زكريا ابراهيم يكتب: نشر الفكر الشاذ في مصر
سؤال : لماذا يحاول أعدائنا نشر فكر الإلحاد و أفكار الشذوذ عموما و كل ما هو شاذ؟؟؟
الإجابة ليست بسيطة و تحتاج منا للرجوع للتاريخ .....من حوالى 50 عام كانت سيناء محتلة و كانت مصر تعانى من آثار نكسة عسكرية و عدونا دول غنية و متقدمة عسكريا و كانوا يحاصرونا اقتصاديا و عسكريا طبقا لفكرهم فى ذلك الوقت و معايير القوة العسكرية و أن السلاح المتقدم يكفل لهم استمرار الإحتلال ..و حتى الحليف فى ذلك الوقت كان يبخل علينا بالتسليح المتقدم و كانت أسلحة جيشنا متأخرة عن أسلحة العدو على الأقل بخمسة أجيال أو أكثر ....فكان العدو مثلا يملك طيران الميراچ2000 الفرنسى الاحدث فى وقته و كانوا متأكدين و مطمئنين أن مصر مستحيل أن تغامر بحرب شاملة بهذا التسليح المتأخر .....
ولكن ......
فجأة فى يوم حار ظهر السادس من أكتوبر 1973 رعدت السماء بكلمة واحدة ( الله أكبر ) ...صرخ بها المسيحى و المسلم و اندفعوا بكل قوة و فرح ...نعم بكل فرح...انفتحت بعدها أبواب الجحيم على العدو و تحطمت أسطورة التفوق العسكرى و وجدا أنفسهم أمام عمالقة بلا اى ذرة من التعقل و بهدف واحد ...النصر أو الشهادة ..
و تغيرت المفاهيم العسكرية بخصوص الجيش المصرى و الشعب المصرى الذى ضرب أروع أمثلة البطولة ....حتى اللصوص توقفوا عن السرقة فى تلك الفترة
تغيرت المفاهيم تماما وتم تحليل أسباب الانتصار و سبب القوة الغاشمة و الشجاعة و الإقدام المصرى فى ذلك اليوم و الانتصار بالرغم من ضعف التسليح و قلة الموارد...
و اكتشفوا أن من أهم و أقوى أسباب الشجاعة و الإقدام المصرى هو المرجعية الدينية و الإيمان بأننا منتصرين سواء عشنا أو متنا و أن الموت عندنا فى حالة الحرب يسمى إستشهاد و أن ذلك أعلى درجات الإيمان التى تغفر الذنوب فحتى الإنسان العاصى و المذنب كان يسعى للشهادة بلا خوف أملا فى غفران ربه ....
و كذلك طبيعة عادات و تقاليد الشعب المصرى من الرجولة و النخوة و الشهامة و الغيرة على العرض و الشرف و التى تهون معها الحياة اذا ضاعت أو حتى أنجرحت
هنا أدرك الأعداء أن الحصار الاقتصادى لهدم الاقتصاد و الحصار العسكرى لهدم التسليح ليس كافيا لهزيمة المصريين
الوسيلة الوحيدة لهزيمة المصريين هى هدم المواطن المصرى كل على حدى ...و تمزيق ذلك النسيج المجتمعى المتماسك و المتداخل منذ قديم الزمان و تحويله لخيوط سهلة التمزيق ...
و بدأ المخطط الجديد المبنى على التحليل الإستراتيجي الذكى و المحترف ....
* ماذا لو اقتنع الجندى بأن الحياة الدنيا هى كل ما يملك و أن بعد الموت لا ثواب ولا عقاب بل مجرد الفناء ...سيتحول إلى جبان يخشى على حياته بجنون و على استعداد للتخلى عن اى شيئ و كل شيئ للحفاظ على تلك الحياة
* ماذا لو فقد الجندى إحساسه بالنخوة و الشرف و خوفه على العرض ....يسهل عليه أكثر التخلى عن أرضه و بلده
* ماذا لو تناحر و المسيحى و المسلم و كرهوا بعضهم و دخلت النزاعات العرقية بينهم كيف سيحاربون جنبا إلى جنب ...
* ماذا لو فقدت الرجولة و النخوة من داخل الرجل المصرى ...كيف سيحافظ على بيت و أرض و بلد ؟؟
و هنا كانت الإجابة و المخطط بنشر نوعيات الأفكار الشاذة و المنحرفة و أفكار الشذوذ مثل تبادل الزوجات و الشذوذ الجنسى و الإلحاد و كل هذا تحت شعارات رنانة تجمع تحتها العديد من المنتفعين و راغبى الشهرة و المال و التميز مثل حقوق الإنسان و الحريات و حرية التعبير و الرأى و حرية الفن و الإبداع و كان المخطط يسير بخطى ثابتة و بطيئة إلى أن تم اختراع و انتشرت الشبكة المعلوماتية و التقدم التكنولوجي و الذى ساهم فى مضاعفة سرعة خطوات ذلك المخطط و حاولوا بالفعل تنفيذ الخطوة النهائية فيه و هى تمزيق الدولة المصرية فى الفترة من 2011 حتى 2013 إلا أن المجتمع المصرى و جيشه أثبت لهم أن توقيتهم كان خطأ و أن المخطط مازال لم يكتمل و استطعنا القيام من تلك الكبوة أقوى من قبل ....إلا أن المخطط مازال مستمرا حتى بعد تغير وجوه منفذيه على كل المستويات و تم تغيير اللاعبين بعد كشف انتمائهم الحقيقى ...
انا لست مغرقا فى التفكير فى نظرية المؤامرة ولا أشطح بخيالى فما أقوله و حاولت مرارا توضيحه هو حقيقة واضحة وضوح الشمس و من أهم الأدلة مثلا قضية الجاسوس المصرى الشاذ جنسيا محمد العطار الذى تقدم بنفسه ليعرض خدماته لخيانة وطنه و تم تجنيده الا انه تم القبض عليه فى مصر ...و خالد ابو النجا الذى كشف عن وجهه الشاذ و واقعة فرقة مشروع ليلى و غير ذلك من الكثير من الوقائع التى تدعم تحليلى للموقف و آخرها التجربة الفجة الشاذة الحقيرة فى فيلم أصحاب ولا أعز و ليس الفيلم و كم الشذوذ و المثارة فيه هو ما لفت نظرى فقط ...بالعكس لفت نظرى أكثر المدافعين عنه تحت نفس الشعارات الجوفاء من حرية التعبير و الابداع و الحريات و حقوق الإنسان و انت حر مالم تضر و و و و و و
إلا أننى وجدت الأكثرية الرافضة لتلك الحقارة و الخسة و الشذوذ و القذارة التى يروج لها ذلك الفيلم متخفيا فى رداء الفن و الإبداع مما أعطانى الأمل و الدافع لكتابة هذا المقال
فى النهاية أتمنى أن ننتبه للمخطط القذر لهدم و تدمير المواطن المصرى و تمزيق النسيج الاجتماعي المصرى و تحويلنا إلى جبناء بلا نخوة ولا رجولة ولا دين ولا أخلاق
أتمنى أن نتعامل معهم بذات الذكاء و القوة و أنا متأكد أننا لا نفترق للذكاء ولا للكوادر القوية المحبة و العاشقة لتراب ذلك الوطن و التى تتوق للدفاع عنه
المعركة حاليا هى معركة فكر و عقل و ليست معركة أسلحة
الجيل الجديد من الحروب أو ما يدعى بحروب الجيل الخامس (( لماذا أدخل معك فى صراع عسكرى مباشر مكلف ماديا و عسكريا و خسائر بشرية فى حين استطيع أن اجعلك تدمر نفسك من الداخل و اوفر مصادرى العسكرية و البشرية و بعد أن تدمر نفسك تماما من الداخل أغزوك بلا عناء ولا مقاومة ولا خسائر ))
اللهم إحفظ مصر و شعبها و جيشها
{ أهلها فى رباط إلى يوم الدين }