عماد فرغلي يكتب.. الانسان الوسط
نتحدث دائمًا عن أهمية الاعتدال في أمور حياتنا وفي اتخاذ قراراتنا وفي جميع تصرفاتنا وأحكامنا والبعض يخلط بين الاعتدال والوسطية وفي ذلك لبس كبير، وقبل أن أكمل حديثي لابد وأن أنوه بأن موضوع المقالة لا يمت من قريب أو بعيد بالأمور الدينية ووسطية الاسلام فهذا من شأن رجال الدين الذين نحترمهم ونجلهم، ولا يصح أن يدلو كل ذي صاحب رأي أو فكر بدلوه في الأديان والعقائد مهما بلغت مكانته، فأهل الفكر غير أهل الذكر والفرق بينهم كالفرق بين الفتية والفتوى.
الاعتدال مطلوب في كل شيء والأصل أن نحيا حياة متوازنة لا اسراف فيها ولا شح وأن نزن الأمور بميزان من ذهب، لا نبالغ في حبنا ولا في كرهنا ولا في فرحنا أو غضبنا، نوازن بين الحقوق والواجبات ونؤدي الأمانات ونعدل بين البنين والبنات ونحترم الخصوصيات.
هذا هو الاعتدال وهو غير الوسط، فالوسط كما يقول صديقي "أبو ناصر" ليس دائما هو أفضل مكان، فعندما يتعلق الأمر بالقيم لا محل للوسط، فالمبادئ لا تتجزأ والأخلاق لا تتقسم، الخير والشر ليس بينهما وسط، ولا يوجد من هو (لا خير ولا شرير) بل يسعى الانسان لكي يكون خيرًا، ولا وسط بين السعادة والتعاسة فالكل يبحث عن السعادة، ولا وسط بين قول الحق وقول الزور (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ).
لا تكن متوسط الذكاء فتراوح مكانك.. لا تحمل العصا من الوسط فتظلم أحدا.. كن معتدلا في أي شيء ولا تكن وسطا في كل شيء.