهم أصحاب فضل على النادي الذي صنع نجوميتهم ، وأخيرا عرف كل منهم حجمه الطبيعي فالنجومية دون كد واجتهاد واخلاص وانتماء هي والفشل سواء .. والعبرة لمن اتقى .
يستحق جيسفالدو فريرا هذه الشعبية الكبيرة بين الجماهير الزملكاوية التي تتغنى باسمه في كل مباراة ، ويستحق أن ينال لقب الملهم فبعد ان قدم للكرة المصرية وجوهًا شابة قادرة على التألق والابداع اتجهت بعض الفرق الأخرى في الدوري للسير على خطاه فقدم الاهلي واحدة من افضل مبارياته بالناشئين وكذا فعل سموحة والبقية تأتي .
لقد اتضحت لنا حقيقة للأسف مرة وكنا نغض الطرف عنها بسبب الانتماء والحب والكره الذي لا مجال لهم في عالم كرة القدم ، وهي الفرق الكبير بين المدير الفني المحترف الذي يمتلك أدواته ولم يمتهن سلك التدريب الا بعد أن احتك وتعلم ودرس وخاض التجارب واحدة تلو الاخرى وبين المدرب المحلي الذي اعتزل الكرة وتم مكافآته بمنصب لا يليق بخبراته وقدراته ، فالتدريب فكر وعلم ومنهج في الأساس ومن بعده قد يأتي الحماس.