وزيرة خارجية ألمانيا: الغزو الروسي لأوكرانيا نقطة تحول في تاريخ أوروبا
في تطور جديد لمسار الحرب الروسية لاوكرانيا اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك أن الشئ الوحيد القادر على إيقاف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هو استعداد أوكرانيا للدفاع عن نفسها، مشيرة إلى أن هذا هو السبب الوحيد وراء إرسال برلين أسلحة إلى كييف.
وقالت وزيرة خارجية ألمانيا، في مقابلة مع صحيفة "راينش بوست" الألمانية "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مدى ضآلة اهتمامه بمحادثات السلام.. وألمانيا ارتأت منذ بداية هذا النزاع ضرورة عدم الاعتماد على مبدأ الأمل".
وشددت على أن الهدف الأول الآن هو وقف إطلاق النار حتى لا تتعرض المدارس والمستشفيات للقصف مرة أخرى، كما شددت على ضرورة مغادرة القوات الروسية لأوكرانيا، وارتباط ذلك برفع المجتمع الدولي لعقوباته المفروضة على روسيا.
وأضافت بيربوك "الموقف الدولي ضد روسيا لا يتعلق فقط بالتضامن مع أوكرانيا.. الأمر يتعلق أيضًا بسلامتنا وسلامة أطفالنا، مواقفنا الآن سواء استسلمنا للعدوان أو دافعنا عن قواعد ميثاق الأمم المتحدة، ستشكل النظام العالمي والظروف الأوروبية على مدى السنوات العشر أو العشرين القادمة".. مؤكدة أن أوكرانيا هي الوحيدة التي تقرر مفاوضات السلام.
ورأت أن الرئيس الروسي يخالف القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي "بأبشع الطرق"، متابعة: "استخدام الأسلحة النووية سيشكل تهديدا للجميع حتى مستخدميها".
كما أكدت أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تمثل نقطة تحول، وأنه من الضروري إعادة ضبط السياسات الأوروبية بعدها.. موضحة أن ألمانيا تعيد صياغة استراتيجية أمنها القومي لتكون قادرة على الدفاع عن نظام السلام الأوروبي.
ولفتت إلى أن قرار توريد الأسلحة إلى أوكرانيا لم يكن قرارا سهلا بالنسبة لبرلين، قائلة "أعتقد أنه القرار الوحيد الصحيح في لحظة الظلم، فإن الابتعاد يعني الوقوف بجانب المعتدي".
وحول إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قالت وزيرة خارجية ألمانيا "إنه لطالما كانت هناك مقترحات لإعادة هيكلة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بحيث تمثل الهيئة سكان العالم أكثر"، مشيرة -في الوقت ذاته- إلى أن الوضع الحالي يجعل الإصلاح أقل احتمالا.
واختتمت: "من الواضح أن مجلس الأمن لا يعمل في الوقت الحالي، ذلك لأن روسيا تبتعد عن كل ما تم إنشاء مجلس الأمن من أجله بالفعل، حيث أن امتلاك حق النقض كعضو دائم في مجلس الأمن ليس امتيازا فحسب، بل إنه أيضا مسؤولية للحفاظ على السلام العالمي، وروسيا تفعل العكس في أوكرانيا.. وحتى لو لم تكن الأمم المتحدة في وضع جيد الآن، فالأمر متروك لنا للدفاع عن القانون الدولي".