سر غريب وراء كلمات رسالة راكبة فرنسية من رحلة تيتانيك الشهيرة
بعد أكثر من 100 عام علي غرق السفينة الشهيرة تيتانيك، لايزال الغموض مسيطرًا على العديد من المقتنيات الخاصة بركاب رحلة سفينة تيتانيك الشهيرة، والتى تكتشف الواحدة تلو الأخرى فى مناطق متفرقة من المحيط، وفى تحليل لأحد هذه العناصر ادعى خبراء أن رسالة فى زجاجة يُزعم أنها ألقيت من سفينة تيتانيك خلال رحلتها الأولى، والتى عثر عليها قبل قرابة 5 سنوات، لم تكن سوى خدعة متقنة.
وأشار تقرير نشرته صحيفة "express" البريطانية إلى أن الرسالة التى عثر عليها على شواطئ خليج فندى فى كندا عام 2017، يعود تاريخها إلى 13 أبريل 1912، أى قبل يوم من اصطدام سفينة تيتانيك بالجبل الجليدى، وتحمل توقيع ماتيلد لوفيفر، وهى راكبة فرنسية، تبلغ من العمر 12 عامًا، من الدرجة الثالثة.
وترجم نص الرسالة التى كتب فيها، "ارمى هذه الزجاجة فى البحر وسط المحيط الأطلسى.. من المقرر أن نصل إلى نيويورك فى غضون أيام قليلة.. إذا وجدها أى شخص، أخبر عائلة Lefebvre، فى ليفين"، ووفقًا للسجلات التاريخية، كانت "لوفيفر" ووالدتها مارى، وثلاثة من أشقائها السبعة، يسافرون إلى نيويورك على متن السفينة تيتانيك، للم شملهم مع بقية أفراد أسرتهم".
ويقول تقرير الصحيفة البريطانية، "الملاحظة التى صاغتها "لوفيفر" تصدرت عناوين الصحف عندما تم نشر محتوياتها من قبل الباحثين فى جامعة كيبيك، فى ريموسكى، أوائل العام الماضى"، فيما يبدو أن التحليلات الأولية للرسالة والزجاجة التى عثر عليها تشير إلى أنها أصلية، حيث تحمل الزجاجة السمات المميزة لتصنيعها فى أواخر العصر الإدواردى.
بالإضافة إلى ذلك، كشف التأريخ بالكربون المشع للفلين الذى أغلق الزجاجة عن نطاق عمرى يشمل وقت رحلة تيتانيك الأولى، ومع ذلك، ظل الباحثون حذرين بشأن مصدر الرسالة، وناشدوا أفراد الجمهور للمساعدة فى تأكيد صحة الرسالة.
لكن الآن، اقترحت دراسة مفصلة للرسالة، تم إجراؤها بعناية حرفًا تلو الآخر، أن الرسالة على الأرجح خدعة معقدة، وقالت خبيرة الكتابة اليدوية وعلم النفس، كورالين هاوسينبلاس، إن "المشكلة الرئيسية فى الرسالة، أنها لم تكن مكتوبة بشكل أساسى بخط متصل، وهو نوع من فن الخط يتم فيه ربط الحروف بطريقة متدفقة للسماح بسرعات كتابة أسرع".
وأوضحت أنه "فى عام 1912، تم قبول الكتابة المخطوطة فقط فى المدارس الفرنسية وفى المجتمع بشكل عام"، وبنهاية هذا التحليل، وجدت أن أربعة أحرف فقط كانت مكتوبة بخط متصل فقط"، وأضافت أن بقية المذكرة كانت تتألف من أحرف منفصلة من مزيج من ذلك والخط المتصل، تسمى "الكتابة الشخصية" التى ينفرد بها مؤلف معين.
وأضافت هاوسينبلاس، "من الشائع اليوم أن يكون لديك مثل هذا المزيج، ولكن ليس فى عام 1912"، وتابعت "ربما أعتقد المؤلف أن مجرد ميل الكتابة، سيعطى جانبًا عامًا من الكتابة اليدوية القديمة، لكنهم نسوا البحث عن معايير المدارس الفرنسية فى عام 1912".
وقالت خبيرة الكتابة اليدوية وعلم النفس، "الرسالة غير مقنعة لأن الكتابة بعيدة جدًا عن معايير عام 1912، ولكنها تحتوى على كل جانب من جوانب الكتابة اليدوية الحديثة"، وأشار تحليل الخبير أيضًا إلى أن "الكاتب ربما كان يعانى من أحد أشكال خلل الكتابة - وهى حالة تضعف مهارات الكتابة لدى المرء".
وأضافت "لقد كشف الكثير مما نسميه فى علم نفس الكذب "التسريبات السلوكية"، وهذه عمليات معرفية تحدث عندما يكذب شخص ما"، وقالت: "حدث خلل الكتابة الغريب فى بعض الكلمات الشخصية للغاية المرتبطة بماتيلد لوفيفر، والفرضية هنا، هى أن عسر الكتابة هذا، الذى لا يحدث بعبارة أخرى، يمكن أن يُظهر سرقة الهوية".
وأشارت إلى أن "المؤلف، كممثل، يحاول أن يكون ماتيلد لوفيفر، لكنه يعرف جيدًا أنه ليس كذلك، لأن المؤلف غير قادر على أداء الدور لفترة طويلة جدًا، وعادت عاداته أو عاداتها الكتابية الشخصية بسرعة كبيرة".
ووفقًا للمؤرخ البروفيسور ماكسيم جوهير، من جامعة كيبيك، فى ريموسكى، لا يزال هناك احتمال أن يكون شخصًا بالغًا قد تجاوز أسلوب الخط المخطوطة، قد كتب المذكرة نيابة عن السيدة لوفيفر، وقال ماكسيم جوهير، للصحافة الكندية: "إنها فى الواقع تبدو أشبه بالكتابة للبالغين، ولا شيء يمنع شخصًا بالغًا من الكتابة على القارب نيابة عن ماتيلد.. هذه فرضية لا يمكن استبعادها".
ويتطلع البروفيسور جوهير، وزملاؤه، الآن، إلى إجراء مزيد من التحليلات على المذكرة، بهدف تحديد نوع القلم المستخدم فى كتابتها، والذى بدوره يمكن أن يوضح أنه تم كتابته مؤخرًا أكثر مما تدعى.