محمد الغيطي يكتب.. نساء السوشيال ميديا
في شهر المرأة لابد أن نطرح هذا السؤال.. ماذا حدث للنساء في عصر السوشيال ميديا..؟.
الإجابة تحتاج لدراسات عميقة خصوصًا والأبحاث تشير أن معظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا من النساء وتزداد عدد الساعات التي تقضيها المرأة على الفيس بوك في الدول النامية التي ينخفض فيها التعليم ثلاثة أضعاف النساء في الدول الغربية، وفسرت الدراسات هذه النتائج لأن المرأة في العرب تنخرط في العمل والانتاج أكثر من بنات حواء في الدول النامية، والملاحظ من خلال مراقبتي لتواجد المرأة المصرية والعربية على السوشيال أنهن غير مشغولات بقضايا علمية أو ثقافية أو قراءات تساهم في النضج الفكري أو الابداعي وانما ستجد الطبخ والموضة والجري وراء التريند هو ما يشغل الحيز الأكبر من تفكيرهن.
وهذه مصيبة تؤكد كيف أدت السوشيال ميديا لتسطيح العقول، والغريب أنه في الوقت التي ساعدت السوشيال ميديا الشعوب الغربية في نقل الثقافة وترويج القراءة الالكترونية والثقافة أدت عندنا لكارثة وهو ضياع الوقت واهداره في النميمة والفضائح وهذا هو الفارق بيننا وبين الغرب، نحن نحتاج لدراسات، توضح لنا لماذا يصدر لنا الغرب التكنولوجيا فندمر بها هويتنا وهم يعمرون بها مجتمعاتهم وينهضون، في مصر وحتى الستينات كانت الفتاة تتصدر التعليم والثقافة وكانت المدرسة فيها كل الانشطة الرياضية والفكرية للبنات، كانت الفتيات يمارسن الباليه مع ركوب خيل وجمباز وسباحة وموسيقى ومسرح وخطابة، وكان الزي معتدل والتحرش، لا يسمع عنه، اليوم، الجهل بنسبة تتجاوز الثليثين بين النساء والحجاب والنقاب انتشر والأخلاق فسدت والتعليم والثقافة والفن تراجعت.
اقرأ أيضاً
- في عيد الأم.. محافظ أسوان يقرر زيادة المنتفعات من المساهمات النقدية إلى 150 سيدة
- «بنوعدك ما تطلقي».. إعلان لشركات الأرز يشعل ثورة غضب النساء
- جامعة عين شمس.. بالصور «كلية آثار» تحتفل بيوم المرأة المصرية
- ”ثقافة الأقصر” تطلق سلسلة محاضرات عن الأسرة وقيم المواطنة
- في عيد الأم.. رسالة دنيا سمير غانم لـ”والدتها ” تشعل السوشيال ميديا
- الأقصر.. مستشفى إيزيس تبدأ تشغيل وحدة أورام النساء والكشف بجهاز الماموجرام
- منى باروما تكتب.. أنا سورة النور والنساء ومريم والمجادلة
- مفتي الجمهورية السابق يفجر مفاجأة بشأن المساواة بين المرأة والرجل
- امرأة تطلب من زوجها 50 ألف دولار لإنجاب طفل منه.. لسبب صادم
- في شهر المرأة.. مهرجان الجودة والتميز يكرم الفنانة سوسن بدر
- كفاية كلاسيك.. الكُحل الملون أبرز صيحات موضة مكياج 2022
- حدث تاريخي.. البابا فرنسيس يصدر دستورا جديدا يسمح بترؤس النساء إدارات في الفاتيكان
السبب حسب الدراسات هو الفكر الوهابي والسلفي الذي دعمه السادات منذ السبعينات وثقافة الجزيرة العربية التي طمست الهوية المصرية للمرأة، مصر حكمتها أكثر من مائة ملكة، مصر عرفت أول طبيبة في العالم، سيشات وأول عازفة هارب وأول، فيلسوفة وعالمات رياضيات، علمت العالم القديم هيباتيا، مصر عرفت أول ممرضة علمت أمهات أوروبا النظافة والاستحمام هي الراهبة فيرينا، كما علمت زوجة النبي محمد مارية القبطية نساء الجزيرة العربية دخول الحمام المبني في المنزل بعد أن كن يقضين حاجتهن في الخلاء، مصر عرفت أول عالمة ذرة، سميرة موسى، وأول مصممة أزياء، ميرسي عنخ ابنة خوفو في الأسرة الرابعة، مصر عرفت أول مؤسسة للجامعات الأميرة فاطمة أسست جامعة القاهرة وجامعة اسطنبول باموالها، وعرفت أول صاحبة صالون ثقافي الاميرة نازلي فاضل التي واجهت تخلف تركيا وأسست جامعة تونس وجمعيات حقوق المرأة في مصر وتركيا وشمال افريقيا، واخذ منها قاسم أمين أفكار كتابه تحرير المرأة والمرأة الجديدة، مصر هدى شعراوي وصفية زغلول وسيزا نبراتي وانجي افلاطون ولطيفة الزيات، ونوال السعدواي ورضوى عاشور، سلسال ذهب نفتقده اليوم بعد أن ضاعت البوصلة وتصاعد التخلف وجعلت الوهابية والفاشية الدينية من صوت المرأة عورة ومن ملابسها أم القضايا وبينما أوروبا أخذت من حضارتنا أن المرأة انسان قادر على كل ما يفعله الرجل، وديننا الحنيف كرم المرأة بكل الطرق، لكن لازلنا أسرى فتاوى الجهل التي تصر ان نعيش في العصور الوسطى، وتعيد عجلة الزمن للخلف والعالم يقفز ونحن محلك سر، كل عيد وأنتن يقظات يا نساء مصر.