داعية: فتاوى الدكتور مبروك عطية «فيها سم قاتل»
قال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي، إن أقل ما توصف به أفعال وفتاوى الدكتور مبروك عطية في الآونة الأخيرة أن فيها سم قاتل لكل من يقترب منها، معقبا: «فضيلة الدكتور مبروك عطية من علماء اللغة العربية ويحمل الدكتوراه في تخصصه هذا من جامعة القاهرة وهو العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر ولشخصه كل تقدير واحترام... هذا لصاحب القول، أما ما يقوله فكل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله».
وأضاف “الجمل”، أنه للأسف ما زال الدكتور مبروك عطية يكرر تلك التصرفات والفتاوى المتعلقة بالأسرة عامة والنساء خاصة والتي ليست من الدين في شئ؛ بل وأكثر من ذلك، فهي تلصق بسنة رسول الله ما ليس فيها.. ولا أعرف سرا لهذا الإصرار الدائم على تلك الآراء والأفعال أمام الناس رغم رسائل النصح المتكررة له.
وتابع: «من جديد يخرج علينا الدكتور مبروك بفتوى جديدة لتزيد من رصيده الطويل في تقليله من حق النساء الذي كفله الله ورسوله لهن كما جاء في قوله صلي الله عليه وسلّم (النساء شقائق الرجال)
خرج علينا فضيلته هذه المرة ليقول: «ليس للمرأة الحق في طلب الطلاق بسبب زواج الرجل من ثانية، بل لها الحق في طلب الطلاق في حالة إذا كان الرجل يضربها ولا ينفق عليها، أما إذا طلبت الطلاق بسبب زواج زوجها بثانية (فجزاؤها جهنم يوم القيامة.)».
ووجه سؤالا للدكتور مبروك عطية قائلا: «يا دكتور مبروك السيدة فاطمة بنت رسول الله رفضت التعدد؛ فهل جزاؤها جهنم حاشا لله؛ ويستدل بعضهم بحديث ثوبان والذي يستندون إليه في فتواهم بتحريم طلب الزوجة للطلاق بسبب التعدد والذي يقول (أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة) فيه نظر عند علماء الحديث، ولكن غير أن فيه مقال وتكلم فيه كثير من علماء الحديث بالجرح والتعديل لنفترض أن الحديث صحيحا وأنه ثبت عن سيدنا رسول الله؛ كما ثبت عند من قال بصحته، ترى كيف لك أن تفهم معنى قوله (من غير بأس؟)؛ هل تقيس البأس حسب معيارك أنت..؟، أم أن معيار البأس هو معيار من يشعر به؟.
واستطرد: «هل حدد الحديث أن البأس هو قلة النفقة أو الضرب أو الإهمال والترك، وفقط أم تركها لتقدير صاحبة الضرر؛ فهي من تشعر بهذا البأس كل حسب طاقته وثقافته ومجتمعه؛ بما يرفع الضيق والحرج عن المسلمة عملا بقوله تعالى (ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج)؛ لذلك فأن طلب الطلاق أو الخلع هو حق أصيل للزوج أو للزوجة متي شعر أحدهم ببأس وضيق أو عدم القدرة في الاستمرار في الحياة معا وبما لا يضر معه أحد، ومما يثبت صحة ما أقوله أدلة كثيرة منها حديثا في أعلى مراتب الصحة عند أهل الحديث وهو ما رواه البخاري في صحيحه عن بن عباس رضي الله عنهما «أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلَا دِينٍ وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ...(أي: أكره إن أقمت عنده أن أقع فيما يقتضي الكفر، وكأنها أشارت إلى أنها قد تحملها شدة كراهتها له على إظهار الكفر لينفسخ نكاحها منه )... فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ.؟ قَالَتْ نَعَمْ..!! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً» فمن الواضح أنها لم تلوم ثابت بن قيس في شئ أصلا فلم يضربها ولم يقصر النفقة عليها...وغير ذلك... ولكنها طلبت الطلاق لأسبابها الخاصة..!! فأقرها رسول الله على ذلك.
وأوضح: «لعل ما نراه ونسمعه قد انتشر بين الأزواج من حوادث عنف وقتل وغير ذلك هي نتيجة منطقية لما يسمعه البعض من تلك الفتاوي التي قد لا تترك للناس فرصة للتفكير في حل شرعي لمشاكلهم الأسرية الزوجية».
واختتم: «لذلك بات واضحا أهمية أن يتعلم الجميع كيف كان نبي السماء يحترم النساء وهو ما سنفعله بحول الله تعالى في حملة (نبي السماء يحترم النساء) والتي يتم التحضير لإطلاقها في مطلع العام القادم 2022 بإذن الله... لتكون بالشكل والهيئة المطلوبة لنعيد بها فهم ديننا الصحيح بما يظهر معه فعلا وبالأدلة الواضحة كيف كان نبي السماء يحترم النساء... تلك الحملة التي سنقوم من خلالها بتوضيح وإظهار رقي الفقه الإسلامي في تعامله مع مشاكل الأسرة لاسيما المرأة.. بل وسنرد فيها على كل تلك الأفكار والآراء التي توارثها الناس منذ زمن قديم بحيث أصبحت لا تتفق مع مصلحة الناس.