كشف حقائق الصور والفيديوهات المتداولة عن حرب روسيا وأوكرانيا
منذ بداية حرب روسيا وأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير من الشهر الماضي، ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بالآلاف من الصور والفيديوهات التي تسجل الأحداث العالمية، بعضها من مصادر موثوقة، وبعضها قد يكون مركبًا، والبعض الآخر قد يكون موثوقاً ولكن تم نشره وربطه بالأحداث الحالية رغم أنه لا علاقة له بها، وقد ادعى ناشروها بإدعاءات وتعليقات مضللة أنها مرتبطة بما يحدث في العالم الآن.
وستقوم بوابة انا حوا بنشر العديد من الصور والفيديوهات التي تم تداولها على عدة أجزاء، مع توضيح حقيقة كل فيديو وصورة وفقاً لخدمات تقصي الحقائق للعديد من الوكالات العالمية المعروفة والموثوقة.
1- حقيقة صورة لرفع العلم الروسي على مدينة خاركيف الأوكرانية
في ظلّ تواصل العمليات العسكريّة الروسيّة في أوكرانيا ولا سيما في مدينة خاركيف الواقعة في الشرق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم صورة قيل إنها تُظهر رفع العلم الروسي هناك.
يظهر في الصورة رجل بزيّ عسكريّ يرفع علماً روسياً على مدخل بناء، بينما جاء في التعليقات المرافقة «رفع العلم الروسي على مقرّ البرلمان المحلّي في خاركيف».
ويأتي ظهور هذا المنشور مع بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا من فبراير الماضي.
ومع الاهتمام العالميّ بالأنباء الواردة من أوكرانيا، ظهرت الصورة بهذا السياق على مواقع التواصل بلغات عدّة حول العالم منها العربيّة والإنجليزية.
وفي الأيام الماضية، تعرّضت المدينة، التي تُعد ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، لقصف تسبّب بدمار في مبانيها ومنشآتها.
لكن الصورة التي تُظهر رفع علم روسيّ لا شأن لها بما يجري حالياً في مدينة خاركيف، وفقاً للوكالة الفرنسية
فقد أرشد التفتيش عنها على محرّكات البحث أنها منشورة في الأول من مارس من العام 2014 على موقع وكالة رويترز.
وبحسب الوكالة، تُظهر الصورة متظاهراً مؤيداً لروسيا يرفع العلم على مبنى السلطات المحليّة بعد اشتباك بين المؤيدين لروسيا والموالين للحكومة الأوكرانية.
وتقع مدينة خاركيف في الشرق الأوكراني على مقربة من الحدود الروسيّة، وعلى بعد 500 كيلومتر من العاصمة كييف.
والتقط مصوّرون لوكالة فرانس برس صوراً من التظاهرة نفسها التي شابتها اشتباكات، من بينها صورة تُظهر العلم الروسي مرفوعاً على مدخل مبنى السلطات المحليّة.
2- حقيقة ظهور الرئيس الاوكراني بالزي العسكري في بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا
تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنّها تظهر الرئيس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقد ارتدى الزيّ العسكري ليواكب التطوّرات الميدانيّة بعد أن شنّت القوات الروسيّة هجوماً عسكرياً واسع النطاق على بلاده.
ويظهر في الصورة الرئيس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالزيّ العسكريّ محاطاً بآليات عسكريّة.
وجاء في التعليق المرافق «الرئيس الأوكراني يرتدي الزيّ العسكري بعد غزو روسيا بلاده«، وذهبت بعض التعليقات إلى امتداح»شجاعة«الرئيس الأوكرانيّ وتفضيله على مسؤولين وقادة عرب.
وبدأ انتشار الصورة مع شنّ القوات الروسية هجومًا على أوكرانيا منفذة عدة ضربات جوية.
ودخلت قوات برية من كل الجوانب إلى الأراضي الأوكرانية بما في ذلك إلى العاصمة كييف، ما أسفر عن عشرات القتلى خلال بضع ساعات، بحسب السلطات الأوكرانية.
إلا أنّ الصورة المتداولة لا تظهر زيلينسكي في ساحة القتال.
فقد أظهر التفتيش أنّ الرئاسة الأوكرانيّة وزّعتها في التاسع من أبريل 2019، وتظهر الرئيس خلال زيارة ميدانيّة في إقليم دونباس.
3- حقيقة فيديو لحريق ضخم في محطة زابوريجيا النوويّة في أوكرانيا
بعد ساعات على عمليات القصف الروسيّة التي أصابت المحطّة النوويّة في زابوريجيا الأوكرانيّة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادعى ناشروه أنّه لحريق ضخم اندلع في هذه المحطّة.
ويظهر في الفيديو حريق كبير في ما يبدو أنها منشأة، وعلّق ناشرو الفيديو بالقول «اشتعال النيران في محطة زابوريجيا للطاقة النووية بعد هجوم روسي».
وأضافت المنشورات «هذه أكبر محطة نووية في أوروبا، وإن حدث فيها إنفجار فسيمتد تأثيره لمساحات لن يتوقعها أحد«.
وحصد الفيديو آلاف التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي في أقل من اثنتي عشرة ساعة وذلك بعد إعلان كييف الجمعة أن القوات الروسية دخلت أكبر محطة نووية في أوروبا بعد تعرضها لقصف ليلاً أدى إلى اندلاع حريق في جزء منها.
ورأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الهجوم لجوءاً من موسكو إلى «رعب نووي» قد يعرض القارة للخطر.
وقالت السلطات الأوكرانية إن نيران دبابة روسية استهدفت محطة زابوريجيا ما أدى إلى اشتعال النيران في مبنى مخصص للتدريب ومختبر، لكن لم يرصد أي تسرب إشعاعي.
وسيطر الجيش الروسي على المحطة لكن «الطاقم يتحكم في مباني الطاقة ويضمن تشغيلها حسب اللوائح الفنية لسلامة تشغيلها»، على حد قول الهيئة التنظيمية للقطاع النووي الأوكراني.
إلا أن فيديو الحرائق المتداول لا علاقة له بالتطورات الأخيرة في أوكرانيا.
فقد أرشد التفتيش عبر محركات البحث إلى أن الفيديو منشور على مواقع إخبارية عدّة بتاريخ 14 أغسطس 2015.
وبحسب هذه المواقع، فإن الفيديو يعود لحريق اندلع في مصنع مواد كيميائية في تيانجين الصينية عام 2015.
ولقي سبعة عشر شخصاً على الأقل مصرعهم وأصيب أكثر من 400 آخرين بجروح في سلسلة انفجارات هائلة وقعت آنذاك في مخزن يحوي شحنة متفجرات في مدينة تيانجين الساحلية في شمال الصين.
4- حقيقة فيديو لطيار روسي يستعرض بطائرته في سماء أوكرانيا
تداول مستخدمون على مواقع التواصل فيديو قيل إنه لطيار روسي يستعرض قوته في سماء أوكرانيا، حيث يظهر في الفيديو ومضات دفاعات جويّة تنطلق في سماء مدينة باتجاه طائرة عسكريّة.
وجاء في التعليق المرافق «طيار روسي يستعرض قوته في سماء أوكرانيا«.
ويأتي ظهور الفيديو في هذا السياق في ظلّ الهجوم الروسي على أوكرانيا برّاً وجوّاً.
حصد المنشور الذي نشرته صفحات عدّة من بينها صفحات صحفيين، مئات المشاركات وآلاف المشاهدات على فيسبوك.
وأعلنت أوكرانيا التي تخوض معارك ضارية في مواجهة القوات الروسية، التعبئة العامة لمحاولة كبح الهجوم الواسع، ودعت مقاتليها لتكبيد المهاجمين أكبر قدر ممكن من الخسائر.
إلا أن الفيديو المتداول لا علاقة له بما يجري في أوكرانيا.
فقد أظهر التفتيش عبر محركات البحث أن الفيديو منشور على قناة في موقع يوتيوب معنية بشكل أساسي بنشر مقاطع من ألعاب فيديو.