بقلم : هند الصنعاني
النكافة والكلاسة والكسال...مهن تقليدية لن تراها إلا في المغرب
*النكافة
تعتبر عادات وتقاليد الزواج في المغرب من أجمل العادات والتقاليد في العالم، حيث تعتبر العروس ملكة الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام متتالية كل يوم يختلف عن الآخر.
تلبس العروس المغربية يوم عرسها ازياء مختلفة، وتكون "النكافة" هي السيدة المسؤولة عن ذلك، فترتدي قفاطين واكسسوارات من الذهب الخالص.
وتلعب "النكافة" دورا مهما في الأعراس المغربية حيث لا يمكن التخلي عنها فهي التي تتولى تقديم العروس للمدعويين وهي التي تسهر على ترتيب كل ما يتعلق بإبراز العروس في أبهى الحلل وأجمل مظاهر الزينة والبهاء، كما أنها ترافق العروس صحبة صبياناتها يسرن خلفها ممسكات بتلابيب الثوب الذي تمشي به العروس وسط المدعويين بزهو وخيلاء يزغردن ويرددن العبارة المغربية الشهيرة:"الصلاة والسلام على رسول الله لا جاه الا جاه سيدنا محمد، الله مع الجاه العالي...".
الكلاسة عند حمام النساء والكسال عند حمام الرجال
إن الحمام المغربي التقليدي بالنسبة للمغربيات لم يكن فقط مكانا للاستحمام، وإنما فضاء خاص تلتقي فيه النسوة بكل حرية، بعيدا عن مشاكل البيت والاسرة، فضاء تفرغ فيه النساء همومهن ويستمعن فيه أيضا للنصائح والارشادات والتجارب التي يتلقينها من طرف المستمعات.
في حمام النساء بالمغرب، تكون المرأة تحت إمرة “الكلاسة” ، اما الرجل فيكون تحت إمرة "الكسال" الذي غالبا ما يتسم ببنية قوية تساعده على تحمل حرارة "البرمة"(عبارة عن صهريج كبير مملوء بالماء الساخن ويكون في الصالة الأكثر حرارة) والمكوث أطول مدة داخل الحرارة المفرطة.
للكلاسة و الكسال نفس المهام داخل الحمام المغربي، بمجرد أن يطلب الزبون أو الزبونة خدمة "الكسال" أو"الكلاسة" يتسلمان زمام الأمور، يغسلان المكان اولا، يأمران الزبون أوالزبونة بالجلوس ريثما يسخن الجسم، ويذهبان لجلب الماء من "البرمة"، يطلبان منهما الاستلقاء لبدء عملية "الحك" أو الدعك، بواسطة خرق سوداء (الليفة المغربي) يدعكون بها الأجسام لتحرير المسام الجلدية مما علق بها من إفرازات سوداء تكبر شيئا فشيئا ثم تسقط على الأرض.
الكسال، خبير بالتجربة فيما يخص العضلات والمفاصل والعظام، يقوم تارة بالصغط ومرة أخرى بجر أعضاء الجسم محدثا في بعض الأحيان أصوات طرطقات العظام، دليلا على أن جسم الزبون قد استفاد من حرارة الحمام، وهكذا يكون الزبون قد استفاد من الكسالة والتدليك في آن واحد وبثمن مناسب فينصرف إلى "الكلسة" (بهو الحمام، أو المكان الذي يلبسون فيه الملابس) حتى يستعيد أنفاسه من جديد ويعود غالبا في الحال إلى بيته خلافا لعادة النسوة.