هند الصنعاني تكتب: خناقات العيد.. هرمونات أم تقاليد عربية أصيلة
يأتي العيد وتتوالى الاستعدادات للاستمتاع بأيام العيد وفرحتها، وكل واحد يستعد له بطريقته المعهودة، فالنساء يكون هاجسهن الأساسي نظافة البيت أو تحضير الكعك والبسكويت، أما الرجال يكون هاجسهم الأول توفير كل متطلبات العائلة أو برمجة رحلة سعيدة، لكن هناك فئة منتشرة لا يحلو لها العيد إلا بخناقة تاريخية تقلب الموازين وينقلب العيد السعيد إلى مناسبة للتراشق وتبادل الشتائم والاتهامات.
"اتخانقتوا خناقة العيد ولا لسه...!" السؤال المثير للسخرية، لكنه سؤال منتشر بطريقة عجيبة، خناقة قد تبتدأ من سوء تفاهم وتنتهي بتبادل السباب أحيانا، و في النهاية يتبادلون الاتهامات فالزوج يتهم زوجته بأنها هي المسؤولة الأولى عن هذه المشاجرة وينعتها بالمريضة النفسية، ولو سألت الزوجة ستتهم هي كذلك زوجها وستنعته بالمجنون الذي لا يطاق، وهنا نجزم ان الموضوع ليس له علاقة بالهرمونات الأنثوية لأنه داء يصيب الجنسين.
ومن أهم أسباب خناقات العيد، الرجوع بالذاكرة إلى الوراء وتذكر أحداثا حزينة في بعض الأحيان مرت عليها سنوات عديدة- وهذا غالبا من اختصاص النساء- أو من الممكن أن يكون الشجار بسبب مع من سيقضوا أول يوم هل مع أهل الزوج أم مع أهل الزوجة وهي الأسطوانة الأشهر، هذا إن افلتوا من الخناقات لأسباب مادية، ويبدأ العناد، والتفاخر بمن سيفوز في الآخر ليقف شامخا ويقول"انا كلمتي ما تنزلش الأرض أبدا...!".
أما الأبناء فهم غالبا ما يكونوا قد اعتادوا على مثل هذه الحوارات وحفظوها بل بالعكس ينتظرونها لأنها من الطقوس الضرورية للشعور باقتراب العيد.
في اعتقادي انه ليس هناك سببا واضحا لهذه الخناقة الموسمية لأن الأسباب تكون قائمة طيلة السنة، لكن أظن أنها هي فقط طقس من الطقوس التي نتمسك بها وتقليد عربي أصيل ليس له تفسير منطقي او علمي سوى أننا نكمل به احتفالنا بالعيد.ومل عيد وانتم بدون خناقات او عيشوا بمبدأ مافيش حاجة مستاهلة وصافية لبن بنا يجعل كل أيامكم أعياد سعيدة