محمد الغيطي يكتب: هل نحن عرب ام مصريون ؟
من وقت لآخر تثار قضية الهوية المصرية والغريب ان الغرب مهتم بالدراسات الحثية حول هذا الموضوع اكثر منا ،ولايخفى على احدالغرض من هذه البحوث وتسويقها لنا لزعزعة حقائق تاريخية بهدف التسلل بمعلومات ورؤى تجعل المواطن يشك ويشكك في ذاته أولًا والتركيبة الراسخة لبنية وطنه ومجتمعه ،وفي الثمانينات من القرن الماضي خرجت علينا نظرية فوكوياما حول اتبسير بالعولمة وسياحة الحضارات او إذابتها واتضح الغرض من هذه النظرية التي كانت طريقا للغزو الصنعي والتكنولوجيالحديد وللأسف بلعناها ولازلنا نبلع توابعها ،ومنذ أسابيع خرجت علينا شخصية من اصل مصري هي دينا حبيب”.. المهاجرة العربية من اصل مصري التي عينها ترامب مستشارة له بدراسة
أطلقتها برنامج شبكة “ناشيونال جيوغرافيك” للأنماط الجينية عبر العالم، مجموعة من المفاجآت حول نسب السكان في في البلدان العربية، ليشير إلى أنّهم ليسوا “عربًا تمامًا”.
ونشر الموقع تلك الخريطة التي تأتي ضمن مشروع كبير لدراسة متعددة السنوات تقوم على فحص أصول البشر ومنابتهم، ومدى التداخل في الأصول والأعراق البشرية، لتنتهي هذه الدراسة إلى نتائج صادمة على كافة المستويات، وتُظهر حجم التداخل الكبير ودرجة التجانس بين الأمم والشعوب في مختلف أنحاء الكرة الأرضية.
واعتمدت الدراسة على تحليل عينات ضخمة من الـ “DNA” من أجل رسم الخارطة الجينية لسكان كل دولة، أو سكان كل منطقة من العالم، وهو ما استغرق وقتا طويلا، حيث بدأ مشروع “جينوغرافيك بروجيكت” في العام 2005 من أجل التوصل إلى هذه النتائج.
التحاليل التي أجراها برنامج الشبكة ونشرها موقع “Feed Step” الإلكتروني، ذكرت أنّ 4% فقط من التونسيين استطاع البحث أن يثبت أنهم من العرب، بينما كشف أنّ غالبية سكان تونس من شعوب شمال إفريقيا، وجزء بسيط منهم يعودون بالجذر إلى إفريقيا الوسطى والجنوبية.
وذكرت التحاليل أنّ 17% فقط من المصريين هم من العرب، بينما ينتمي 68% منهم إلى شعوب شمال إفريقيا، و4% منهم من يهود الشتات و هي تتربع على عرش أكبر الدول العربية من حيث السكان.
وفي لبنان، فإن 44% من السكان فقط من أصول عربية، أما المفاجأة هناك، فهي أن 14% من الناس أصولهم يهودية، و10% من آسيا، و5% من أصول أوروبية.
أما الكويت، وهي ثاني الدول التي تمّ تطبيق عينة البحث فيها، فقد أكّدت الشبكة أنّ 7% من سكانها هم أفارقة، و7% آخرين من آسيا الصغرى، فيما يسيطر العرب على النسبة الأكبر.
بينما الأبرز في خريطة التاريخ البشري، فهي إيران، التي تروج لنفسها على أنها “الأمة الفارسية”، وتتحدث بلغة مميزة، وتحارب من أجل تكريس هويتها وهيمنتها، ليتضح أنها أمة ذات أصول عربية في أغلبها، حيث تشير تحليلات الـ “DNA” إلى أن 56% من الإيرانيين من أصول عربية، وأن 24% منهم تعود أصولهم إلى جنوب آسيا، بينما باقي الإيرانيين هم مجرد أقليات من أصول وأعراق ومنابت مختلفة.
والمفاجأة أن بريطانيا التي يعتقد الناس بأن أغلب سكانها من المهاجرين ذوي الأصول المختلفة، ليتبين بأن 69% من سكان بريطانيا هم من الأعراق الأصلية التي استوطنت في بريطانيا العظمى وإيرلندا، بينما تعود أصول 12% منهم إلى الدول الإسكندنافية، و2% فقط من أصول يهودية.
وتشكل هذه النتائج صدمة في الوقت الذي تتناحر فيه الشعوب والأمم من أجل الحفاظ على بلدانها، حيث إن التداخل والاشتباك بين هذه الأمم والشعوب يجعل من سكان الكرة الأرضية بأكملها أمة واحدة،طبعا الهدف من إطلاق مثل هذه الدراسات الان لاينتفي عنه صفة المؤامرة ،لماذا الان وماهي الهدف ،شغل عقلك وانظر مايحدث حولك