”ساكنة بك“.. أول وأخر امرأة مصرية تحصل على لقب البكوية
لقب البكوية محفور في أذهاننا منذ الصغر مثلما في شاشات التليفزيون والسينما أن هذا اللقب مقتصر على الرجال فقط وهو لقب تركي معناه السيد أو الأمير أو ذو شأن عظيم وهي تلفظ (بيه)، كان يستخدم في الدولة العثمانية، ويستخدم كمان في العديد من اللغات والبلدان، وكانت تطلق على كبار موظفي الجيش بحريا وبريا وتوسع فيها حتى صارت تعطى كلقب تشريفي بدون مراعاة وظيفة أو وراثة، لكن هل تعلم عزيزي القارئ أنه يوجد امرأة وحيدة هي من حصلت على هذا اللقب.
ساكنة بك
ولدت ساكنة في الإسكندرية سنة 1801 م، ونزحت للقاهرة وهى صغيرة السن، وتعتبر أقدم المغنيات فى العصر الحديث بعد مجموعة مغنيات العصر المملوكي بدأت الغناء في عهد محمد علي باشا وكانت أول مطربة تظهر في عهد الخديوي عباس الأول.
كانت متعلمة لبقة الحديث عذبة اللسان وذكية، متديّنة تحفظ القرآن وقارئة له بصوت عذب، ولشيوع كل هذا عنها أصبحت ممن يدعى إلى القصور لإحياء المناسبات وأضحت تحيي الليالي في قصور الأمراء كما غنت في فرح أبناء إبراهيم باشا، كما ذاع صيتها فى عصر عباس الأول ثم سعيد باشا.
اقرأ أيضاً
أما سبب تسميتها "ساكنة بك" فقيل أن الخديوي إسماعيل ناداها مره بـ"ساكنة هانم" فاغتاظت الأميرات فغاظهم أكثر وناداها بـ "ساكنة بك" وأصبح اللقب مقرونًا باسمها حتى ماتت.
كانت "ساكنة بك" تفتح مضيفتها للزائرين تقرأ لهم القران في ليالي رمضان والمناسبات الدينية وعرف عنها الكرم على الناس الى حد التبذير، كما كان يصرف لها جراية شهرية من البلاط، ويقال أنها أول من كان لها هذا من النساء، ومن المعروف أن البلاط كان يدفع راتبًا شهريًا للكثير من أهل الأدب والنغم والفن انذاك.
وتوفيت إما أواخر عهد الخديوي توفيق أو أوائل عهد الخديوي عباس حلمي الثاني بين سنة 1892 وسنة 1898، ووافاها الآجل اثر مرض مفاجىء ألم بها، وماتت دون أن تترك ثروة من ورائها.