قتلوا أم العريس وأصابوا المعازيم.. قصة زواج فلسطيني حولته إسرائيل لـ عزاء
سادت حالة من الحزن والأسى على عائلة أبو قايدة من عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة بعد أن قتل القصف الإسرائيلي فرحتهم خلال مراسم زفاف أحد أبناء العائلة.
اليوم تعيش العائلة عزاء مفتوحاً بعد أن تسبب القصف الاسرائيلي بقتل والدة نعامة أبو قايدة (63 عاماً) لتستقبل العائلة المعزين بوفاتها بدلاً من استقبال المهنئين بزواج نجلها.
وبحسب وسائل إعلام، شرح الشاب الفلسطيني وليد أبو قايدة (30 عاماً) كيف كانت والدته منهمكة بالاعداد للعرس.
اقرأ أيضاً
- صور| آمبر هيرد تزور إسرائيل بالتزامن مع العدوان على غزة
- إطلاق 950 صاروخا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل منذ بداية التصعيد
- إسرائيل تشن غارات جديدة على غزة.. وأنباء عن سقوط قتلى
- 15 شهيدا.. مستشار رئيس فلسطين: إسرائيل تقصف الأحياء السكنية بشكل همجي
- لعنات الفلسطينيين تحاصر زوجة رئيس أوكرانيا وتعاطفها مع إسرائيل ”الملاك”
- ابن مصر يُطيح بلاعب إسرائيل من بطولة العالم للسلاح بالقاهرة
- اعتداء جنسي.. فضيحة أمريكية فى إسرائيل بطلها عميل ”بايدن“
- فضيحة.. شرطة إسرائيل تعتقل حاخاما اغتصاب 7 نساء أقنعهن بأنه سيطهرهن من ”الخطايا”
- بعد التنديد الدولي.. فلسطين ترفض مشاركة إسرائيل في تحقيق استشهاد شيرين أبوعاقلة
- استقالة مستشارة رئيس الوزراء الإسرائيلى للشؤون السياسية.. لسبب صادة
- الرئيس الفلسطيني يُحمل إسرائيل مسؤولية مقتل شيرين أبو عاقلة
- فلسطين : إسرائيل تلجأ للتصعيد لتغطية فشلها في تهويد القدس
كما أكد الشاب”: “منذ عدة أسابيع ووالدتي تستعد لمراسم زفاف شقيقي الذي كان مقرراً في 6 أغسطس 2022… كانت طوال تلك الفترة على درجة عالية من السعادة والفرح، وكانت كلما همت لعمل شيء ما، تقوم بترديد إحدى الأغاني الشعبية المعروفة ” يام أم العريس الله يتم عليكي يا مسعدة والسعد بان عليكي…”.
وتابع : “كأم عريس أرادت والدتي أن تتزين لترتدي ثوباً جميلاً، وتذهب إلى صالون التجميل”، وأثناء عودتها إلى المنزل وقع الهجوم الإسرائيلي، “كان في يدها ضمة من الورود، لتنتظر شقيقي العريس لاصطحابها لإحضار عروسه، قامت طائرات الاحتلال بقصفها بمجرد نزولها من المركبة المخصصة لنقل العروسين، ما أدى إلى استشهادها على الفور”.
ويصف أبو قايدة تلك اللحظات المؤلمة: ”كان الصراخ يملأ أرجاء المنطقة والمنزل، حتى أنه لم يعد أحد يرى الآخر من شدة الغبار الذي كان يسود المكان، والبعض كان يصرخ بصوت عال، بفعل إصابته بشظايا تلك القذيفة، حتى هرعت سيارات الإسعاف وقامت بنقل الشهيدة إلى المستشفى الاندونيسي، حيث ترك عدد من أقاربي ممن بقوا على قيد الحياة الفرح، وتوجهوا إلى المستشفى للاطمئنان على زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم بعد هذا القصف الغادر”.
نعامة قايد هي واحدة من ضحايا غزة الذين سقطوا في العملية العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على امتداد الثلاثة أيام الأخيرة قبل أن تتوقف مساء الأحد 7 أغسطس 2022 بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار.
الاعتداء الإسرائيلي تسبّب في سقوط 43 فلسطينياً، من بينهم 15 طفلاً و4 سيدات، بحسب بيان وزارة الصحة في قطاع غزة، فيما وصل عدد الإصابات جراء الغارات إلى 311 شخصاً بجروح مختلفة.
المكتب الاعلامي الحكومي التابع لحركة حماس في قطاع غزة، قال إن الهجوم الإسرائيلي “خلّف أضراراً لحقت بما يقارب 1500 وحدة سكنية، منها 16 وحدة دمرت كلياً، و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن، و1400 وحدة تضررت جزئياً ما بين بليغ ومتوسط”.كذلك لفت المكتب الحكومي إلى أن الهجمات الإسرائيلية تسببت في أضرار لحقت بعشرات الدونمات الزراعية، إضافة إلى توقف محطة توليد الكهرباء.
جرحاً غائراً
عائلات كثيرة في غزة تعيش عزاء مفتوح، ومنها من لم تندمل جروحها بعد من الحرب الأخيرة وعائلات كثيرة لم تتمكن من العودة إلى منازلها المدمرة في الحرب السابقة لتأتي الهجمة الأخيرة وتضاعف من حجم الخسائر.
يوضح أبو قايدة، الذي يحاول تجميع ولملمة كلماته بعد أن فقد والدته، أن رحيلها ترك في نفسه جرحاً غائراً يصعب علاجه، فقد كانت تنتظر إتمام تلك الفرحة بفارغ الصبر.
يطالب أبو قايدة بأن تقوم المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية بـ”فضح جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والذي لا يزال يمارس أبشع ممارساته العدوانية دون مبرر، في ظل الصمت الدولي على جرائمه المتلاحقة بحقنا”.
غزة حروب لم تتوقف
شنت اسرائيل على مدار 13 عاماً خمسة حروب على قطاع غزة، كان أولها خلال العام 2008 استمرت لمدة 23 يوماً واسفرت عن سقوط 1430 فلسطينيا، خلال العام 2012 اندلعت حرب ثانية سقط خلالها 180 فلسطينيا على مدار ثمانية أيام، وخلال العام 2014، شنت اسرائيل حرباً ثالثة على القطاع استمرت 51 يوماً، وسقط خلالها 2322 فلسطينياً، أما الحرب الرابعة فوقعت خلال العام 2019 واسفرت عن مقتل 34 فلسطينياً بينما الحرب الخامسة كانت خلال العام 2021، والتي أسفرت عن سقوط 250 فلسطينيا