محمد سعيد يكتب.. في الـ23 من نوفمبر
لم يكن الأمر حيز تفكيري، إلا أن الوضع احتتم ذلك، فذات ليلة وأنا منهمك فى عملي كطبيعة اعتدت عليها طويلًا، رن هاتفي وطلب الغالي موعدًا لـ "اللقاء"، لم أمكث كثيرًا فى التفكير على غير عادتي وحددت الـ 23 من نوفمبر، حيث كان الأنسب للإقدام على خطوة لم أئلفها ولا أعلم عواقبها، ولكن لا أخشى طريقًا كعادتي.
فعزمت النية وتوكلت على الخالق الذى سلم قلبي من كل عناء، فكان اللقاء وديًا إلى أبعد الحدود وهو ما جعلني أشعر بالسكينة فى وقت لم أعتد على ذلك، ومرت الساعات كـ "برهة"، وأنا أنظر إلى ذات الحٌسن والدلال من بين الطرقات وكأنها قنديلًا مضيئًا بين الصفا والمروة، وأنا أٌقدم عليه هرولًا، مرددًا يا ذات العفة والخجل والوجه الخمري، اقبليني بـ "ود ولين"، أقسمت عليكِ ناديًا ما أنا إلا تائه وجد ضالته، وفيكِ الداء والدواء والعلل.
فما كان لربي بخذلاني وقبلتني من كانت دعوة أمى من نصيبها، وها أنا الآن رفعتها مقامًا عليًا بين ثنايا أضلعي عسى المقام بـ "طبيبة القلب يليق"، ولن يليق، فهي الماحية لما قبلها ولن تأتى بعدها، فـ"سيدة النساء" أغلقت كل طرق الجوارى إلى قلب أميرها، وضاع مفتاح قلبه بين سحر عيونها، فاللهم اكتبها لى فى الدنيا والأخرة واحفظها لى.