منى نشأت تكتب.. إتيكيت الحب
أمام عيونك ستقسم حبة العنب الي نصفين بالسكين وتلتقط بالشوكه نصفًا تضعه بين شفتيها وبعده بوقت محسوب يأتي الدور علي الثاني لأنها قواعد الإتيكيت التي تأتيك عبر مواقع التواصل.
جميله تلك التوجيهات لكنها قاصره.. فمهما قدمت نصائح لأكل العنب ماذا سيفعل المتلقي أمام المانجو ولو فصصنا الأكل كله ومعه الشرب ماذا عن نظافة اليد والفم بعد وقبل وأكثر.
مفيد الإتيكيت الملقن بالواحده والأهم أن يكون التوجيه أكثر شمولًا.. الذوق بشكل عام.
إنه فن تربية الإنسان علي الرقي حتي يشب ويكبر فلا يحتاج دورات ومدربين فيصير المثل والقدوه لمن بعده وتمضي السنوات بجيل بعد آخر.. أوله تعلم باقتدار واخره تعود بتكرار.
(قواعد العشق)
والأروع أننا عندما نحب نطبق قواعد الإتيكيت تلقائيا..
وأولها احترام المواعيد.
فهل عرفت حبيبًا تأخر لحظه عن موعد الحبيب
لم نسمع بحبيب تبرم من طول لقاء فذهبت من عيونه نظره لساعته يستدعي بها الرحيل.
ولا عرفنا بمحب رفع صوته أو أشاح بيده في وجه المحبوب بل إن الحوار دوما ..بالهمس.. باللمس.. بالآهات بالنظرات.. كما كتبها الشاعر كامل الشناوي.
وعتاب الحبايب يختلف.. وقال فيه الشاعر.. أملي عتابا يستطاب فليتني أطلت ذنوبي كي يطول عتابه.
ومن علم الرجل أن يسارع ويفتح الباب لأنثاه ولو كان باب الكهف في العصر الحجري.
وليس بغريب أن الحلوه تجيد إنتقاء الثوب وألوانه ونقوشه متي كانت علي موعد مع حبيبها حسب المناسبه تمامًا.
(من قلبك)
هذا الذي ينبض داخلنا ويهدينا يأخذنا للسؤال.. هل نعلم الناس تفصيله وراء الأخري أو نأخذ بيدهم للمعني الأكبر الأعمق.
إنهما مذهبان نبدأ بأولهما مع ديل كارينجي "Del caregie" الرجل نظريته ملخصها قناع.. سيعلمك كيف تضعه علي وجهك وسائر الأعضاء لتتحول للشخصيه التي تريد أن يراك عليها من حولك فتعجبهم.
وله في ذلك مؤلفات مثل كيف تكسب الإصدقاء، وهو يمعن في التلقين.. كيف تتكلم.. تمشي.. ترجع تحاور.. وتأكل العنب.
فتؤكد للجميع إنك ذوق إنه ما نفعله علي مواقع التواصل كل يشدك ناحيته لتأكل بإصبعين وتترك ثلاثه في حالهم.
مهارات تجذب المحيطين للإقتراب وبهم وبها ستصل سريعًا لكن ليس إلي الغايه العظيمه.
وهي غاية أصحاب المذهب الثاني ما يدفع البشريه للأمام بناء الأنسان من الداخل فينضح بما فيه من خير للخارج.
داخل نفسك
انه ما ينتهجه ستيف كوفري" Stephen R Covery " وقضيته ليست أن تتلقي دروسا في فن الكلام والسلام.
بل أن الدرس كله كيف تكون انت انسانا.. ضميرك حي عندك حق.
لو ربينا أولادنا علي الصدق ونمينا داخلهم الأحساس بالمسئوليه عن مكانهم الصغير وعالمهم الكبير، ومساعدة القريب والبعيد والعطاء دون سؤال
وكثير يفعله الآباء الطيبون فيخلقون أبناءا للإنسانيه.
(منهج السماء)
لا تشتعل من الخارج وداخلك منطفئ.
النور من داخلك يمنح الكون الضياء.
إنه المنهج الإلهى في الخلق.
والحديث الشريف يؤكد "إن في الجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". (فالإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل).
وهذا قوله تعالي "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب لكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكه والكتاب والنبيين وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل وفي الرقاب. "صدق الله العظيم.
إنه البر.. ليس في وضعك الخارجي وموضع جسمك ووجهته إنه إيمانك أولًا ومنه تأتي أفعالك وتكمله الآيه الكريمه:
"وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب." صدق الله العظيم
ثم ما بعدها من الآيه: "وأقام الصلاة وآتي الزكاه والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس.أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون." صدق الله العظيم
وهذا قول الحق "فإنها لاتعمي الأبصار وإنما تعمي القلوب التي في الصدور."
وصدق الخالق سبحانه حين أراد وصف رسوله فجاء الوصف وافيا كافيا فقال تعالي و"إنك لعلي خلق عظيم"
صدق الله العظيم.