د. طارق حجي يكتب: أشرف مروان: بطل مصري
عندي أسباب وطنية وأخلاقية تحتم عليّ أن أكتب عن أشرف مروان الذى عرفتُه معرفة شخصية وثيقة لمدة ثلاثة عقود. وقد قرأتُ جل ما كتب عن موضوع علاقته بإسرائيل بوجه عام و بالموساد بوجه خاص.
كما تحدثت عن هذا الموضوع مع شخصين من أكثر من إحترمت من المصريين الذى خدموا مصر من خلال عملهم فى أهم جهاز أمني مصري وهما المرحوم اللواء عمر سليمان و اللواء محمد عبدالسلام المحجوب أطال الله عمره.
والأول ترأس المخابرات العامة المصرية لمدة عشرين سنة والثاني كان الرجل الثاني فى المخابرات العامة المصرية لعدة سنوات قبل أن يصبح محافظاً ثم وزيراً.
وعندما سمعا مني خلاصة وجهة نظري فى هذا الموضوع ، وافقاني بشكل مطلق.
وكان جوهر ما قلتُه أنني بعد ان طالعتُ جلَ ما كتب عن أشرف مروان وصلت لقناعةٍ راسخةٍ بأن أشرف مروان كان فى علاقته بالموساد ينفذ مشروعاً مخابراتياً مصرياً ، وأنه نجح فى تحقيق ما أرادت مصرُ منه تنفيذه. وكشخص قرأ معظمِ ما كتب عن المخابرات الإسرائيلية، فقد كنت متأكداً أن أشرف مروان خدعهم وهو ما أوجعهم لدرجة جعلتهم يفعلون ما لم يفعلوه قبل أو بعد أشرف مروان.
فمنذ متى يكشف ويفضح الموساد عملاءه ؟ فإن فعل ذلك ، فالمعنى الوحيد له هو أن أشرف مروان أوجعهم.
وأنا أكتب هذا ونجم المخابرات المصرية اللواء محمد عبدالسلام المحجوب بيننا (أطال الله عمره).
وأختم بهذه القصة : يوم جنازة أشرف مروان ، وبعد الجنازة ، إتصل الرئيس الأسبق حسني مبارك باللواء محمد عبدالسلام المحجوب وقال له : بلغني أنك كنت تبكي بحرارة أثناء جنازة أشرف مروان. وكان رد اللواء محمد عبد السلام محجوب كالتالي : فعلاً يا سيادة الرئيس ، فأنا أعرف كم خدم مصر وكم ظلم !