نانسي ابراهيم تكتب: نظرية حد الإمتلاء
كان عندى صديقة ليا مبدأها ف الحياة ( بطلنا اللى يعطلنا ) وهو أسلوب مريح ، ومتعارف عليه عند كتير من الناس ، وبيستخدم للإقلاع عن إدمان الشيىء اللى بتحبه ، لكنه بيضرك ، وهو يأتى إعمالا للمثل البلدى المصرى { شيل ده من ده يرتاح ده عن ده } .
أنا بقى والعياذ بالله من كلمة أنا هطلع لكم بتصور مختلف للحكاية ، وأسلوب جديد فى التعامل مع الأشياء المؤلمة ، او الأشخاص الموجعة اللى ف حياتنا اللى بيستمروا فى خذلاننا وإحنا بنوهم نفسنا إنهم بيحبونا ، وما يقصدوش يزعلونا ، أو نستخدمه للإقلاع عن عادة غذائية مدمرة زى إدمان الحلويات مثلا واللى عند عدد كبير م الناس .
فتصورى للتعامل مع هذة المعضلة _ مع حتمية تحذيركم _ انها طريقة محفوفة بالمخاطر ، ولها سلبياتها ، لكن نتايجها مضمونة جدا ، ولا تقبل الشك ، ولا مجال للرجوع فيها أو العدول عنها ... وهى مفادها وبتتلخص ف الآتى :
《تعرضوا بإلحاح لأكثر الأشخاص أو الأشياء التى تحبونها ، لكنها أضرتكم وآلمتكم حتى تصلوا منهم إلى حد الامتلاء .》
بمعنى أخر ... إكثروا من تناول ما تحبون بشراهة كيفما ترغبون ف الوقت الذى ترغبون فيه ، وتعاملوا أكثر وبضراوة مع الأشخاص اللى أمعنوا ف خذلانكم ، وعرضوا أنفسكم لمواقف كثيرة ومتكررة غير محببة فى أكتر مكان متعلقين به ... وتأكدوا هيكون نتيجة ده هو وصولكم لحد الانفجار ، وهتوصلوا لقناعة كراهية الشيىء أو الشخص أو المكان أو العادة التى تحبونها ومتعلقين بيه ، وسوف تزهدوا تماما ما كان يوما سببا فى إدمانكم لأنكم ببساطة وصلتم منه إلى حد الامتلاء ، والاقتناع التامة ، والقناعة انكم لم تعودوا ترغبونه او ترغبون فى المزيد منه ... ساعتها هتصلوا لحد الإقلاع الدائم والأبدى من الإدمان على العادات المضرة دى ، والاشياء المهلكة الموجعة ، والاشخاص المستنزفة لطاقتك ومشاعرك ، وتتخلصوا مت تعلقكن بالاماكن المؤذية ، وتقلعوا عن الافعال الضارة لكم .
تخيلوا مثلا كل يوم بتاكلوا أطنان من البسبوسة حتى لو بتعشقوها ، أو بتشربوا مانجو بكميات كبيرة وبصفة متكررة ، او بتتعاملوا مع أشخاص بمنتهى الحب والتفانى وف كل مرة بيجرحوكوا ، او بيقللوا من احترامكم لنفسكم ، او بيسفهوا من جهدكم ، او بتتواجدوا ف مكان كل يوم بيعدى عليكم فيه بيخنق جزء من روحكم ... وغيرها من امثلة كتيرة .
وتأكدوا انه هيجى عليكم وقت هتتوقفوا تماما عن التعرض لمسببات الألم او الضرر حواليكم لأنكم خلاص جبتهم أخر اخركم ، ولم يعد ف مقدروكم منح المزيد ، او تناول المزيد ، أو الإستمرار ف المزيد ، أو التغاضى عن المزيد ... لانكم ببساطة وصلتم لحد الكفاية ، والزهد ، والتشبع ، والامتلاء اللى قادكم عن إقتناع الى المرحلة الأخيرة وهى النفور والرفض والإقلاع .. وأحيانا الكراهية الدائمة .
( نظرية حد الإمتلاء ) مجازفة ، لكنها مضمونى .. هى أسلوب صعب جدا ، لكنه فى نفس الوقت متجرب وأثبت نجاحه ، ويثمر مع الأشخاص الأسوياء ، ولا يصلح مع مدمنى تعذيب الذات لأنه هيبقى بالنسبة لهم أسلوب حياة إعتادوا عليه ، ويعيشون به .