محمود حسن يكتب: إرحموا وداني و وجداني
هناك فرق كبير ما بين النجاح والشهرة ، فكثرة المشاهدة والإنتشار ليست دليل على النجاح أو على عظمة المحتوى او نجومية مقدمه ‘ فالشيطان أشهر المخلوقات ، وافلام البورنو أكثر إنتشارا ، والمجرم مشهور ...
وحدة قياس النجاح هي القيمة ، ومفرداتها الرسالة والأثر ، ومقوماتها القيم والمثل والمبادئ ، مبدأ " الناس عايزه كدا " مبدأ خاطئ جدا ، فالإعلام والفن يجب ان يكونا قاطرة وليسا مقطورة.
الناس من داخلها تحب الجمال وتكره القبح ‘ ولا يوجد إنسان قبيح الذوق بفطرته ، فالأصل هو النقاء والقاعدة هي الجمال ، والقبح طارئ أو مقصود.
فهذه السموم المصنوعة والمقصودة والتي حاصرت الفن والإعلام وتسربت إلى قلبه وأعماقه هي التي أثرت عليه سلبا ، وربما غيرت فطرته النقية ، وما هي إلا فقاقيع وإفرازات نتنة سرعان ما تتلاشي ، ولا يبقى إلا ما ينفع الناس ، لذا وجب تقديم المحتوى الجيد بغض النظر عن طبيعة المتلقي.
أم كثلوم غنت الثلاثية المقدسة ورباعيات الخيام وسلو قلبي والأطلال في وقت كانت نسبة الأمية تصل إلى 80% وكذلك عبد الوهاب غنى الجندول وكليوباترا وغيرهما، هؤلاء العظماء وأمثالهم فرضوا الثقافة الراقية على المجتمع وتم قبولها والإستماع إليها والإستمتاع بها وتغنى بها الفلاح في الحقل والتاجر في المتجر والملاح في المركب.
العيب في التاجر وليس المستهلك، لقد فرضتم علينا بضاعة مزجاة دمرت الذوق العام والثقافة وقضت على العلاقات الإجتماعية والإنتماء وأثرت على الأمن القومي للبلاد.
فهذه بضاعتكم ردت إليكم .