محمد الغيطي يكتب: فاطمة الزهراء ليست امرأة عادية
هي ابنة رسول الله( صلهم)وأحب بناته اليه وأكرمهم واعزهن زوجة علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأم سيد الشهداء الحسين بن علي ،ام سبطي رسول الله والوحيدة التي أنجبت من نسل اخر المرسلين ،سميت الزهراء كما يقول المسعودي والطبري عن روايات معاصريها لانها كانت بيضاء يشوبها حمرة وكانت صويحباتها تصفن حسنها بانها تزهر وتلمع في الظلمة ،وقيل انها ولدت بعد الإسراء والمعراج وروى النبي ان جِبْرِيل أعطاه تفاحة من الجنه فقضمها ونزل الارض واقع زوجه خديجة ووضع فيها بذره فاطمة فكانت من غرس الجنه اذلك كان الرسول يقول انه عندما يشتاق لريح الجنة يشم وجه ابتنه فاطمة ،كانت لينة حنون، متواضعة محسنة ورعة تقية ،جماها باهر وكمالها ظاهر ،اخرج الترمزي عن جميع بن عُمير التيمي قال دخلت مع عمتي على عائشة فسألت "اي الناس كان أحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة ،ومن الرجال زوجها ،وهي اكمل نساء الارض مع خديجة أمها ومريم بنت عمران وآسيا امرأة فرعون و،وحسب الحديث هن أفضل نساء العالمين ،وقد ولدت فاطمة قبل الهجرة بثماني عشرة سنة وتوفيت بعدها بإحدى عشرة سنة بعد والدها النبي الكريم بستة أسهر كما اخبرها وهو في الاحتضار بأنها اول من يلحق به من أهل بيته وماتت وعمرها تسع وعشرون عاما.
شهدت فاطمة منذ طفولتها أحداثاً جساماً كثيرةً، فقد كان النبي يعاني من اضطهاد قريش وكانت فاطمة تعينه على ذلك الاضطهاد وتسانده وتؤازره، كما كان يعاني من أذى عمه أبي لهب وامرأته أم جميل من إلقاء القاذورات أمام بيته فكانت فاطمة تتولى أمور التنظيف والتطهير.
وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبي طالب، وأقاموا على ذلك ثلاثة سنوات، فلم يكن المشركون يتركون طعاماً يدخل مكة ولا بيعاُ إلا واشتروه، حتى أصاب التّعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود، وكان لا يصل إليهم شيئاً إلا مستخفياً، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سراً.
وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة، ولكنّه زادها إيماناً ونضجاً.
وما كادت فاطمة الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة فامتلأت نفسها حزناً وألماً، ووجدت نفسها أمام مسؤوليات ضخمة نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمرّ بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجته وعمّه أبي طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث بصبر، ووقفت إلى جانب أبيها الرسول الكريم لتقدم له العوض عن أمها وزوجته ولذلك كانت تُكنّى بـ أم أبيها.
قيل انها كانت تدق النوى لتطعم زوجها وطلبت دات مره من يساعدها في عمل البيت وكان علي أعتق الجواري ولم يعد معه مايشتري به فحكى للرسول فضحك وقال لابنته ان تكبر وتُحمدوتسبح مائة مره قبل نومها وسوف تصحو قويه الهمة لاتشكو من تعب وبالفعل حدث وصارت توصي كل زوجه بهذا ،اما قصة خطبة زوجها عليها فقد وردت بأكثر من صورة لكن المضمون واحد ،عن علي ابن الحسين قال ان عليا خطب بنت ابي جهل هشام ابن المغيرة وسمعت بذلك فاطمة فأقبلت على الرسول وقالت يُزعم قومك انك لاتغضب لبناتك وهذا علي ناكحا ابنة ابي جهل فقام رسول الله الى المنبر وقال ابن هشام ابن المغيرة اساذنوني في ان ينكحوا ابنتهم علي بن ابي طالب فلا أذن لهم ثم لآذن لهم الا ان يريد ابن ابي طالب ان يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فانما هي بضعة مني يريبني مآرابها ويؤذيني مااذاها ،وفي رواية اخرى قال لاتجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا ، وأسرع علي وترك الخطبة واعتذر لفاطمة ،وَاما اخر موقف جمع النبي وابنته وهو على فراش الموت حيث اجتمعت زوجاته امهات المؤمنين ثم أقبلت فاطمة وكانت مشيتها مثل مشية النبي تعرف عن بعد ،ولمحها الرسول على فراشه وابتسم وأشرق وجهه الكريم ثم دعاها لتجلس علو يمينه وتحكي عائشه ان فاطمة بكت ثم بعد البكاء ضحكت واحتار الجمع علام بكت ثم فجاة ضحكت وتكمل فقلت لها خصك رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم انك تبكين فقالت ماكنت لأفشي سرا على رسول الله فلما توفى قلت لها عزمت عليك بما لي عليك حدثيني يوم الوفاه مادا قال لك ،فقالت اما الان فنعم فقالت لما جزعت وبكيت لانه اخبرني ان جبريل كان يعارضه القران كل سنة مرة او مرتين وانه عارضه الان مرتين وإني لأرى الأجل قد اقترب فاتقي الله واصبري وانه نعم السلف أنا لك قالت فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي فقال يافاطمة ألا يسرك ان تكوني سيدة نساء أهل الجنة فقال فضحت ضحكي الذي رأيت اخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو دَاوُدَ ،رحم الله فاطمة الزهراء التي أنجبت سبطي رسول الله وغيرهما من النسل الشريف.
