في ذكرى وفاة فاتن حمامة.. رحلة «وجه القمر» التي رفضت الخضوع لجهاز المخابرات
يحل اليوم ذكرى رحيل "سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة، وكأنها مروت بالأمس فقط.. فاتن حمامة التي كانت من أبرز "أيقونات" الزمن الجميل، وواحدة من أهم الممثلات في تاريخ الدراما العربية، و"المدرسة" التي تخرج من تحت يديها العديد من الأجيال.
ولدت فاتن أحمد حمامة في مدينة المنصورة، في محافظة الدقهلية، وكانت تحلم منذ نعومة أظفارها أن تصبح ممثلة، حتى قرأ والدها في أحد الأيام إعلانا في الصحف للمخرج محمد كريم، يطلب فيه طفلة لكي تقف أمام "موسيقار الأجيال" محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" من إنتاج 1938، وبالفعل يتم اختيارها، وتدخل القلوب سريعًا بجملتها الشهيرة وبأسلوبها الطفولي الجميل: "ده الأكل النهاردة حلو أوي".
اقرأ أيضاً
- شاهد.. صور نادرة لـ«سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة وابنتها نادية ذو الفقار
- الأحد.. عرض فيلم «الأسطورة فاتن حمامة» بمركز ثروت عكاشة الثقافى
- مهرجان القاهرة يمنح كريم عبد العزيز جائزة فاتن حمامة
- أسرار لا تعرفها عن صدام مريم فخر الدين وفاتن حمامة
- بيع شقة سيدة الشاشة العربية في مزاد علني
- مهرجان القاهرة يكرم كريم عبد العزيز بجائزة فاتن حمامة للتميز بدورته الـ43
- حكايات نجوم زمان مع الصيف.. النابلسى اتحرق فى الطريق الصحراوى بسبب مقلب صديقه.. غرام شكرى سرحان وبنت الوجيه الأمثل على شاطئ بورسعيد.. فاتن حمامة تعلمت الفرنسية بدون معلم أمام برج إيفل.. وقصة كوكب الشرق في فرنسا
- صفية العمري تعلق على فوزها بجائزة «أفضل ممثلة» بمهرجان فاتن حمامة
- فيديو.. لقطات حصرية لفاتن حمامة في الفيلم الانجليزي «ظل الخيانة» عام 1963
- صورة نادرة لسيدة الشاشة العربية وزوجها تشعل السوشيال.. شاهد
- سيدة الشاشة.. في ذكرى وفاة فاتن حمامة السادسة تعرف عن تاريخها كاملا معاً
- فاتن حمامة وفنانة معتزلة.. صورة طبق الأصل
من يتتبع مسيرة فاتن حمامة الفنية، فسيجد أنها تنقسم إلى ثلاثة مراحل، الأولى في الخمسينيات، بتقديمها مثل سائر فتيات جيلها لنمط "الفتاة المغلوبة على أمرها"، مثل "موعد مع السعادة" (1954)، والستينيات لأدوار أكثر نضجًا وتمردًا على المجتمع الذكوري الغالب في المجتمع الشرقي، مثل "دعاء الكروان" (1959) و"الباب المفتوح" (1963)، والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، لشخصيات أكثر انفتاحًا ومناقشة لقضايا المجتمع، مثل الأم في "إمبراطورية ميم" (1972)، "ولا عزاء للسيدات" (1976) و"ليلة القبض على فاطمة" (1984)، و"يوم مر يوم حلو" (1988).
قدمت فاتن حمامة "ثنائيات فنية" لا تنسى مع زوجها الممثل العالمي عمر الشريف، والذي قدم معها أفلام شهيرة، مثل "صراع في الميناء" وصراع في الوادي" و"سيدة القصر" و"أيامنا الحلوة".
وكانت فاتن حمامة، ترفض دائما فكرة تقبيلها على شاشة السينما، حتى قام الشريف أثناء تصوير فيلم "صراع في الوادي" بكسر ذلك الحظر، عندما أفصح عن حبه لها، أثناء زواجها من المخرج عز الدين ذو الفقار.
وقال عمر الشريف صراحة: "مدام فاتن.. أنا بحبك.. هل تقبلين بقلبي؟ حل تحبينني؟".
ومشهد القبلة الذي كان يجمع بينهما، فوجئ مخرج العمل الراحل يوسف شاهين، باحتضان فاتن لعمر الشريف إلى جانب تقبيله، لتقرر أنه منذ تلك اللحظة أنه حان وقت طلاقها من عز الدين ذو الفقار، وأن تتفرغ لحبها الجديد.
وأثمر زواج عمر الشريف وفاتن حمامة ابن وحيد هو "طارق"، ودائما ما قال عنها، أنها ستظل "حب حياته".
وآخر عمل فني قدمته الراحلة فاتن حمامة، هو مسلسل "وجه القمر"، من إنتاج عام 2000، والذي شهد على الظهور الأول للممثلة المصرية من أصول روسية نيللي كريم، وهو من إخراج عادل الأعصر.
وللفنانة فاتن حمامة تجربة عالمية وحيدة على شاشة السينما، وهو فيلم "Cairo" من إنتاج عام 1963، وهو من إنتاج شركة "مترو جولدن ماير"، ومن بطولة جورج ساندرز، وينتمي لأفلام الجريمة، ومأخوذ عن رواية بعنوان "The Asphalt Jungle" أو "غابة الأسفلت" التي تم إنتاجها عام 1950 بفيلم يحمل نفس العنوان، ثم أعيد كتابة السيناريو ليتم تصويره في مصر عام 1963، وهو من إخراج ولف ريلا.
أوصت فاتن حمامة، بعدم إقامة عزاء لها، لأنها تعتبر أن هذا أمر خاص بها وبأسرتها، ولا يجب أن تشرك الجمهور فيه، بحسب تصريحات سابقة لابنتها نادية.
وذكر الكاتب مفيد فوزي، خلال تصريحات تليفزيونية، والذي كان مقربًا من فاتن حمامة، أنها هربت من مصر مرتين، الأولى في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، بسبب رئيس مخابراته صلاح نصر، والثانية في عهد تولي جماعة "الإخوان المسلمين" حكم مصر في عام 2013.
ورحلت "وجه القمر" فاتن حمامة في 17 يناير 2015، عن عمر 83 عامًا، إثر أزمة قلبية، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يداهمها المرض؛ إذ بدأت معاناتها منه منذ أواخر عام 1993، أثناء حضورها لمسرحية للزعيم عادل إمام، وتوفيت في أحضان زوجها الطبيب محمد عبد الوهاب.