د.حياة عبدون تكتب: من الحياة.. اين قيم كفار زمان؟
في مقالي السابق " اين قيم حرامية زمان؟ " الذين كانوا يعرفون قيمة العيش و الملح " التي نفتقدها الان من شرفاء اليوم .
راجعت بعض من قصص اخلاق كفار قريش لما أخذوا من كل قبيلة رجل و ذهبوا لقتل النبي صلي الله عليه وسلم ، وقفوا علي باب بيته طول الليل في انتظار خروجه لصلاة الفجر، رغم إنهم كانوا قادرين علي اقتحام البيت ..
ولما واحد منهم حاول أن يقترح الفكرة ، رد عليه أبو جهل بكل عنف: (وتقول العرب أنا تسورنا الحيطان وهتكنا ستر بنات محمد !!؟).. كفار قريش كان عندهم الحد الأدني من النخوة والرجولة ، كانوا يعلمون ان البيت فيه نساء ، فلا يقتحم و لا يكشف سترهم ، أو ينتهك خصوصيتهم..!!!!
حتي أبو جهل لما اتعصب، و صفع أسماء بنت أبي بكر علي وجهها اخذ يترجاها ويقول لها (خبئيها عني، خبئيها عني) يترجاها ان لا تخبرها لأحد ...و قالت أسماء بنت أبي بكر انه اتهز و اخذ يترجاها الا تخبر أحد !!
أبو سفيان لما كان كافرا ، خرج مع قافلة من قريش لارض الروم ، فاستدعاهم " هرقل " ملك الروم ليسألهم عن محمد.. " هل تتهمونه بالكذب؟ هل يغدر؟ هل يقتل؟..
رد أبو سفيان (فو الله، لولا الحياء أن يأثروا علي الكذب لكذبته).. رفض ان يشتم النبي لانه خاف ان يقال في مكة إن أبو سفيان كاذب !!!.خاف علي سمعته وهو كافر !
الرجولة و الشهامة ليست أقوالا بل أفعالا. و ان الجبان يموت آلاف المرات و لكن الشجاع لا يذوق الموت الا مرة واحدة .
المجتمع الجاهلي الكافر كان عنده أخلاق و قيم .. كان عنده اخلاق ذهبت الان مع الرياح مع اننا الان اصبح الجميع يتحدث باسم الإسلام و ما هم بمسلمين ؟ !!.
هل وصلنا الان اننا نحلم ان نستعيد اخلاق ورجولة وشهامة الكفار ؟ ..
هل وصل بنا الحال اننا نحلم بان نستعيد أخلاق و عرف حرامية زمان او كفار زمان؟ ..
هل اصبحنا نحلم بان نعيش يوم واحد كالاسد بشهامة خير من أن تعيش سنوات طويلة كالنعامة .فالشجاعة و الصدق لا تصدر الا من الرجل الحقيقي اما الجبناء و المنافقين ليسوا رجالا .