علّمت أجيال.. من هي أول باليرينا مصرية ورئيس لدار الأوبرا ؟
هي شخصية غير عادية، تختار الصمت لكي تتحدث في الوقت المناسب، وهي اول راقصة باليه او اول باليرينا في مصر وأول رئيس لدار الاوبرا عام 1987م والعميدة السابقة للمعهد العالي للباليه.
ولدت ماجدة من أب مصري وأم اسكتلندية، وكان والدها عبد الغفار صالح أكاديمي متميز، ومن رواد التعليم الزراعي في مصر.
شغل والدها العديد من الوظائف الجامعية، وفي النهاية كان نائب رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة من سنة 1965م إلى سنة 1974م، وكانت ماجدة الابنة الثانية من بين أربع أطفال.
بدأت تعلم الباليه في سن مبكر جدا والتحقت بمدرسة الكونسرفتوار في الإسكندرية، والتي كانت تضم قسما للباليه يشرف عليه معلمين من الأكاديمية الملكية البريطانية، ومع تأسيس معهد الباليه في مصر عام 1958 بقرار من وزير الثقافة المصري وقتها وهو الوزير ثروت عكاشة، بدأ يتردد على المعهد راقصين باليه من موسكو وروسيا لتعليم الراقصات المصريات الباليه، حتي أصبح هناك أستاذة موجودين باستمرار في المعهد من روسيا والاتحاد السوڤيتي.
بعدما بدأت ماجدة صالح دراستها في معهد الكونسرڤتوار في إسكندرية، أكملت تعليمها في المعهد العالي للباليه في مصر ودا بعد أن عملت الاختبارات في البدايه وتم اختيارها من بين ٣٥ طفل وطفله وبمجرد وصولها للمعهد حصلت هي و 4 طالبات آخرين على منحة للدراسة في أكاديمية بولشوي للباليه في موسكو، وتخرجت الطالبات الخمسة من الأكاديمية سنة 1965، وبعد رجوعهم من موسكو، أطلق عليهم لقب “Bolshoi Five” وبعدها بدأت ماجدة صالح احتراف الباليه.
اللحظة الأكثر تشويقًا في حياة ماجده صالح كانت سنة 1966، عندما كان من المفترض تقديم أول عرض باليه مصري بالكامل من تصميم واداء الراقصين والاستعراضات وكل العرض كان بمجهود مصري فقط وكان من المقرر عرضه في دار الاوپرا المصرية بالقاهرة. حضر العرض الرئيس السابق جمال عبد الناصر وأهم رجال الدولة في هذا الوقت، وتم منح الراقصات وسام الاستحقاق من الدولة، وهدا في حد ذاته كان اعتراف بفنهم ووجودهم.
بعد ٨ سنوات وصل نجاح الفرقة إلى مدى بعيد، وانضم إليها عدد من الشباب، وكذلك بعض الفرق العالمية، لكن حدثت المأساة، حريق دار الأوبرا في اكتوبر ١٩٧١.
توفى عبدالناصر بعد حريق الأوبرا بعدة أيام، وخرج ثروت عكاشة من الوزارة، وتحولت العلاقات السياسية من الاتحاد السوفيتى إلى الولايات المتحدة، وساعتها نصحتها والدتها بالدراسة الأكاديمية للاستمرار فى مجال الباليه، وبالفعل حصلت على منحة سفر للدراسة فى أمريكا، وهناك حصلت على الماجستير والدكتوراه.
عادت لمصر عام ١٩٨٣، وتعينت بعدها بفترة مديرة للأوبرا ودا تحديدًا كان عام ١٩٨٨ وبذلت مجهودًا كبيرًا فيها، لكن وزير الثقافة وقتها أقالها دون وجه حق، وتعرضت لظلم كبير وكانت هذه التجربة تجربه سيئه بالنسبة لها بعدما تفاجئت بالشمع الأحمر على مكتبها فقررت ساعتها السفر لأمريكا سنة ١٩٩٢ وهي تعيش حتى الآن في مدينة نيويورك بالولايات المتحده بصحبة زوجها مدير المتحف المصري السابق.
شاركت ماجدة صالح في فيلم ابنتي العزيزة عام 1971م، بطولة رشدي أباظة ونجاة الصغيرة، وأدت فيه دور ليلى، طالبة وراقصة باليه. وفي 2016م، شاركت في فيلم بعنوان هامش في تاريخ الباليه، وهو فيلم يتناول قصة نشأة فن الباليه في مصر أثناء الستينات، من خلال شهادات رواد فن الباليه المصري وبداية المعهد العالي للباليه تحت إشراف المدرسين الروس والدراسة بالخارج وتأسيس فرقة الباليه المصرية وعروضها مرورًا بحريق دار الأوبرا الخديوية ورحيل بعض نجوم الباليه للخارج. وشاركت فيه بشخصيتها الحقيقية كراوي لتاريخ الباليه في مصر.