«خنت العيش والملح».. أول مواجهة بين المتهم في قضية الريف الأوروبي وأسر الضحايا
أجلت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار محمد عوض الله، اليوم السبت، أولى جلسات محاكمة «عاطف.م»، المتهم مرتكب مذبحة مزرعة الريف الأوروبى، بتهمة قتل مزارع وابنتيه وحفيديه- أكبرهما 6 سنوات، إلى جلسة 6 أغسطس المقبل، لانتدابِ محام للمتهم.
وظهر المتهم خلال المحاكمة، مرتديًا تيشرت أزرق اللون، وبشعر أبيض يدل على تقدمه بالسنّ، ورد بثبات انفعالى على 3 أسئلة وجهها القاضى له، وكان أولها: «أنت قتلت المجنى عليهم يا عاطف؟»، فأجاب: «أيوة معترف وقتلتهم كلهم»، واستكمل ردًا على سؤال ثانٍ: «عاوز تضيف أي أقوال تانية؟»، قائلًا: «أنا معترف بكل التفاصيل بتحقيقات النيابة العامة»، واختتم برده على ثالث سؤال: «هل لديك محامِ للدفاع عنك؟»، بقوله: «لا معنديش محام».
وانهارت أسرة ضحايا المذبحة، وببكاء وعويل وصراخ استقبلت زوجة الضحية الأول- مزارع، الظهور الأول للمتهم بارتكاب الجريمة داخل قاعة المحاكمة، قائلةً: «دا خان العيش والملح.. دا كان داخل بيتنا ووسطنا من 30 سنّة.. ولادى كانوا بيقولوا له: يا عمى.. وزوجى كان بيقول: دا أخويا، مليش أخ وهو أخويا الكبير.. وكان بيرقص بشبّكة إحدى بناتى اللى قتلتهم.. ولمّا النّاس كانت بتسألنا: مين دا، كنّا بنقول لهم: دا عمها.. ذبح زوجى وابنتيى وحفيدى مروان وشهد زى الفراخ، كان بيقول لنّا: أنا واحد منك ومليش أهل هنا، وإنتوا أسرتى».
ورددت الزوجة: «ياريت كان عور جوزى لما اتخانف معاه، واكتشف إنه حط له منوم علشان يعتدى على بنتنا، وصل جبروته إنه يموته والعيال كلها»، مشيرةً إلى أنها تصارع الموت كل يوم، وفى انتظار لحظة النطق بالحكم على المتهم «علشان نارى تهدى وصدورنا تثلج وتشفى غليلنا، وينال جزائه من جنس عمله».
وأشارت زوجة الضحية، إلى أن عائلة المتهم طلبت تقديم واجب العزاء لنّا، و«إحنا رفضنا»، وعزائه الضحايا الحقيقى هيكون يوم الحكم بالإعدام.
تبدى دهشتها، من سلوك المتهم الذي جمعهم آخر لقاء به يوم عيد الفطر الماضى، عندما حضر إلى المنزل وقال لهم: «حبيت أعيد معاكم، ما تسبب في فرحة لجميع أفراد الأسرة التي قتلهم بدم بارد».
وبكلمات تسبقها الدموع، قالت ابنة المزارع المجنى عليه: «لم نتوقع الخيانة منه.. أول لمّا عثرنا على جثث أبويا وشقيقتى والطفلين الصغيرين بالمزرعة، لم نتهمه نهائيًا، وقلنا: لأ مستبعد يعمل كده.. لحد ما اتقبض عليه واعترف بالجريمة بعد هروبه لمحافظة سوهاج.. قتلنا لنا 5 أشخاص والبيت علينا فضى خالص.. هنعيش لمين ومع مين؟!.. إحنا كل يوم بنموت بل كل ساعة من لحظة وقوع الجريمة حتى الآن».
وأضافت باكيةً: «أبويا كان مرافق الجانى عاطف بكل أعماله، كان بيشقى علشانه وبيريحه بالشغل، ويقول: دا أخويا الكبير.. بس خان العيش والملح، وذبح أبويا وشقيقتي والطفلين الصغيرين شنق منهم مروان على جذع شجرة، أجهز على كل أفراد الأسرة المتواجدين بالمزرعة».
وردًا على اعترافات المتهم بالتحقيقات: «حطيت مادة مخدرة للمزارع شريكى، وابنته للتعدى عليها، للانتقام منها وإذلاء أبيها لرفضه زواجنا»، قالت ابنة الضحية الأول: «أختى عمره ما كانت هتتزوجه، لأنه أكبر منها بـ30 سنّة، ورفضت قبله عرسان كتيره بعد انفصالها بالطلاق عن والد ابنتها الوحيدة «شهد»، 4 سنوات، والتى عاشت وكافحت لأجل تربيتها».
واستطردت قائلةً: «أختى التانية قتلها المتهم لمّا شافته بيقتل أبويا وأختى، والطفلين لاحقهما وأنهى حياتهما»، مضيفةً: «المتهم تسلل متخفيًا بعد وضعه منومًا لوالدها وشقيقتها، ليعتدى عليهما من ظهرهم، ولو واجه أبويا وجهًا لوجه لما استطاع أن يغلبه».
وأمرت المحكمة بانتداب محامٍ للدفاع عن المتهم، وفق لما ينص عليه قانون الإجراءات الجنائية بوجوب دفاع محام عن المتهم أمام الجنايات، فيما طلب دفاع المجنى عليهم بالادعاء مدنيًا بمبلغ مليون وواحد جنيه، لافتًا إلى أن ما قاله المتهم بشأن دوافعه لارتكاب الجريمة: «مش صحيح، بيحاول الإفلات من العقوبة، ومكانش عاوز يتجوز ابنة المزارع شريكه ولا حاجة».
كانت النيابة العامة أمرت بإحالة المتهم بقتل خمسة؛ مزارع وابنتيه وحفيديه، بمزرعة بقرية الريف الأوروبي بمدينة الشيخ زايد للمحاكمة الجنائية؛ وذلك لاتهامه بقتل المزارع عمدًا، وقد اقترنت تلك الجناية بـ5 جنايات أخرى هي قتل ابنتيه وحفيديه عمدًا، والشروع في هتك عرض إحدى ابنتيه المجني عليهما.
وأقامت النيابة العامة الدليل على المتهم من إقراره في التحقيقات، وما أجراه من محاكاة تصويرية لكيفية ارتكاب الجريمة، وإرشاده عن شريط المادّة المخدرة التي استخدمها لتنفيذ مخططه في هتك العرض، كما أرشد عن الأدوات التي استخدمها لدسّ المخدِّر في شراب المجني عليهم.