استشاري نفسي: قاتل نيرة في مرحلة تنمو فيها الانفعالات بعنف وكان يجب توجيهه
قال الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، أن حادثة قتل طالب لزميلته بجامعة المنصورة وضعت أيدينا من جديد على بعض مواطن الخلل في تربية الأبناء والتي تؤدي بهم إلى نتائج كارثية كما هو الحال في جريمة المنصورة, إن الأسرة في حقيقة الأمر تراجع دورها التربوي بشكل كبير وسواء أكان ذلك عن قصد وتساهل من الأسرة أو كان ذلك رغما عنها نظرا لطبيعة العصر التي تتعدد فيها المتغيرات المؤثرة على شخصية الأبناء فإنه بلا شك يوجد العديد من الإجراءات التربوية التي يمكن للأسر أن تتبناها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من شخصية أبنائهم وبنائهم النفسي.
وأوضح أستاذ علم النفس التربوي، تفتقد الأسرة بشكل كبير إلى حالة الحميمية والألفة والتي كانت تتمتع بها الأسرة قبل سطوة الانترنت والسوشيال ميديا وأصبح الحوار الأسري مفقودا وسؤال الأب أبناءه كيف مر يومهم وما هي المشكلات التي واجهتهم أصبح منعدما أو نادرا وأصبح كل فرد في الأسرة يعيش في جزيرة منعزلة يرافقه فيها الموبايل واللاب توب ولا يجد من يسمع شكواه أو يوجهه أو يناقشه ويتحدث معه ويشجعه ويعطيه قدرا من الثقة بنفسه فتقطعت الروابط بين أفراد الأسرة الواحدة وبصفة خاصة الروابط العاطفية.
- نتيجة لذلك ولأن الشاب في مرحلة تنمو فيها الانفعالات بعنف وبدون توجيه فإنها تخرج عن مسارها الطبيعي وتضل الطريق وهو في هذه المرحلة من عمره في حاجة ماسة إلى الاحتواء والدعم العاطفي والإحساس بالأهمية والمرغوبية ويسعى جاهدا للحصول على ذلك فإذا لم يجده في الأسرة بحث عنه خارجها وإذا لم يستطع ضبط انفعالاته تورط في الكثير من المشكلات والتي تؤول إلى مثل ما آلت إليه في جريمة المنصورة.
اقرأ أيضاً
- والد الطالبة نيرة أشرف: ”المتهم كان مجنون بحب بنتي”
- عمة الطالبة نيرة: ”المتهم أخبر زملائها إذا لم توافق على الزواج منه سوف يذبحها”
- شاهد.. اللحظات الأولى لجنازة عروس المنصورة نيرة.. فيديو
- جيران قاتل نيرة طالبة المنصورة يكشفون جوانب خفية من حياة المتهم
- الاعترافات الأولى لقاتل طالبة جامعة المنصورة وسر الـ 290 صورة على هاتفه
- النيابة العامة تطالب بوقف نشر أخبار وفيديوهات عن طالبة المنصورة
- والدة نيرة طالبة جامعة المنصورة من أمام المشرحة: ”عاوزة حق بنتي”
- النيابة العامة تواصل التحقيقات في واقعة مقتل الطالبة نيرة أمام جامعة المنصورة
- صديق والد الطالبة المذبوحة على يد زميلها: ”نيرة حررت محضر ضد المتهم بعدم التعرض بالشرطة”
- جدة الطالبة المقتولة على يد زميلها تفجر مفاجأة مدوية بشأن علاقة نيرة بالمتهم
- ”انا حوا” يرصد ردود أفعال حادثة طالبة المنصورة.. البعض يدافع عن القاتل
- اهانت كرامتي في الميكرباص ..اول اعترافات قاتل زميلته بجامعة المنصورة
وأكد أستاذ علم النفس التربوي،في تصريح خاص لـ "أنا حوا"، ان نمذجة العنف واستحسانه واتخاذه منهج حياة ليس في وسائل الإعلام وحدها ولكن أيضا في المنزل يؤدي إلى الألفة بهذا النوع من السلوك وفقدان المناعة الفطرية ضده فيصبح الفرد أكثر جرأة على استخدام العنف بل وربما أكثر ميلا أيضا, ومن هنا فإن طريقة حل الخلافات الأسرية بين الوالدين تنتقل آثارها إيجابية كانت أو سيئة إلى الأبناء عن طريق النمذجة فالحوار الهادىء والتسامح وضبط النفس سلوكيات يتعلمها الأبن من الأب الهادئ المتسامح والسلوكيات التي تتسم بالعنف اللفظي أو البدني يكتسبها أيضا من الأب الذي لا يجد طريقة لحل مشكلاته إلا هذه الطريقة.
وأضاف أستاذ علم النفس التربوي ترتكب الأسرة جريمة كبرى في حق أبنائها حينما تقلل دائما من شانهم وتجرح مشاعرهم وتشعرهم بالعجز والفشل وأنهم دون المستوى الذي كانوا يأملونه لهم فينشأ الأبناء وقد فقدوا ثقتهم بأنفسهم وحينما تتاح لهم الفرصة للتعلق عاطفيا بأحد ثم يحدث انفصال يتعاظم لديهم الشعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس ويدخلون في حالة من الاكتئاب والإحباط والشعور بعدم الأهمية والشعور أيضا بالضياع ربما تقودهم إلى ارتكاب جريمة بدون أدنى شعور بالخوف أو الشفقة والرحمة وهم في هذه الحالة يسقطون مشاعر الكره والحقد التي تكونت لديهم نحو الوالدين على كل أفراد المجتمع ويشعرون بانهم مضطهدون ومظلومون وأن المجتمع يعاملهم بقسوة فتقسو قلوبهم كما أن شعورهم بالضياع يجعلهم لا يراجعون أنفسهم في قراراتهم اعتقادا منهم بأنهم خسروا كل شيء وليس لديهم ما يخافون عليه.
كما طالب أستاذ علم النفس التربوي، عودة الحوار الأسري والوصول لعلاج سريع وهادئ لكل المشكلات الأسرية مع ضرورة حجبها عن الأبناء ولابد من احتواء الأبناء عاطفيا ودعمهم نفسيا ومراقبة أحوالهم ومتابعتهم وإعطائهم قدرا من الحرية المسؤولة وليس الحرية المطلقة وربطهم مع الأسرة بعلاقات اجتماعية صحية وصحيحة كالأقارب والزيارات للأصدقاء والمعارف والخروج للتنزه مع الأسرة وإشعار كل فرد فيها بأهميته وتشجيعه ودعمه والانصات له باهتمام وحب ودعم انتمائهم للأسرة وشغل أوقات فراغهم فيما يفيد وتدريبهم على التحكم في سلوك العناد والتحدي الذي تتسم به مرحلة المراهقة ويكون سببا في كثير من جرائم العنف.