هند الصنعاني تكتب: عندما تكون كلمة ”امرأة” سُبّة!
كلمة "امرأة" في مجتمعنا العربي لها مرادفات عديدة تختلف حسب البلد، المنطقة والبيئة أيضا، نجد مثلا كلمة "ولية"، "حرمة"، "مَرة"، "ست"، تتعدد استعمالات هذه الألفاظ حسب سياق الجملة بل و أيضا حسب مزاج "الرجل" في ذلك التوقيت.
كلمة "حرمة" مثلا، أصلها تركي، أساسها "الحرم"، وكان يطلق على البيت الذي لا يعتدي عتبته أحد بغير إذن صاحبه ثم أطلقوه على امرأة الرجل نفسه لحرمتها على غيره.
"مَرة" كلمة عادية في بعض الدول العربية، لكنها في دول أخرى يقصد بها إهانة المرأة و التقليل منها.
"ولية" كلمة أعتقد أنها مشينة جدا في حق المرأة التي كرمها الله عز وجل، منتشرة خصوصا في الصعيد، في الغالب ينادي بها الرجل زوجته وبالرغم من أن هذه الزوجة لها ردودا عديدة على هذه التسمية كمثلا "ولولو عليك يا بعيد..." و يمكنها أن تسرد قصائد و أشعار لكنه يبقى المصطلح الأكثر استفزازا لها.
أما كلمة "ست" أو "ستي" يكون المقصود منها غالبا التبجيل والتعظيم، يقولها الرجل للتعبير عن مدى قربه من هذه المرأة و تملكها له.
مصطلحات عديدة تختلف حسب اللهجات هي أيضا تعبير عن فكر مجتمع وثقافته و ناسه، وكمجتمع عربي لازلنا نعتبر أن الانتساب للجنس الانثوي هو مصدر مهانة للمرأة نفسها، ويكون أكثر إهانة عندما نريد أن ننال من كرامة الرجل والتقليل من فحولته فننعته ب "امرأة"، فتنطلق هذه السُبّة التي لا تُغتفر كرصاصة قاتلة في قلب الرجل لينتفض و يثأر لاسم العائلة الذي تلطخ بطين العار.
في المقابل، وفي نفس المجتمع العربي "الغريب"، عندما نريد أن نتوج المرأة فنُلبسها تاج "الرجل" ونطلق عليها لقب "ست بمية راجل" لأنها حمولة، صبورة وربما حكيمة، تدخل المعارك بقلب جامد.
لكن هل المرأة تسعد عندما ننزع منها أنوثتها وتبدل الأدوار بينها وبين الرجل؟!
لا أعتقد أن هناك امرأة مهما كانت تُفضل أن تلعب دور الرجل في المجتمع، أن تلبس ثوبا ليس على مقاسها وأن تتنازل عن راحتها النفسية وتواجه متاعب الحياة بمفردها، فكم من غارمة وجدت نفسها خلف القضبان بسبب وعد أخلفه "رجل" رحل بإرادته الكاملة رجل في هذه الحالة هي السُبة العظمى لها.
بالنسبة لي، تشبيه النساء بالرجال من أجل تفخيمها منتهى العنصرية ونوع من أنواع العنف ضد المرأة، فهو إقرار بأفضلية الرجال واستخفاف وازدراء واحتقار للمرأة ودورها الفعال في المجتمع في المجتمع، يدخلها في صراع دائم لإبراز مكانتها وإعلاء كلمة "امرأة".
فخر واعتزاز أنني خلقت امرأة فأنا قوية، صامدة و شامخة، يعول عليها مهما اختلفت الظروف وطالت الأزمات، أصارع بقوتي النفسية الأقوى من القوة النفسية للرجل، أحارب من أجل الحياة و لا أتمنى أن ألقب إلا ب "امرأة".