الإعدام للام والجدة والخالة قدموا طفلتهم للاغتصاب 6 سنوات
هي واحدة من أبشع الجرائم التي هزت وجدان الشعب المصري، والتي وقعت منذ عام وتحديدًا شهر سبتمبر ٢٠٢٠م فهي حكاية يرفضها العقل والطبيعة البشرية السوية، بطلتها طفلة قدمتها عائلتها المهووسة بأعمال الدجل والشعوذة قربانًا للجن من أجل تنفيذ طلباتهم، وقتها كان عمرها لا يزيد عن عشر سنوات، ظل الدجال يعتدي عليها جنسيًا لمدة ست سنوات كاملة، حتى تمكنت الطفلة من الهرب والذهاب للعيش مع والدها الذي انفصل عن الأم منذ أن كان عمرها شهورًا، وأخبرته بالمأساة التي عاشتها حتى تم القبض على المتهمين الأربعة وهم الدجال ووالدة الطفلة وخالتها وجدتها.. اليوم وبعد ١٤ شهرًا أسدلت محكمة جنايات الإسكندرية الستار عن تلك الجريمة بإعدام المتهمين الأربعة.. في السطور التالية نسرد لكم ما وصلت إليه الطفلة وماذا تريد؟
الضحية مريم السيد
بطلة قصتنا مريم السيد، فتاة تبلغ الآن من العمر ١٨ عامًا، ورغم هذه السن إلا أنها عاشت تلك السنوات في مأساة حقيقية، بدأت عندما حرمتها والدتها من حضن والدها منذ أن كان عمرها ٩ أشهر، من المفترض أن تجد الحنان والرعاية من الأم، لكنها ما أن كبرت حتى وصلت للتاسعة من عمرها وجدت نفسها فريسة سهلة لدجال اعتدى عليها جنسيًا، وهي لا تفقه شيئًا ولا تعلم لماذا يفعل هذا، والأصعب من ذلك أنه كان برغبة الأم والجدة والخالة، لم يعتد عليها مرة واحدة بل ظل يعتدي عليها ست سنوات كاملة، وعندما كانت ترفض بعد أن كبرت وبدأت تعي الأمور قليلا، كانت والدتها تعذبها وكأنها تقول لها «انت ملك لهذا الدجال افعلي ما يطلبه منك»!، لكن مريم التي كبرت في السن قليلا رفضت امتهان جسدها وادركت أن امها لاتفهم معنى العرض والشرف في سبيل أهداف غير سوية.
حتى تمكنت مريم من الهروب والذهاب للعيش مع والدها، في البداية لم تقو على أن تبوح له بما حدث معها شهور طويلة والابنة الصغيرة تبكي بكاءً مريرًا عندما يحل الليل عليها، اشتد الألم والحزن داخلها، حتى قررت أن تبوح بالسر الذي ظل يعيش معها ست سنوات؛ قصت لوالدها ما تعرضت له، انصت لها وهو في حالة من الذهول والصدمة، كاد أن يفقد عقله، اصطحبها سريعًا لقسم شرطة محرم بك ليبلغ عن الجريمة، وتمكن رجال المباحث من القبض على الدجال والأم وشقيقتها والجدة، وأمام النيابة اعترفوا بكل شيء، وظلت القضية متداولة داخل ساحة المحكمة، حتى أسدلت الستار عليها بالحكم عليهم بالإعدام شنقا.
ماذا كان رد فعل مريم عندما استمعت للحكم؟!، المأساة أننا وجدنا مريم الآن بلا سكن أو مصدر رزق فتاة في مهب الريح، والدها أصبح خلف أسوار السجن متهمًا في إحدى القضايا ومحكوم عليه بالسجن لمدة عامين.
قالت بنبرة صوت يعتليها الحزن: «منذ أن فتحت عيني على الدنيا وأنا لم أشعر بالسعادة ولا بالأمان، فوالدتي حرمتني من والدي منذ أن كان عمري تسعة أشهر، رفضت أن تجعله يراني، وعندما كبرت وقعت ضحية لدجال كان يعتدي علي جنسيا وأنا أجهل ما يفعله بي، كل ما أعرفه وقتها أنني كنت أتألم وأشعر بالوجع، عام خلف الثاني ومازلت فريسة لهذا الدجال، ما يؤلمني أنه كان بموافقة والدتي وجدتي وخالتي «.
صمتت مريم قليلا وكأن ما حدث معها كابوس يطاردها في صحوها ونومها لا يغادرها ابدًا، واستكملت بعدما تنهدت تنهيدة عميقة قائلة: «والدتي كسرتني وجعلتني أعيش جسدا بلا روح، حتى قررت أن أبحث عن والدي وأهرب إليه، وبالفعل ذهبت للعيش معه، كنت أعتقد أنني سأجد الراحة والأمان معه وسيعوضني عن الحرمان، ولكن بمجرد ما عرف قصتي، ظل يعايرني وكأني أنا السبب، ورغم وقوفه بجانبي حتى تم القبض عليهم، حتى وجدته هو الآخر يدخل السجن في إحدى القضايا، وأصبحت الآن بلا أب أو أم». وبعدما دخل والد مريم السجن، قامت طليقته بموقف يحمل كل معاني الشهامة والإنسانية؛ قررت أن تحتضن مريم وأشقاءها داخل شقتها، هنا تتابع مريم قائلة: «شقة والدي كانت بالإيجار وبمجرد دخوله السجن طردنا صاحب الشقة، فأخذتني طليقة والدي للعيش معها، لكنني دائما ما أشعر أنني عبء عليها، لذلك كل ما أريده هو أن أجد شقة للعيش فيها ومصدر رزق ثابت، فأنا لا أقوى على العمل حيث دائما ما يحدث لي نزيف بسبب ما حدث معي، أصبحت أعالج جسديًا ونفسيًا، فمنذ الحادث وأنا لا أنام إلا بالمهدئات».
سألناها عن رد فعلها بعدما تم الحكم على والدتها بالإعدام، هل كانت سعيدة بالحكم عليها وعلى خالتها وجدتها؟
وفقالت: «ما كنت اتمنى هذا، فرغم ما فعلته معي إلا أنها في النهاية أمي، لكنه بالتأكيد القصاص العادل، ومع ذلك طلبت زيارتها داخل السجن ولكن إدارة السجن رفضت لأنني خصم في القضية، كان نفسي أسألها ليه عملت فيّ كده»؟!
اختتمت مريم قائلة: أناشد المسئولين وأتمنى أن يقف أحد بجانبى ويساعدنى علي تجاوز هذه المحنة للعيش حياة هادئة.
نعلم جيدا أن كلماتنا لا تستطيع أن تعبر عن مأساتها وأن الجمل لا تستوعب ما يغلي داخل قلبها من جحيم، فما عاشته وما تعرضت له لن تمحوه ذاكرتها ابدًا، كان الله في عونها.