الجمعة 22 نوفمبر 2024 10:18 مـ 20 جمادى أول 1446هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
رياح وأمطار واضطراب حركة الملاحة.. الظواهر الجوية المتوقعة الأسبوع المقبلوزارة التضامن: استمرار عمليات التقديم لحج الجمعيات الأهلية حتى 28 نوفمبرالهلال الأحمر يواصل مبادرة «بإيديك تنقذى حياة» بالتعاون مع التضامن الاجتماعيشريف توفيق مديرًا عامًا لخدمة العملاء بالشركة القابضة لمصر للطيران25 شهيدًا وعشرات المصابين فى قصف إسرائيلى على مناطق متفرقة من غزةالصحة: خروج جميع مصابى انقلاب أتوبيس دير الأنبا أنطونيوس بعد تحسن حالتهمإغلاق السفارة الأمريكية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقةدرجات الحرارة المتوقعة حتى الأربعاء المقبل: الصغرى بالقاهرة تنخفض لـ14مجلس الوزراء ينشر فيديو عن «التأمين الصحى الشامل.. مستقبل صحة مصر»بنما تقرر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جبهة ”البوليساريو“ الانفصاليةالكرملين: إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن المنتهية ولايته تتجه نحو التصعيددرجات الحرارة المتوقعة اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 فى مصر
أنا حوا خاص أنا حواء

المخرج والناقد المغربي عبدالإله الجوهري لـ«أنا حوا»: لابد من تغيير نمط المرأة العربية في السينما

عبدالإله الجوهري
عبدالإله الجوهري

عبدالإله الجوهري، مبدع مغربي من درجة فارس، اختار الأصعب وهو أن يكون شاملًا لكل الفنون السنيمائية، ارتدى قبعة المخرج والناقد، نظرته مختلفة ويقال أنها دقيقة فيما يخص عالم السينما ليس فقط بالمغرب بل في العالم العربي، من أهم أعماله "العبد" الذي يعد الثالث في مساره السينمائي الروائي الطويل والعاشر ضمن قائمة الأفلام التي أشرف على إخراجها منذ 2011 من بينها "الراقصة"، "رجاء بنت الملاح"، "مغاربة بوليوود".

- أنا حوا: أين وصل النقد السينمائي اليوم؟.

- الجوهري: النقد بألف خير في العالم الغربي (أوروبا وأمريكا)، تشهد على ذلك الطفرة النوعية التي يعرفها من خلال الكم الكبير من المجلات والمواقع التي تعتني به وتعطيه مكانة اعتبارية كرافد هام من روافد الصناعة السينمائية، وهي مجلات ومواقع عالمية أصبحت ليست مرجعًا لمعرفة السينما وتطوراتها في العالم الغربي فقط، بل مرجعًا أيضًا لكثير من نقادنا العرب، ليس كمجال للمعرفة والاستفادة ومعرفة الجديد، وإنما أيضًا للسرقة والسلخ والنحل، مما يقودني لقول أن النقد في عالمنا العربي ليس بخير، لأنه نقد يراوح مكانه من حيث الكتابة والتنظير، يعيش على المفاهيم القادمة من وراء البحار ويعيد صياغتها دون الاشارة لمراجعها، من جانب آخر، هناك هيمنة في عالمنا العربي للنقد التوصيفي الإنشائي الذي تهيمن عليه مفاهيم أخلاقية بعيدة عن عوالم السينما وكتابتها القائمة على الاحتكام للنص الفيلمي في أبعاده الفنية والتقنية، أي نقد لا يهتم بالعمل السينمائي، بقدر اهتمامه برسائله ورهاناته الأخلاقية، وذلك لأن أغلب النقاد عندنا قادمون من مجالات أدبية ولا علم ولا معرفة لجلهم بميكانيزمات صناعة الأفلام والمراحل التي يقطعها حقيقة عبر مراحله المختلفة.

اقرأ أيضاً

ومع ذلك يمكن أن ننظر للجانب المملوءة من الكأس، ونقول، أن هناك بعض الأقلام المحترمة في عالمنا العربي، تجاهد لكي ترسي معالم نقد حقيقي، لكنها على العموم قليلة وموزعة على خارطة عربية مشتتة من حيث التعاون والاشتراك في صياغة رؤى عربية تؤسس لنقد عربي محترم فنيا وفكريا.

- أنا حوا: هل هناك علاقة بين الثورة التقنية والنقد؟.

- الجوهري: طبعًا هناك علاقات بين الثورة التقنية والنقد السينمائي، وهي علاقات جد مرتبكة في المرحلة الراهنة، لأنها تبحث عن سبل التواصل والتكامل والتقعيد، فسينما الثورة التقنية المعاصرة تتطلب نقدًا جديدًا، نقدًا يعي عمق المستجدات ويفهم الكيفية التي تصنع بها الأفلام في المختبرات التقنية بدل الاستوديوهات السينمائية، كما كان الأمر في الماضي. وإذا كان الغربيون قد وعوا حجم وعمق هذه المستجدات، وخلقوا لها مواقع ومجلات ومختبرات للقراءة والتحليل، فإن النقد العربي لا زال يراوح مكانه بحيث لم يدخل بعد عصر هذه التحولات، ولازال الناقد عندنا يقرأ أفلام من طينة "سبايدرمان" أو"القناع" أو "آفاتار" المعتمدة بشكل كبير على الرقمية في صناعتها، بأدوات تقليدية تروم تفكيك المعنى والرسائل بدل الوقوف على الجوانب التقنية والمؤثرات البصرية، وكمية الإبهار المستجدة، والدلالات العميقة لمجل التحولات الحضارية للإنسان المعاصر.

- أنا حوا: تغزلت في محافظة الأقصر لدرجة أنك قلت مغربية.. كيف عشت الأجواء الفنية خلال فعاليات الدورة 11 لمهرجان السينما الإفريقية، خصوصًا أن المغرب كان ضيف شرف هذه الدورة؟.

- الجوهري: دون ملاججة أو مزايدة في الكلام، يمكن أن أؤكد أن مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية اكتسب شرعيته الابداعية ووجوده الفعلي، من خلال الاشتغال الجاد الهادف، اشتغال يروم خدمة سينمانا الافريقية التي تجد عنتا كبيرًا في الوصول لجماهيرها. وما يميز هذا المهرجان عن غيره من المهرجانات التي تحتفي بسينما القارة السمراء، أنه يقدم فعلًا سينما افريقية لشباب افريقي موهوب، سينما بطموحات وطنية حقيقية، وليست السينما "الإفريقية"المصنوعة برؤى غربية معتمدة كليا على دعم الصناديق الأوروبية. فكثير من مهرجانات قارتنا، وللأسف، سقطت بين براثن بعض اللوبيات الخاضعة للموزعين الأوروبيين والصناديق الأوروبية، وهي لوبيات نجدها توزع نفس الأفلام في القاهرة وقرطاج وخريبكة، وحتى في واغادوغو السينمائي، المهرجان الإفريقي العريق، الذي من المفروض أن يدافع عن سينمانا وعن زحف التصورات التي تروم تقديم نفس الصور الغريبة التي تشوه مجتمعاتنا وتراثنا وتقاليدنا، صور تصنعها السينما التجارية بكثير من الخبث الكلونيالي.

أما من حيث أجواء الدورة 11، فأقول بكل صدق، أنني كنت سعيدا بالتواجد والمشاركة، نظرا لنوعية الأفلام والأنشطة، وقبل كل هذا حفاوة الاستقبال من طرف المنظمين، وساكنة مدينة الأقصر التاريخية الجميلة، استقبال نالت منه السينما المغربية النصيب الأكبر، وهذا يعود لعمق العلاقات التي تربط السينمائيين المغاربة بالسينمائيين المصريين، وقبل ذلك عمق العلاقات المغربية المصرية التاريخية.

- أنا حوا: شعورك وأنت تتسلم درع تكريم المنتج والمخرج المغربي الكبير محمد إسماعيل وكيف كانت علاقتك به؟.

- الجوهري: محمد اسماعيل مخرج ومنتج مغربي أصيل، وتكريمه في مصر هو تكريم للسينما المغربية والسينمائيين المغاربة، واختياري لتسلم درع المهرجان، نيابة عن أسرته الصغيرة وعائلته الفنية الكبيرة، شرف كبير لي، خاصة وأن الراحل كانت تجمعني به علاقة خاصة، بل كان يعتبرني ابنا من ابنائه، ولم يكن يبخل علي في بداياتي السينمائية بأي شيء، ماديًا ومعنويًا. وبالتالي أنا جد سعيد بهذا التكريم، واستغل المناسبة لأقول للقائمين على مهرجان الأقصر السينمائي شكرا كرا، وللشعب المصري ألف ألف شكر.

- أنا حوا: هل يمكننا أن نرى مشاريع سينمائية كبيرة مشتركة بين مصر والمغرب؟.

- الجوهري: أتمنى من أعماق القلب أن يتحقق حلم الإنتاج المشترك بين المغرب ومصر، بل انتاج مشترك بين مختلف الدول العربية، حلم تواجهه الكثير من الصعوبات الإنتاجية، والهواجس المتحكمة في كل بلد عربي على حدة، هواجس تخص خلق فضاء سينمائي واحد يتجاوز المشاكل الإدارية البيروقراطية، وقبل ذلك مشاكل الإنتاج المادية الصعبة، ثم التوزيع الذي يعد الحاجز الأكبر. مثلا الإخوة الموزعون في مصر يعتبرون اللهجة المغربية جد صعبة، وبالتالي لا يغامرون بتوزيع الفيلم المغربي في القاعات السينمائية المصرية، عكس المغاربة الذين يوزعون بعض الأفلام المصرية في القاعات السينمائية المغربية، لكن عددها يبقى جد قليل، اقل من تطلعاتنا في سوق سينمائية واحدة موحدة.

مؤخرًا بدأنا نتابع تصوير بعض الأعمال السينمائية والتلفزية المصرية بالمغرب، من بينها فيلم "المرسي أبو العباس" للمخرج عمرو منصور الذي تحقق سنة 2015، وفيلم "كازابلانكا" للمخرجين بتير ميمي وعبد الرحمن ابو غزالة الذي صور سنة 2019، الذي حقق نجاحات في القاعات المصرية، وهناك مشاريع أخرى قيد التحقق، نتمنى أن تكون بداية لتعاون حقيقي بين بلدين يجمعهما الحب وروح التعاون.

- أنا حوا: كيف طرحت السينما مشاكل المرأة، اتكلم عن السينما العربية عموما والسينما المغربية خاصة؟.

- الجوهري: السينما العربية بشكل عام، والسينما المغربية بشكل خاص، ككل سينمات العالم، تعاملت بأشكال مختلفة متباينة مع قضية المرأة، بمعنى أن هناك أفلاما انتصرت لكل ما هو نسائي، من خلال تقديم صور إيجابية فيها الكثير من الوعي بدور المرأة في بناء المجتمع وتجذير مكانتها كفاعل أساس في كل مناحي الحياة، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة والحبيبة، أي انها صورت كعنصر حيوي يمد الحياة بنسغ الوجود وينشر مفاهيم السعادة في حياة الرجل لأنها نصفه التي لا محيد عن حبها واحترامها. في نفس الآن هناك أفلام تجارية فجة توسلت بخطابات سطحية ساذجة، رامت تكريس صور نمطية عن واقع المرأة، من خلال تقديمها كبضاعة، وتوظيف أنوثتها وجمالها فقط لاصطياد أكبر عدد من الجماهير.

من بين الأفلام المغربية الأكثر انحيازا للمرأة، الأفلام التي تنبع من كتابة سينمائية تهدف إلى ملامسة مستويات الوعي لدى جمهور عالم عارف نذكر أفلام: "وشمة" لحميد بناني، و"الشركي" لمومن السميحي، و"عرائس من قصب" للجيلالي فرحاتي، و"بادس" محمد عبد الرحمن التازي، و"نساء ونساء" لسعد الشرايبي.. أفلام تعتمد على رؤى فكرية واضحة تعكس صراع الأفكار حول تحرير المرأة ومنحها المكانة التي تستحقها.

أما الأفلام التي قدمت صورة المرأة الخاضعة لمتطلبات السوق، فتمثلها مجموعة تجارب فيلمية تجارية، مستوحاه من الأفلام الاستعراضية المصرية والهندية، بل وحتى بعض المسلسلات الميكسيكية الصابونية والتركية الرديئة، نذكر منها على سبيل المثال: "الصمت اتجاه ممنوع" و"دموع الندم"، و"للا شافية "، و"الجمرة"، و"مصير امرأة"، و"دوار الكلاب"، وغيرها كثير يصعب حصره في هذا المقام.

- أنا حوا: هل تغيرت الصورة النمطية للمرأة في السينما العربية والمغربية؟.

- الجوهري: أبدًا، الصورة النمطية لا زالت مهيمنة على انتاجاتنا السينمائية العربية، بل بالعكس زادت حدتها بسبب الهجمة الشرسة التي نتعرض لها من طرف جهات اعلامية متواطئة تستفيد من تنميط أذواقنا وجعلنا لا نهرب من هيمنتها، تنميط يروم جعل من كل شيء في الوجود سلعة قابلة للبيع والشراء، ولعل المرأة كانت ولازالت الأكثر عرضة للتشويه ومسخ صورتها، ومحاولات تقديمها كجسد دون روح، جسد للإغراء والبيع والشراء وليست كيانا إنسانيا مساهما في بناء المجتمع.

التلفزيون لعب دور كبير في هذا التنميط، والسينما أكملت المهمة، لهذا نجد اليوم هيمنة شبه مطلقة للأفلام التجارية التي تقدم المرأة في صور منحطة، والأغرب من ذلك، أننا نجد بعض النسوة يساهمن في صنع هذا التنميط بأفلام تقدم المرأة كشيء مسيء. لكن في المقابل هناك أصوات ابداعية، وإن كانت قليلة، تجاهد لتقديم صور مختلفة عما عودتنا عليه سينما الإغراء والبيع والشراء، سينما أخرى مصنوعة بكثير من الوعي والحب لنصف المجتمع، النصف الأكثر أهمية، والأكثر روعة في الوجود.

- أنا حوا: كيف يمكن للإبداع السينمائي أن يساهم في نصرة قضية المرأة؟.

- الجوهري: الابداع السينمائي من أدواره الكبرى مناصرة كل القضايا العادلة، ولعل قضية المرأة من بين القضايا الأكثر عدلا، لاعتبارات متعددة أهمها أن المرأة نصف المجتمع، بل نصفه الأهم، فهي المربية والمعلمة ومنبع الحنان الذي يعطي للحياة المعنى الحق، ولا يمكن أن نبني مجتمعًا حرًا قادرًا على الترافع والتدافع في عالم يشتد فيه الصراع دون أن يكون للمرأة فيه المركز القوي.

الحياة سينما، والسينما جمال، والجمال امرأة.. وبالتالي لا بد لمن يحترم نفسه ومجتمعه ووجوده أن يحترم كيان المرأة ويساهم في محاربة كل أشكال التمييز والتنميط ضدها، المرأة لأنها الأم والأخت والابنة والزوجة والحبيبة، وبالتالي لابد من ابداع أفلام تكون فيه المرأة هي مركز الأحداث ومرجع الحب والحنان.

- أنا حوا: أين وصلت سينما المرأة اليوم في المغرب؟.

- الجوهري: صناعة السينما في المغرب لا تزال تراوح مكانها، بسبب مشاكل انتاجية وأخرى تتعلق بالتوزيع، سينما ناشئة تتصارع لاثبات ذاتها في عالم يعج بسينمات عالمية قوية. وبالتالي هناك تأثير واضح على ولوج المرأة المغربية سوق الإنتاج والإخراج والتمثيل.

عدد السينمائيات المغربيات اليوم قليل مقارنة بعدد السينمائيين الرجال، وإن كان منهن الرائدات كفريدة بليزيد وفريدة بورقية وسيمون بيتونويزة جنيني وليلى الكيلاني وليلى المراكشي، وأخريات شابات نذكر منهن بالأساس جيهان بحار وسلمى بركاش وأسماء المدير ومريم آيت بلحسين وغيرهن، مخرجات يصارعن الزمن، ويتقاتلن في مجتمع ذكوري لا يرحم، من أجل صناعة سينما خاصة بهن تعكس واقعهن، وتكرس مكانتهن كمبدعات متفردات متميزات مقارنة بما يصنعه الرجال.

- أنا حوا: هناك فئة كبيرة وفي نظري مهمشة تعاني فيه الصمت المرأة المهاجرة، كيف يمكن للسينما العربية ان تخدم هذه الفئة التي تعاني من مشاكل قانونية خصوصًا؟.

- الجوهري: المرأة المهاجرة، تعيش مشاكل مضاعفة في بلاد المهجر، مقارنة بمشاكل الرجال المهاجر، بل تعيش في ظل مشاكله، وتتحمل ضعف ما يتحمله من عذابات الاستغلال والغربة، وبالتالي نادرا ما نجد أفلاما تركز عدستها على واقع هاته النسوة العائشات في الظل، ظل مجتمعات أوروبية تتفنن في استغلالهن في حقول جني الفواكه، كما هو الحال في اسبانيا، أو في المعامل والمكاتب الإدارية كنسوة يقمن بأعمال التنظيف في كل البلدان الأوروبية. صحيح أن هناك أفلام حاولت تصوير واقع بعضهن لكنها جد قليلة تعد على رؤوس الأصابع، لعل من أشهرها في اعتقادي فيلم "الأحد، إن شاء الله" للمخرجة يامينة بنغيغي، وأفلام أخرى من صنع بعض المخرجين الأوربيين أنفسهم، كفيلم "فاطمة" للمخرج الفرنسي ميشي فوكون. وبالتالي مطلوب اليوم من المخرجين العرب أن يوجهوا كاميراتهم نحو نساء المهجر العربيات، لأن قصصهم المختلفة تستحق أن تحكى، لأنهن يعشن في عالم من الصمت القاتل والبؤس العاطفي الحزين الذي لا يلتفت له أ حد إلا نادرا رغم ادوارهن الكبيرة في مساندة الرجال.

- أنا حوا: هل مازال هناك اختلاف بين السينما المصرية والمغربية اليوم؟ولو هناك كيف يمكننا تطوير السينما المغربية لتأخذ مكانة عربية على الأقل؟.

- الجوهري: لا اختلاف من حيث المواضيع وأساليب المعالجة، لكن هناك اختلاف جد واضح من حيث الغيات والأهداف. السينما المغربية سينما مؤلف تشتغل على قضايا ذاتية، وتهدف إلى اثبات الحضور الوازن في المهرجان العربية والدولية، ولا تراهن بشكل كبير على القاعات السينمائية والتوزيع ومعانقة الجمهور بشكل واضح، وذلك لعدم وجود سوق محلية مغربية حقيقية قادرة على احتضان وتسويق الفيلم المغربي وجعله منتوجا مربحا، بينما السينما المصرية سينما جماهيرية، هدفها الأول القاعات السينمائية واعجاب الجمهور المصري والعربي، أي صناعة سينمائية جماهيرية، وإن أصبحت خلال السنوات الأخيرة فاقدة للهدف الذي سطره كبار المخرجين المصريين سنوات الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي، نعم فقدت رونقها وتألقها وجماهريتها الكبيرة التي كانت تمتلكها من قبل وتأثر من خلاله على الجماهير العربية الواسعة، وذلك يعود لأسباب مصرية ذاتية تتعلق بالإنتاج والإكراهات السياسية الطاغية، وأخرى موضوعية ناتجة عن التحولات الحاصلة في المشهد السينمائي العالمي، وأيضا المنافسة الحاصلة بين السينمات العربية التي بدأت تغطي بشكل كبير على توزيع الفيلم المصري في السوق العربية وتغري المشاهد بأنماط وانواع سينمائية جديدة.

السينما المغربية، اليوم أصبح لها مكانة محترمة خارجيا، خاصة في المهرجانات العربية، حيث تحضر بقوة وتفوز بالجوائز بشكل لافت، لكن داخليا لازالت لم تستطع ربح رهان الجمهور، وذلك لانعدام سوق مغربية حقيقية بقاعات كافية لاستقطاب الجمهور المغربي. ومن أجل تحقيق هذا المطلب لابد من إرادة سياسية حقيقية تجعل السينما في صلب الاهتمامات التعليمية والتربوية بالمدرسة المغربية، وأن تفرد لها الدولة المزيد من مساحات الاشتغال والانتشار ببناء قاعات كافية تستطيع احتضان تطلعات الجمهور المغربي في معانقة سينماه الوطنية.

- أنا حوا: هل من الممكن أن تحدثنا عن الفيلم السينمائي "العبد" وهل هو آخر أعمالك؟

- الجوهري: "العبد" هو عاشر فيلم سينمائي أحققه لحد اليوم ضمن مجموع ما انجزت من افلام روائية قصيرة ووثائقية وأشرطة روائية طويلة، وهو الفيلم الروائي الطويل الثالث في مساري بعد فيلمي "ولولة الروح" و"هالا مدريد فيسكا بارصا"، فيلم يسعى لمناقشة موضوع الحرية في المجتمعات المعاصرة التي يعتقد أفرادها أنهم يعيشون أحرارَا، لكن في العمق نجدهم عبيدًا لقوانين ومؤسسات رأسمالية قاتلة، أقنعتهم بأنهم أحرار، من خلال استبدال لفظة "عبد" بلفظة "عامل"، ذلك من خلال قصة شاب اسمه ابراهيم يأتي لبلدة نائية ويعرض نفسه للبيع في سوق عمومي، لأنه يحس أنه لا يعيش في مجتمع حر، شاب يبحث عن حريته بأشكال مختلفة، بدءا من علاقته بالله، مرورا بتواصله مع البشر والمجتمع، ليجدها في الحب، حب امرأة تعلمه معنى أن يكون انسانا.

- أنا حوا: بالنسبة لك ماهو مفهوم الحرية، وهل تشمل الحرية الجنسية، وهل يمكننا أن نراك في عمل يدعم المثلية الجنسية؟.

- الجوهري: الحرية جزء لا يتجزأ، يعني بكل وضوح، أنا مع معاني الحرية بكل تجلياتها حتى الجنسية منها، لكن دون أن تتحول هاته الحرية لما يشبه فوضى أو وسيلة لمصادرة حريات الآخرين والتطاول على قناعاتهم واستفزازهم، لأن الحرية تتأسس بالأساس على الوعي الخلاق، وعلى الفهم الصادق في أن يعيش الفرد حياته دون أن يسيء للآخر، بل يمد له اليد ويساعده في أن يستقل سبيله الخاص.

الحرية هي جوهر الحياة، وطريق الكرامة الإنسانية التي يجب أن نناضل من أجل تكريسها وحمل مشعلها للأجيال القادمة، ولا يتم ذلك إلا من خلال تعليم متفتح قادر على جعل كل واحد منا يحترم قناعات الأخرين، ويناضل من أجل يمارسوا حيواتهم ومعتقداتهم بكامل الحرية.

أما مسألة دعم المثلية الجنسية، فأنا لا يهمني مضمون أي الفيلم إلا من حيث ابداعيته، بمعنى أنا أدعم كل فيلم جميل مصنوع بحرفية لا نحس معها أن موضوع المثلية مقحم من أجل أغراض لا فنية أو لا انسانية. كل فيلم جميل، مهما كان موضوعه أو صانعه، سأدعمه وأصفق له بغض النظر عن موضوعه أو عن صاحبه، مادام يراهن على الفن والسينما،وابداعية الموضوع والمعالجة أولًا وأخيرًا.

4746e3a7dd7fe277e356e777ddc608cd.jpeg
5fbd374ca469e8e8f13c91d0008e25e0.jpeg
b7bef5957aaea88165ecddb4ee285ab1.jpeg
dfe37dbafbb2ea182ab107373986a3cb.jpeg
عبدالإله الجوهري النقد السينمائي الجوهري المرأة العربية السينما المرأة المغربية مهرجان السينما الإفريقية مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية مصر والمغرب

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 10:18 مـ
20 جمادى أول 1446 هـ 22 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:55
الشروق 06:26
الظهر 11:41
العصر 14:36
المغرب 16:56
العشاء 18:17